الذكاء الاصطناعي في جهاد التبيين

علي الخالدي

أشرقت شمس التطور البشري على انفجار علمي هائل، وهو ان تتحكم بعالم كامل بواسطة كف اليد.
هذا التطور الرقمي الجديد، وكأنه أصابع سحرية، قد انبثقت من بين أزرار لوحات الحاسوب، والتي يمكنها تحريك أضخم آله رافعة لهد أكبر صخرة، او إطلاق أضخم صاروخ لتدمير مدينة، تبعد الاف الكيلومترات، وأنت مسترخ جالس خلف المكتب تحتسي الشاي او القهوة، وليس فقط هذا! بل بالإمكان ان تصنع جيشاً الكترونياً وهميا ينشر في دقائق آلاف الأخبار والمقالات والتقارير الكاذبة، غير المكررة والمتشابهة، لتربك المتابع وتجعلها كأنها حقيقة، هذا غير أن الذكاء الاصطناعي يقرأ الافكار ويطرح أمامك في مواقع الانترنت، هذا لأنه أصبح يتجسس عليك، نتيجة ربط أرقام الهواتف والأرقام الإلكترونية معا، فضلاً عن أجهزة النقال والحواسيب التي تحتوي مجسات وكامرات تنصت سرية.
لا بد من الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي، يعتمد على ما يخزنه من بيانات يستلمها من مشتركي مواقع التواصل الاجتماعي، ورواد الانترنت في جميع المجالات، وبناءً على تلك المعلومات التي هي تمثل وجهات وتطلعات متصفحي الشبكة العنكبوتية، ليبدء بعدها الذكاء الاصطناعي بشن دفعاته الهجومية كما يرغب صانعيه، تارة حملات أخلاقية وأخرى عقائدية، إلى أن يتمكنوا من السيطرة على البشر تامة.
إذن الذكاء الاصطناعي سلاح خطير جداً، وهو أذكى ما وصلت له البشرية، وهو بيد العدو حصراً، لكن هذا السلاح الجديد فيه نقاط ضعف وثغرات يمكن اختراقها من خلاله، ليصبح موجهاً ضدهم، ونافعا لنا بدل ان يكون ضاراً، وذلك يمكن من خلال معرفة ما يقول عنه صانعيه، حيث يعرفه جون يرل (1980) بتعريف منطقي (هو ليس ذكاء وإنما نوع من انواع تنفيذ المعلومات) ويعتمد على ما يحصله من بيانات مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، وهذا يعني أننا إذا أردنا ان نغيير وجهة عمل الذكاء الاصطناعي، علينا أن نثري نوافذ الانترنت بالأخبار والمقالات والمدونات التي تعبر عن ثقافتنا الحقة، بنشر علوم أهل البيت عليهم السلام، وتعاليم قضيتنا المهدوية التي نريد نشرها للعالم، ونجعل ذاكرة الذكاء الاصطناعي تمتلئ بما نريده نحن لا بما يمليه العدو، وعبر الذكاء الاصطناعي يمكن أن ننقذ البشرية بدل ان تسقط في قبضات الشيطان.
نجد هنا ان سماحة السيد الخامنئي دامت بركاتة، قد سبق الأحداث ووجه الأمة عبر جهاد التبيين، بالتصدي للانحراف الاصطناعي مبكراً، بنشر الثقافة الإسلامية في جميع الميادين، واقعا وافتراضا لنكون فاعلين لا قابلين في الحرب الرقمية العالمية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here