المُستخدَمون!!

“حيل بينا منّا وبينا”
هم المُسخَرون لتحقيق غايات وأهداف الآخرين الطامعين بالبلاد والعباد.
وما أكثرهم في بلداننا , من الحكام والأزلام وغيرهم , وما خلت ديارنا منهم , ومن تفاعلاتهم المؤدية إلى تداعيات خطيرة وأثيمة.
“منكم وبيكم” , هكذا لسان حال أعداء الأمة يقول , فعناصر الهدف تنقض عليه , ولا داعي لتجييش الجيوش وتقديم الخسائر , دعهم يتصارعون , وقدم لهم آلات التقاتل وسفك الدماء , واغرس فيهم أن البطولة أن يقتل الأخ أخيه , ويثور على قيمه وينسف تراثه وينكر دينه , فهذا هو المطلوب , وإثباته قائم بتحشيد أهله ضد بعضهم , بإسم كل شيئ مهم وعزيز لديهم.
العارفون بالسلوك البشري ينتقون المصابين بالعاهات النفسية , والكانزين لدمامل العدوان والإنتقامية والإنتحارية , فيوظفونهم لتحقيق ما يريدون , بتغذية تطلعاتهم المريضة , وتأجيج مشاعرهم العدوانية , وتأكيد حقوقهم السليبة.
والأمثلة عديدة ومتواصلة في كافة والأزمنة , التي تمردت على الوجود الأصيل للأمة , حتى صار الدين مصدر إتلاف كينونتها المتميزة.
وبين فينة وأخرى , تندلع سلوكيات تنسب لأحد أبناء الأمة أو لمجموعة أفراد منها , تهدف للتأجيج والترويج لبضائع فاسدة وأفكار شاذة متطرفة , لكي تتفاعل معها الأمة بإندفاعية إنفعالية , تفقدها قدرات التبصر والتعقل والإلتزام بصراطها المستقيم , فتتيه في مسارات الإتلاف والتدمير الذاتي والموضوعي.
ومنها الإعتداء على ما تراه مقدسا ويرمز لعقيدتها ويمثلها , فيضعونها أمام مشاهد إستفزازية عدوانية على معانيها وقيمها , ومنطلقاتها الإيمانية والأخلاقية , فتثور ثائرتها , وتتعالى أصواتها , وتنحرف طاقاتها , وتتألب القدرات لتنال من وجودها , وفقا لمتواليات التلازم الشرطي القاضي بربط الفرد بالمجموع , لتوسيع رقعة الويلات.
ويمضي التعميم من الفرد إلى الفئة , ومن الشخص إلى البلد والمدينة والأمة , ويتجسد البناء السلبي عليه , لإثبات أن الأمة تنحر نفسها , وأبناؤها ضدها , وهم قتلتها , ونحن الأبرياء , الذين يصونون حرية الرأي وحقوق الإنسان المهضومة في بلدانها.
فهل لنا أن نستفيق ونرعوي؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here