اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة الكهف (ح 115)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: معاني حسن النية: صفاء النية وحسنها، يمكن أن يفسر بعدَّة تفسيراتٍ غير متنافية، بمعنى أنها يمكن أن تصدق جميعاً : 1ـ أن يكون العمل خالياً من قصد الإضرار بالآخرين. وبالنتيجة من ظلم الآخرين، لأنَّ الإضرار بمن لا يستحقُّ ظلمٌ واضح. 2ـ أن يكون العمل خالياً من الإضرار بالنفس، بحسب الواقع، سواءٌ عرف الفاعل ذلك أم غفل عنه. فإنَّ عدداً من أعمالنا يبدأ ضررها بنا قبل أن يصل إلى الآخرين، ونحن قد لا نكون ملتفتين، فنكون ممن “يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً” (الكهف 104). 3ـ أن يكون العمل خالياً من الهدف السيِّء، ولو في المدى البعيد، علم به الفردُ أم لم يعلم. ولكنه إن كان عالماً ملتفتاً كان ظلمه أكبر. فالخلوُّ من مثل هذا الإستهداف شكلٌ من أشكال خلوص النية وحسنها بلا شك. 4 ـ أن يكون العمل ناتجاً من قلبٍ طاهرٍ ونفسٍ صافية. ليكون ذا نيةٍ حسنة، وإلا لم يكن متصفاً بهذه الصفة. ومن هنا نجد أنَّ ذوي النفوس الشريرة تكون كلُّ أعمالهم غيرَ نقية، وكلُّ نياتهم غيرَ حسنة، لأنها ناتجةٌ من نفوسهم تلك، فهي تمثلها وتعكس شرَّها بشكلٍ وآخر. 5ـ أن يكونَ العمل خالياً وخالصاً من الطمع المتزايد بالدنيا، وحاوياً على درجةٍ من درجات القناعة. فإن كان مستهدفاً للطمع المتزايد بالمال أو الجاه أو السمعة أو السيطرة، بدون مصلحةٍ عامَّةٍ في ذلك، كان عمله غير متصفٍ بخلوص النية. 6ـ أن يكون العمل خالياً وخالصاً من الطمع بالدنيا عموماً، وليس فقط بالشيء المتزايد منها، كما في الوجه السابق. وبذلك ينبغي الاقتصار على ضروريات الحياة والقناعة بها عن الباقي، لتكون النية خالصة. وكلُّ عملٍ زاد على ذلك فهو عن نيةٍ سيئة. وهذه القناعة لا يمكن أن تحصل عبثاً، وإنما تحصل لأجل الحصول على الجانب الآخر من الحياة، بمعناها الأوسع والأكبر، وهو الجانب الأخروي. 7ـ أن يقصد الفرد بعمله تحصيلَ غفران الله سبحانه وتعالى لذنوبه وستره لعيوبه. 8ـ أن يقصد الفرد بعمله تحصيل رضوان الله سبحانه وليس الغفران فقط، كما في الوجه السابق. لوضوح أنَّ درجة الرضوان أعلى من درجة الغفران. وسيأتي عن قريبٍ بعونه سبحانه معاني التقرب إلى الله سبحانه، فيكون كلُّ عملٍ قصد به أيُّ معنى من معاني التقرب ذا نيةٍ خالصة، وبخلافه يكون ذا نيةٍ مشوبةٍ أو سيئة.

جاء في كتاب الصوم للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: بعض أدعية النهار: سبحان الله بارئ النسم، سبحان الله المصور، سبحان الله خالق الأزواج كلها، سبحان الله جاعل الظلمات والنور، سبحان الله فالق الحبِّ والنوى، سبحان الله خالق كلِّ شيء، سبحان الله خالق ما يُرى وما لا يُرى، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله ربِّ العالمين. سبحان الله الذي يعلم ما في السَّماواتِ وما في الأرض، ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، ثمَّ ينبؤهم بما عملوا يوم القيامة إنَّ الله بكلِّ شيءٍ عليم. أقول : واضحٌ جداً اعتماد الأعمِّ الأغلب من هذه التسبيحات على نصوص القرآن الكريم، محبوكاً حبكاً حكيماً ولذيذاً في نفس الوقت، حتى انَّ التسبيحات غير المتكررة تكاد أن تكون بنصوص الآيات الكريمة نفسها. وأودُّ فيما يلي أن أطبق التسبيحات المتكررة على نصوص الآيات منها (سبحان الله مداد كلماته) من قوله تعالى: “قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً” (الكهف 109).

جاء في منتديات يا حسين: كم مرة تكلم رأس الإمام الحسين عليه السلام: يقول السيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله نفسه الطاهرة: 1. لما حمل الرأس الشريف إلى دمشق ونصب في مواضع الصيارفة وهناك لغط المارة وضوضاء العاملين فأراد سيد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاته فتنحنح الرأس تنحنحاً عالياً ، فاتجهت إليه الناس واعترتهم الدهشة حيث لم يسمعوارأسا مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين عليه السلام فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى “ْنُحن نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوابِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى” (الكهف 13). 2. وصلب على شجرة فاجتمع الناس حولها ينظرون إلى النور الساطع فاخذ بقراء “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ” (الشعراء 227). 3. وقال هلال بن معوية رأيت رجلا يحمل رأس الحسين عليه السلام والرأس يخاطبه (فرقت بين راسي وبدني فرفع السوط واخذ يضرب الرأس حتى سكت). 4. ويحدث بن وكيدة: انه سمع الرأس بقراء سورة الكهف فشك في صوته أو غيره، فترك عليه السلام القراءة والتفت إليه يخاطبه (يابن وكيدة أماعلمت أنا معشر الأئمة أحياء عند ربهم يرزقون). 5. فعزم على أن يسرق الرأس ويدفنه وإذا الخطاب من الرأس الشريف : (يابن وكيدة ليس إلى ذلك سبيل أن سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح فسوف يعلمون أن الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون). 6. وقال المنهال بن عمروا : رأيت راسا حسين بدمشق على الرمح وأمامه رجل يقرا سورة الكهف حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى “أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً” (الكهف 9) نطق الرأس بلسان فصيح : (أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي). 7. ولما أمر يزيدبقتل رسول ملك الروم حيث أنكر عليه فعلته ، نطق الرأس الشريف بصوت مرتفع :لاحوله ولاقوة إلا بالله. أقول: لقد وردت هذه الموارد في كتاب ( الحسين في الفكر المسيحي) لانطوان بارا ( ص 110-111 ) وهي بدون ترقيم لأنه ليس بصدد الحديث عن العدد يهتم بالعدد بينما ذكرها السيد الشهيد محمد الصدر الثاني بالترقيم وهي سبعة مواضع. أي والله راسك أعجب من أصحاب الكهف كيف لا وأنت ربيب الوحي وخامس أصحاب الكساء و سبط من الأسباط فلعن الله امة جهلت مقامك وانأ لله وانأ إليه راجعون. ودمتم برعاية بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه أسألكم الدعاء بحق الحسين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here