غزة ارض الصمود في مواجهة العدوان الغاشم

وفاء حميد

بعد انتظار وتريث ، المقاومة ترد على استهداف ثلاثة من قيادة سرايا القدس، واستشهاد عدد من المواطنين ، وهي ليست الأولى من نوعها ، ولن تكون الأخيرة من جولات قتالية خاضتها غزة بعد اغتيال طالت كوادرها العسكرية المقاومة .

في عام /2012/ اغتيل القائد احمد الجعبري وفي عام /2014/ اندلعت الحرب بعد اغتيال /6/ من أعضاء حركة حماس زعموا أنهم وراء اختطاف ثلاث مستوطنيين في الضفة الغربية وقتلهم ، وفي عام /2019/ اغتيل قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس بهاء ابو العطا ، وكانت معركة وحدة ” الساحات ” حين اغتالت إسرائيل قائد سرايا القدس تيسير الجعبري .

أخفقت إسرائيل في حروبها المذكورة ولم تؤد اوتكسر شوكة المقاومة اوتضغف عزيمتها ولم تمنع القدرات وتعاقب الأجيال والقيادات لمواصلة القتال .

الانسحاب من قطاع غزة عام /2005/ بقرار من حكومة أرييل شارون ، حيث تم إخلاء /21/ مستوطنة كانت تحتل 35%من مساحة قطاع غزة ، لم يكن هذا القرار سوى نتيجة لتكلفة تكبدها الاحتلال تحت ضغط المقاومة .

إسرائيل لم يسبق لها أن خلت بالقوة في الأراضي التي استولت عليها في فلسطين منذ احتلالها عام /1948/ فحاولت تعويض الانسحاب بفرض حصار خانق على القطاع وكسر المقاومة .

فالمقاومة في غزة كما في كل فلسطيني تقوم في ظروف صعبة رغم القتال وتحقيق الإنجازات ،

وغزة تعتبر من أكثر المناطق في العالم كثافة سكانية يقطنها مليوني فلسطيني على مساحة /360/ كيلو متر مربع تقريبا، وطبيعته الطبوغرافية المسطحة ، ومساحته المحدودة مطوقة بجدار وصحراء وبحر تجعل المناورة فيه امرا عسيرا رغم ذلك لم تتراجع العزيمة ومازال يشغل العدو ويربكه .

صعوبة المقاومة داخل فلسطين تنبع من كونها تعمل جغرافيا داخل المشروع الصهيوني ويخلق مجموعة معقدة من الصعوبات والعوائق ، أمام جيش مدجج بأسلحة وتقنيات وقدرات عسكرية واستخباراتية ، ولكنها تشكل تحديا حيث تعمل على مقربة من الاحتلال وفي قلب مشروعه ، وكل ضربة يسددها لها وقع مختلف وتمثل ضربة على الرأس ، فالمقاومة تعمل على زعزعة أمن الاحتلال وضربه من خاصرته الرخوة .

حرب متعددة الجبهات “سيف القدس” تعود من جديد قواعد ردع جديدة تؤدي إلى نتائج معاكسة للأهداف التي خرجت من أجل تحقيق المستويات الأمنية والسياسية ، فالمقاومة بدأت الرد وعبر غرفتها المشتركة ضد الاحتلال ومدنه، هو قصف وفق تعليمات الغرفة المشتركة؛ أي هو رد فلسطيني مقاوم مشترك على جرائم الاحتلال، الذي لازال يمارس عدوانه على الشعب ، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحي، وإن رشق الصواريخ هو رد فقط على جرائمه التي يستهدف بها القطاع.

المقاومة ترقب وتتابع مجريات الأحداث بشكل دقيق، وسيكون ردها ، في الوقت التي تقرره هي، وليس الاحتلال وإن تأخر هذا الرد أيام.

وما حققه هذا الانتظار من حالة إرباك شديد داخل المجتمع الصهيوني، هو انتصار بعينه، الإرباك في صفوف الاحتلال ، المقاومة مستمرة، والتخطيط لديها على أشده، ولن تتأثر بما يصدر من قبل الاحتلال وقادته.

وليدرك الكيان المحتل أن الدم الفلسطيني ليس مستباح والرد سيكون موحدا من قوى المقاومة الباسلة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here