ملف الصحراء يعترض تحسين العلاقات المغربية مع ايران
July 2, 2023
طهران – الرباط – عبدالحق بن رحمون
أعلن رئيس مجلس إدارة النقابة التجارية لمكاتب خدمات السفر الإيرانية، حرمة الله رفيعي، الاحد، إن «من المرجح أن تنطلق رحلات الإيرانيين إلى مصر خلال شهر واحد، شرط ان تصل المفاوضات مع هيئة السياحة المصرية الأسبوع المقبل في طهران إلى نتيجة». فيما قالت مصادر مصرية في القاهرة ان المفاوضات على مستوى المخابرات تقدمت درجة طفيفة لكن لا توجد دلائل على حسم ملف إعادة العلاقات بصورة تامة . ولفت المصادر الى ان القاهرة أعطت لجهاز المخابرات الضوء الأخضر للتفاوض حول تعاملات تجارية او خدمية، ربما تصل لاحقا الى مرحلة الرحلات الجوية المباشرة . وقالت المصادر ان مشاورات جرت بين مصر ودول خليجية حول إعادة العلاقات، كما انه جرى التحدث الى الجانب العراقي الذي لعب دورا وسيطا في احدى مراحل الاتصالات.
وقال رفيعي انه «لم تكن لدينا أي علاقات سياحية مع مصر، حيث ان الوفود كانت تذهب هنا وتعود، ولكن لم ينجز أي عمل كبير… استلمنا اقتراحا بأنه يمكن لنا الذهاب إلى مصر عبر العراق، وكان من الصعب بالنسبة لي أن أصدق ما إذا كان يمكن فعل أي شيء أم لا. لقد تشاورت مع مؤسسات مختلفة وعدت لتوي من رحلة إلى مصر»، وفق وكالة مهر للأنباء.
وأضاف: «شرم الشيخ من الوجهات السياحية في مصر، لكن بالنسبة للإيرانيين، فإن القاهرة أكثر جاذبية. لقد عقدنا اجتماعا في شرم الشيخ وأعلننا أننا نريد أن يزور الإيرانيون كل المواقع السياحية المصرية، وليس فقط شرم الشيخ، لأنهم قالوا سابقا إنه من الممكن زيارة شرم الشيخ فقط».
وتابع رفيعي: «ليس لدينا رحلة مباشرة في الوضع الحالي، وللسفر إلى مصر كان علينا الذهاب إلى بغداد في العراق، لأن القنصلية هناك»، موضحا: «في اجتماعي الأخير مع مسؤولي الحكومة المصرية، اقترحت أن تنطلق رحلتنا الأولى بشكل رمزي من طهران إلى القاهرة حتى تقيم الحكومات علاقات أفضل وان يتم إصدار التأشيرات مباشرة من إيران… أعتقد أنه في غضون شهر، سيتم تحديد وضع السائحين الإيرانيين المطالبين بزيارة مصر».
فيما تتطلع الدبلوماسية في ايران الى تغيير مواقفها وتطبيع علاقاتها مع الرباط بحسب تصريحات لمسؤولين حكوميين ايرانيين ، وتجدر الاشارة أن إيران في أكثر من محطة سياسية متوترة أعلنت عن مواقف معادية للمصالح المغربية، كان آخرها تبني الطرح الانفصالي» المدعوم من الجزائر» بحسب وجهة النظر المغربية، أثناء المناقشات حول ملف الصحراء خلال الاجتماعين الخامس والسادس للجنة الرابعة للأمم المتحدة، في بنيويورك، خلال السنة الماضية.
من جهة أخرى اثار مراقبون أسئلة ، أين يتوزع الشيعة بالمدن المغربية وهل يزاولون أنشطتهم بأريحية وبكل حرية ، ولماذا لا يعلنون تشيعهم بشكل علني خلال مناسبات دينية بالرغم من أنهم يصرون على ارتداء النقاب والعبايات السوداء وأحيانا يتشددون في مواقف وتراهم ينعزلون الناس الذين لايرتدون الحجاب ولايتبنون أفكارهم . وفي سنوات سابقة كان بعض أنصار المذهب الشيعي بالمغرب بمدن طنجة والجديدة والرباط ووجدة وسلا يعلنون تشيعهم علانية وتجدهم يعلنون أن بداية يوم صومهم يكون دائما بحسب ظهور الهلال ببعض البلدان الشرقية ومنها ايران وكذلك يكون عيدهم مع ايران وبلدان أخرى ، كما حاولوا اظهار تشددهم في محاولة نشر مذهب الشيعة الا أن السلطات المغربية تصدت لهم في مناسبات كثيرة باعتماد المغرب منذ أربعة عشر قرنا اعتبر المذهب المالكي مذهبا رسميا للدولة المغربية، إضافة إلى اختيارات الأمة المتمثلة في العقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي. لذا ظل المذهب المالكي، إلى يومنا هذا، شعارا من شعارات الدولة المغربية، يعبر عن الوحدة المذهبية الدينية والأصالة الحضارية. وفي هذا الاطار وبعد قطيعة الدبلوماسية المغربية مع إيران أعلن مؤخرا وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقاء نظمته وزارته، بحضور سفراء الدول الإسلامية المعتمدين لدى إيران، إن بلاده ترحب بتطبيع وتطوير العلاقات مع دول المنطقة والعالم، بما فيها المغرب.
وتجدر الاشارة أن أسباب القطيعة الدبلوماسية بين الرباط وطهران حينما طلب المغرب من السفير الإيراني مغادرة أراضي المملكة وأغلقت تمثيلتها الدبلوماسية في طهران، على خلفية تقديم دعم عسكري ومالي إيراني لجبهة “البوليساريو”، عن طريق حليفها اللبناني “حزب الله”، وبتنسيق مع السفارة الإيرانية في الجزائر، وفق ما كشفه وزير الشؤون الخارجية المغربي حينها.
وأضاف المسؤول الإيراني بشأن الاتصالات مع القاهرة : «سيأتي وفد مصري إلى إيران، الأسبوع المقبل لمناقشة المزيد من التفاصيل، وسيتم تحديد وقت الرحلات الأولى بعد هذا الاجتماع».
وذكر أن «مفاوضات التنمية السياحية مع مصر تمت بوساطة العراق».
وأعرب رفيعي عن أمله في أن «تتحسن العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة قريبًا»، مشيرا إلى إن «الرحلة المباشرة بين طهران والقاهرة ستكون بشكل رمزي».
وعلى صعيد علاقات ايران بالسويد، فان حادثة احراق المصحف عطلت، ارسال طهران سفيرها إلى السويد.
وقال وزير خارجية ايران، حسين امير عبداللهيان انه «لن يتم ارسال سفير طهران الى السويد في الوقت الحالي، احتجاجا على القرار الذي اتخذته حكومة هذا البلد بإصدار اذن للإساءة للقرآن الكريم».
وأشار وزير الخارجية في تغريدة نشرها على صفحته الخاصة في تويتر، الاحد الى هذا القرار، مؤكدا أنه «التقى أمس السفير المقترح في السويد وتحدث معه بالتفصيل، فيما رفع الأخير له تقريرا عن البلد الذي سيمارس مهامه فيه».
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط