خدعة المظلومية!!

من أخطر ما تحقق تمريره على الشعب هو أيديولوجيات ودعوات وخطابات المظلومية , التي تسببت بتداعيات إنفعالية عاطفية عمياء شعواء , يندى لها الضمير الوطني والديني والإنساني , وتم تكرار وتأكيد أن المظلومية وقعت على فئة ما من المجتمع دون غيرها , وأن عليها أن تنتقم لنفسها ولأجيالها من الظالمين لها.
وأغفلت بقصدية سيئة أن الشعب بأسره مقهور مسلوب الإرادة , وعانى من الويلات والتداعيات والحرمان والنكبات , والإعتقالات والتعذيب والترهيب ومصادرة أبسط حقوق الإنسان.
فقد أسهمت جميع الأنظمة بقهره وتدمير تطلعاته , ومنعه من نيل حقوقه المشروعة , والتمتع بثروات بلاده ومعطيات أرضه , فشنت حربا على البلاد والعباد والزرع والضرع والرافدين , حتى تحول كل ما في البلاد إلى بيداء وجيع وإرتهان.
وفد تحقق تتويج مَهيب لمسيرة الإستلاب الوطني والإنساني , بسيادة الفساد والفاسدين الذين قهروا الشعب وإستعبدوه , وفتكوا بوجوده وجوهر ذاته وموضوعه وهويته ومعاني كينونته الكبرى.
وطن الجميع فيه مظلوم مقهور مدحور في الركض المضني وراء الحاجات البسيطة , التي تديم الحياة وتمنح بعض القدرة على التواصل والبقاء , وبين آونة وأخرى تنطلق أبواق مغرضة ذات دوافع سيئة لتعلن مظلومية هذه الشريحة دون غيرها , وفي ذلك إندفاع نحو إشعال فتنة مرسومة بين المواطنين , لكي يتماحقوا ويزدادوا قهرا وذلا وحرمانا , ويتناسون الفاسدين والنهابين لثرواتهم , وما يحصل لبلادهم من سرقات مروعة.
إنها لعبة إلهائية مؤزرة بأساطين التبعية والخنوع والمذلة والهوان , والداعين إلى أن البلاد والعباد غنيمة وملك مشاع للقادرين على النهب الفظيع , والمبوقين والمسوقين , والذين يرفعون لافتات جهوزيتهم للبيع , ومن يدفع أكثر يكونون معه.
وللإعلام المرتزق بأنواعه دوره الآثم في ترويج اللعبة التدميرية للمجتمع , وبناء سكك المسارات التي ستتدحرج عليها الأجيال لتبيد بعضها , وليتساقطوا في دائرة مفرغة من المظلومية المتبادلة , التي تحث على مزيد من الظلم والإمتهان , خصوصا عندما تقرن بطروحات مؤدينة.
فهل من إنتباهة وإعتصام بالوطن والمواطنة؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here