مأساة الغواصة تيتان: ظلمات البحر في القرآن الكريم (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف

بالنسبة للغواصات أسوء نقاط الضعف بالنسبة للقوى هي شبابيك النظر والبوابات. وبالنسبة للكرة مثلا الضغوط على كل نقطة نظريا متساوية كون المسافة العمودية متساوية من سطح البحر فكل قوة تعاكس الأخرى هذا اذا كانت قوة ميكانيكية تدفع نحو الأسفل للوصول الى الهدف مثلا عمق كيلو متر آخذين بنظر الاعتبار نظرية أرخميدس بأن الوزن داخل الغواصة يعادل حجمها المغمور ضرب الوزن النوعي للماء. وللكرة في الأعماق السحيقة تصبح جميع نقاطها مثل النقاط الاربعة المبينة بنفس العمق تحت سطح الماء وبذلك يتساوى ضغط الماء على جميع نقاط سطح الكرة وقوة الشرق تعاكس الغرب والشمال تعاكس الجنوب ولو وضعنا الكرة في قعر البحر وزنها مكافئ للماء المزاح نظريا تبقى على قعر المحيط. بما أن الغواصة مجوفة فإن الجدران يجب أن تتحمل الضغط العالي جدا فمثلا الغواصة التي انفجرت مؤخرا كانت تحت عمق 4000م واحتمال باب الغواصة لم يكن متينا الذي ربما مساحته 1 متر مربع فإن قوة الماء التي فتحت الباب = 4000م في الوزن النوعي للماء (1 طن لكل متر مكعب) في مساحة الباب 1 متر مربع = 4000 طن دخلت الغواصة فهشمتها ومن في داخلها.

جاء في موقع الألوكة الثقافية عن ظلمات وأمواج البحر اللجي في المثل القرآني: يقول تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوكَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ” (النور 39-40) تشير آية سورة النور إلى مفردات علمية دقيقة متعلقة بالسراب، وظلمات البحر، لجية البحر، والأمواج التحتية والفوقية. ويعنينا هنا الإعجاز العلمي المتعلق بالبحار. ونود أولا التأكيد على أن خصائص البحر التي أشارت إليها الآية لم تكن معروفة حتى عهد قريب في القرن العشرين إلا حينما رُسمت خرائط قيعان البحار. وهذا الإخبار من القرآن نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يركب البحر قط، وما كان غواصا يملك ما نملكه من غواصات وأجهزة متقدمة ندرس بها البحار اللجية. اكتشف العلماء أن البيئات البحرية تتنوع باختلاف عمق الماء وأن عمق نطاق الضوء (Photics) يمتد من مستوى سطح البحر حتى عمق 200 متر. وتحت هذا العمق يصبح البحر مظلمًا، ويصل عمق البحر في الأخاديد البحرية إلى ما فوق العشر كيلومترات. ويبدأ البحر الُلجيْ (Oceanic) مع ظلمات البحر تحت عمق 200 متراً. ويختلف امتصاص ألوان طيف الضوء باختلاف عمق الماء، فعلى عمق 30 مترا لا يرى اللون الأحمر، وعلى عمق 50 مترا يبدأ امتصاص اللون الأصفر، وعلى عمق 100 متر يمتص اللون الأخضر، وتحت عمق 200 متر يمتص اللون الأزرق. ووصف القرآن لبحر لجي وصف معجز ذو دلالتين: الأولى أن كل البحار ليست لجية، والثانية أن مفهوم البحر الُلجيْ لم يتضح إلا في القرن العشرين. والدلالة الأولى لا يعرفها سوى المتخصصين في علم الأرض الذين يعلمون أن البحار نوعان: قارية ضحلة تنشأ على اليابسة وهي بحار قديمة تكاد أن تكون قد اختفت في الزمن الحديث ولا نعرف عنها شيئاً إلا من خلال الجغرافيا القديمة، وبحار لجية تشمل محيطات العالم الموجودة اليوم. أما مفهوم البحر اللجي فلم يتحدد إلا بعد مسح قاع البحر، وحينما أعطى القرآن وصف البحر اللجي منذ أكثر من 1400 سنة، لم يكن يخطر على عقل بشر المفهوم الحقيقي للجية البحر، ولربما كان المفهوم الظاهري للبحر اللجي بأنه البحر العميق جداً. وقد جاء العلم الحديث ليجلي مفهوم البحر اللجي حينما حدد بيئات البحر الحديثة وفقًا لأعماقها حسب الجدول السابق.

جاء في موقع الجزيرة عن بعد العثور على حطام الغواصة “تيتان”.. ما “الانبجار” الذي أدى إلى الكارثة؟ وما الأسباب؟ للكاتب عمرو شكر: “الانبجار” والموت المفاجئ: انشغل العالم في الأسبوع الماضي بحادثة اختفاء الغواصة “تيتان” (Titan) التابعة لشركة “أوشن غيت” (OceanGate) والتي انقطع الاتصال بينها وبين السفينة المصاحبة لها بعد ساعة و45 دقيقة من بدء عملية الغوص في رحلة استكشافية لحطام السفينة الغارقة “تايتنك” (Titanic) تستغرق ساعتين. كان على متن الغواصة 5 من أثرياء العالم من بينهم المدير التنفيذي لشركة “أوشن غيت” ريتشارد راش، قبل أن يكتشف خفر السواحل بقايا حطام الغواصة في قاع المحيط على بعد 500 متر من مقدمة السفينة تايتنك، وإعلان وفاة الركاب الخمسة بشكل مأساوي نتيجة “انفجار كارثي إلى الداخل” للغواصة، فما الذي حدث بالضبط وما أسبابه؟ الانفجار إلى الداخل أو “الانبجار” هو عملية تنهار فيها الأجسام على نفسها نتيجة ضغط من الخارج إلى الداخل، وهو عكس عملية الانفجار التي يكون اتجاه الضغط فيها من الداخل إلى الخارج، وغالبًا ما يتضمن الانبجار اختلافًا بين الضغط الداخلي (الأدنى) والخارجي (الأعلى) والذي يكون كبيرًا جدا بحيث تنهار البنية إلى الداخل من تلقاء نفسها، وهذا ما حدث بالضبط للغواصة “تيتان” التي تحطمت من الخارج نتيجة للضغط الهيدروستاتيكي للمياه المحيطة. يظهر فيديو متداول على الإنترنت يحاكي حادثة انبجار الغواصة تيتان حيث ينهار جسدها وتتلاشى في غضون أجزاء من الثانية، وهو ما يؤكده البروفيسور ستيفانو بريزولارا من جامعة “فرجينيا تك” في حديثه لقناة “إيه بي سي” (ABC) الإخبارية، حيث يقول إنه “في حالة الانفجار الداخلي، يمكن اعتبار الجزء الداخلي من الأسطوانة مفرغا عمليا، بينما يكون ضغط الموجة التي تخترق الهيكل أكبر بـ400 مرة. وهذا يتسبب في تدفق المياه بقوة من خارج الأسطوانة إلى الداخل بسرعة لا تصدق؛ نحن نتحدث عن تدفق المياه بسرعة تصل إلى ألف كيلومتر في الساعة”.

يقول الخبراء إنه على عمق 4 آلاف متر تحت سطح الماء، فإن الضغط يعادل نحو 5800 بي إس آي (رطل لكل بوصة مكعبة)، وهذا الضغط الهائل يشير إلى أن وفاة ركاب الغواصة حدثت فجأة بسرعة لا تتجاوز 30 ملي ثانية. يقول الدكتور ديل مولي، المدير السابق للطب تحت سطح البحر والصحة الإشعاعية في البحرية الأميركية، لصحيفة “دايلي ميل” (Daily Mail)، إن الحادث برمته ربما وقع في غضون أجزاء من الألف من الثانية؛ أي إن الركاب ربما لم يكونوا قد لاحظوا حدوث ذلك، ويضيف “كان من الممكن أن يكون الأمر مفاجئًا لدرجة أنهم لم يعرفوا حتى أن هناك مشكلة أو ما حدث لهم”. خليط غير متجانس: يتكون جسم الغواصة من مكونين رئيسين: الهيكل الخفيف وجسم الضغط، فالهيكل الخفيف للغواصة هو الهيكل الخارجي غير المحكم للماء والذي يوفر شكلًا فعالًا من الناحية الهيدروديناميكية للاحتفاظ بالمياه، مما يساعد الغواصة على الحفاظ على الطفو تحت الماء وعادة ما يكون الهيكل الخفيف مصنوعًا من صفيحة فولاذية رفيعة، وبداخل الهيكل الخارجي يوجد جسم قوي (أو جسم ضغط) يتحمل الضغط الخارجي وله ضغط جوي طبيعي في الداخل، ويتكون جسم الضغط بشكل عام من الفولاذ السميك العالي القوة للأعماق البسيطة، أو التيتانيوم للأعماق الأكبر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here