حكايات بين عمو بابا ولميعة عباس عمارة

الكاتب نبيل محمد سمارة

عادة سيئة دخلت علينا بعد احداث ٢٠٠٣ وهي حين يمرض احد المشاهير ان كان عالما ام فنانا ام شاعرا ام لاعبا , لا نجد أي اهتمام حكومي لهذه الشخصية لتوفير ما يشفي وجعه الا حين الموت ؟

سمعنا الكثير من المشاهير في العراق وهم في حالة انتزاع الروح من الجسد , ونداءات اهله ومحبيه وهم يطالبون الحكومة ان توفر له التسهيلات الممكنة ليبقى على قيد الحياة ولو بفترة قصيرة
لكن مع كل الاسف يغادر هذه الحياة بصمت وهدوء ! .

عندي صديق اسمه الفريد وهو ابن شقيقة المدرب الدولي عمو بابا , حدثني عن امور حصلت مع خاله لا يمكن العقل ان يصدقه , قال لي مرة ان خاله عمو بابا ناشد الحكومة العراقية عشرات المرات شارحا لهم حالته الصحية المتردية مع تقارير طبية كان يرفقها لهم , لكن مع الاسف مناشدته لهم لم تأتي بنتائج سوى وعود فارغة , ويضيف الفريد : ساءت صحة خالي بسبب عدة امراض ابرزها مرض السكري الذي اكل اطراف من جسده وقد اوصانا الطبيب ان هناك نوع من الحقن ممكن ان تطول في عمره وان سعر الحقنة الواحدة حوالي مئتان دولار ويجب عليه اخذ حقنتان في اليوم ولفترة اسبوع او اكثر , لكن لم يهتم اي مسؤول وصلت له المناشدة .
والمصيبة الكبرى . حين مات خالي نعت الحكومة العراقية فقيد الكرة العراقية وقد عملوا له تشييع عسكري مهيب كلفت الحكومة العراقية عشرات الملايين , واخذوا على عاتقهم ان يوفوا بوصيته بان يدفن في ملعب الشعب الدولي , وقد بنوا له تمثالا كبيرا . ونحن كعائلته لم نهتم لهذا التشييع ولا للتمثال الذي بنى , ما يهمنا حقيقة لو اهتموا الحكومة بصحته حين ناشدناهم مرات عديدة ..

في عام ٢٠٢١ غيب النوت شاعرة العراق لميعة عباس عمارة في أمريكا بعد معاناة مع المرض الذي هد جسدها , بعث حضرة جناب برهم صالح و وزير الثقافة بيان نعي مكتوب على مواقعهم الاكترونية , وقامت الدنيا ولم تقعد على رحيلها من قبل الحكومة .
فلو كانوا حقا جادين بنعيهم لارسلوا وفدا لتفقدها والاطمئنان على صحتها قبل الموت , او الطلب بان تدفن بارض العراق وخاصة قرب نهر دجلة التي تغنت به شاعرتنا رحمها الله في الكثير من المناسبات الشعرية .

اجزم يقينا ان اكثر السياسيين وعلى رأسهم برهم صالح وغيره الكثير لا يعرفوا من هي لميعة عباس عمارة ولم يسمعوا لها قصيدة واحدة وقيمتها الكبيرة , لكن بسبب ضجة النعي الذي صدر من مثقفي العراق اجبر السياسيين على ان ينعوها رغم جهلهم بشخصيتها.

كلكم تتذكرون معي القاص المعروف خضير ميري وهو مرمي في احدى مستشفيات بغداد الحكومية من دون رعاية تذكر الا من قبل بعض الادباء ( المفلسين) الذين ناشدوا عشرات المرات الحكومة , لكن الحكومة تجاهلته فمات ميري وبعدها اصدرت حكومتنا نعيا تواسي فيه ادباء العراق واسرته ؟ .
والقائمة تطول …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here