المتلقي الولهان في مواسم الحب الدائمة

المتلقي الولهان في مواسم الحب الدائمة

بقلم مهدي قاسم

يبدو أنه قد بات صعبا أن يكتب المرء نصا ، بل حتى لو كان نصا مترجما ، ( خارج مناخ الحب ) بحيث يكون باستطاعته إن يجذب متلقين كثيرين ، مثلما النص الذي يُكتب في الحب في هذه الأيام .. عن الحب الذي يدور عن الحب … وحول الحب ومع الحب ! .. والخ ,الخ ..
نعم الحب ,, والحب .. و ثم الحب ..
وكم جميل ورائع إنهم يتحدثون عن الحب وكأنهم يشربون الشاي صبحا و ظهرا و عشيا .. بل و مساء متأخرا ..
وهم يحيون الحب فجرا مبكرا : على نحو : صباح الخير أيها الحب ، مرحبا أيها الحب .. مساء الخير أيها الحب طابت ليلتك يا حبي الأوحد القائم حتى صباح الغد القادم !!..
و لكن ما أدراك ما الحب .. في بيئة ذات عقائدية معينة أو عشائرية متعصبة ، التي تعتبر الحب بحد ذاته سلوكا ماجنا ، ، لا يجوز حتى الإحساس به ، ناهيك عن الإعلان به جهارا .. أو على الملأ ؟ ..
يقول أحدهم مستغربا :
ــ ما أن تقترب من أحدهم وإذا به يصيح مع نفسه بنبرة خطابية :
ــ أنا أحبكِ يا آنستي ..يا سيدتي.. ومتيم بكِ مستميتا نازفا على صليب حبك .. نعم نازفا آخر ذرة أو قطرة من مشاعري وإحساسي نحو كِ ، حتى أصبح قلبي ناشفا ، شاحبا ، إلا من دفقة حنينكِ و ضوء غيابكِ .. و,……..
ــ كلام نثري عادي ومكرر وبنبرة منبرية و خطابية باهتة و رتيبة ..
يقول الغريب المستغرب ثم يسأل مدهوشا :
ــ ما بالهم هؤلاء القوم لا يتحدثون إلا عن الحب ؟.. فهل المُحب الحقيقي يتحدث عن الحب أم يعيشه بكل نبضات قلبه تولعا وشغفا وانشدhها ؟..
فيجيب مستطرق طارئ متسائلا :
ــ يجب قول ذلك تأكيدا مرارا ..لكي تحس الحبيبة بفيض حب المحب .. ولكن هل يوجد ما هو أفضل و أسمى من الحب ؟..
ــ أكيد لا !.. لو كانت هذه القلوب عامرة وعارمة بآيات ومعاني الحب الحقيقي والأصيل و ذاقت نكهتها كما الظامئ قطرات النبع العذبة …
ثمة فضولي يتدخل ناصحا :
ــ أليس من الأفضل أن يتحدثوا عن الحب ــ حتى لو على عواهنه كاستهلاك عاطفي وهمي .. بين صدق أو مغلاة ــ ــ بدلا من كلمات و نصوص التحريض على التفرقة و الكراهية أو على قتل الآخر المختلف ؟ ..
ــ نعم صحيح ضمن هذا التصور و المقارنة !..
إذن فليحيا الحب و إلى الأبد !..
بين قوم اعتبروا الحب سلوكا ماجنا وذنبا فادحا !..
ــ وهو أمر حسن وإيجابي في كل الأحوال .. حتى لو كان مجرد عملية تعويض نفسي فحسب ..
يوضح مستطرق ثالث يُعد نفسه عالما سيكولوجيا مخضرما !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here