اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة يوسف (ح 98)

الدكتور فاضل حسن شريف

في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: ان هؤلاء وهم اولاد الزوجة الأولى ليعقوب عليه السلام غدروا بأخيهم يوسف الذي هو من الزوجة الثانية. والحادثة يقينية ومروية تفصيلا في القرآن الكريم ويقول عن كلامهم: “إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ” (يوسف 8-10). وعندئذ بدأت المؤامرة إلى أن انتهت. والمهم أن مثل هؤلاء الذين اضروا بأخويهما وبابيهما لا يمكن أن يتصفوا بالصفات الجليلة المذكورة في القرآن للأسباط.

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الأنبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: يعقوب ويوسف عليهما السلام: قال تعالى على لسان أخوه يوسف عليه السلام: “وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ” (يوسف 9). أي بعد قتله أو طرحه في الأرض. فكيف تنطوي أفكارهم على مثل هذا الفعل القبيح؟ ثم أليس في قولهم لابيهم في هذه اللهجة فيه سوء أدب وكذب صريح؟ الجواب: بسمه تعالى: أخوة يوسف مفسرون بالأسباط و الأسباط أنبياء إلا أن هذا التفسير غير مؤكد الصحة وإن كان مظنونا ً. وعلى أي حال فلا بد دليل على كونهم معصومين أساسا ً ولذا فعلوا في أخيهم ما فعلوا. ثم لو قلنا بانهم أنبياء فلا بد من القول: بأن فعلهم ذلك كان من أجل أمر خاص من الله سبحانه لهم لأجل مصالح عامة يعلمه الله سبحانه في خلقه . وأما قوله : “لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ” (يوسف 95) ففيه أكثر من جواب: الاول: أنه يراد به جهة دنيوية وليس جهة أخروية او دينية. الثاني: ان مستوى الادب المتوقع في داخل الاسرة الواحدة ليس هو بنفسه المتوقع بين سائر الناس. فمن الممكن ان لا يكون كلامهم ذلك من سوء الادب، وهم أولاده ومن أسرته.

جاء في منتدى جامع الأئمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: المعجزات والكرامات، سبحان الله، حتى الماديين يقولون ان عصر المعجزات انتهى الآن عصر الصناعة، يعني أن المعجزات حدثت رغما عليهم. على كل حال الشيء الذي باليد انه باليقين حصلت معجزات وكرامات لمئات من الناس لآلاف من الناس وعلى رأسهم الأنبياء سلام الله عليهم، وعلى رأسهم المعصومين لما بعد الإسلام إبتداءاً من النبي الى الامام المهدي سلام الله عليه، حدثت فعلا ونحن غافلين حقيقة، وإلا في حقيقة الأمر ان المعجزات والكرامات تحصل باستمرار من اول الخلق الى آخره من حيث لا نعلم ولا نشعر، “وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” (يوسف 105)، لكننا قوم غافلين نحسب الاشياء بسيطة ومتدنية، لأنني انا المتدني فلا افهم الا المتدني، واما اذا دققت، فسوف افهم أشياءاً اخرى غير التي كنت افهمها بطبيعة الحال مما هو يتصل بالله سبحانه وتعالى. محل الشاهد فالكرامات والمعجزات متواترة ويقينية الحصول وعلى رأسها كرامات الأنبياء ومعجزات الانبياء، من الذي اوجدها؟ وبأي قانون وجدت؟ وبأي سبب وجدت؟ وهي خارقة لنواميس الطبيعة وغير ما تعود عليه اهل الدنيا والماديون والمنكرون للقدرة الالهية، يكفينا معجزة واحدة من خلال أول الخلق الى آخره لتثبت انها ناطقة بلسان حالها، بوجود مدبرها وبقدرته وبعزته وعظمته، فضلا عن أن تكون هناك معجزات كثيرة، وايضا ناطقة بفشل النظام الطبيعي وأنه مجرد صورة لا واقع لها، وانا قلت سبحان الله في مؤلفاتي، في بعض مؤلفاتي أيضا كتبت أن القوانين الطبيعية إنما هي صورة ذهنية ما يحدث هو أن هذه الحصاة تجلبها الارض وهذه الحصاة تجلبها الارض، اما انه نسمي شيئا بقانون الجاذبية فهذا عبارة عن مجموعة حوادث جمعناها في ذهننا فسميناها قانون الجاذبية، فحينئذ قانون الجاذبية إنما هو فكرة والفكرة لا تؤثر في الخارج، لا تؤثر في الخارج، إنما كل شيء يحدث بقدرة الله سبحانه وتعالى، فحينما يزعم الزاعمون الماديون باننا نعوض عن الله بالقوانين المادية، خسروا وخسئوا لأنها غير موجودة أصلا وإنما هي مجرد افكار في اذهاننا، كما نقول الانسانية موجودة؟ إنما الموجود هو الافراد زيد وعبيد وسعيد وفلان وفلان، اما الكلي المعنى العام غير موجود بطبيعة الحال فلاحظوا كذلك القانون بالمعنى العام غير متحقق، سبحان الله هم يقولون ان ما هو غير محسوس غير موجود، قانون الجاذبية مثلا او قانون سرعة الضوء او قانون كيت او كيت، وإنما ما هو الموجود هو المصاديق والجزئيات والحوادث الفردية، فهذه الحوادث الفردية من الذي يعملها القانون غير الموجود والقانون الموهوم؟ بطبيعة الحال، أعجز من ذلك ومن يؤمن به أعجز من ذلك، وإنما الله سبحانه وتعالى بعزته وقدرته.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here