أشياء من هذا القبيل : سياسة .. بطاطيس ..هاتي البندقية .. لحظات ماضية كموجة متلاشية !

أشياء من هذا القبيل :
سياسة .. بطاطيس ..هاتي البندقية .. لحظات ماضية كموجة متلاشية !

بقلم مهدي قاسم

ـــ1 المنافق الدجال

ـــ أيها المنافقون الملاعين سأجلدكم واحدا واحدا حتى تنسوا اسم الله ”
يصيح واحد من الجمع متظلما :
ــ ولكن لماذا سيدي ماذا فعلنا من سيئات غير ذكر اسم الله صبحا و عشيا ! ”
فيشتاط الآمر غضبا ويقول بلهجة قاطعة :
ـــ هاتوا به هذا المنافق الدجال !,
ثم موجها له :
ألم تكن أنت الذي دفعت زوجتك للانتحار من سوء معاملتك و حبّلت الخادمة ثم تنكرت لها لتكون عرضة للعار ، وبعد ذلك ذهبت مباشرة لتصلي ذاكرا اسم الله بين دقيقة وأخرى وهناك كنت تتهامس مع تاجر آخر عن ضرورة رفع الأسعار بسبب الأزمة السياسية الطارئة والوباء المنتشر ؟ ..
و أليس أنت الذي أقسمتَ زورا في المحكمة بعد القسم مقابل بضعة آلاف درهما ؟.. فحجم ذنوبك أثقل من وزن حجمك أيها الوغد المترهل شحما متراكما !..
أجلدوا هذا الزنديق المحتال إلى أن يبطل يذكر الله كذبا و نفاقا ..
ولكن يا سيدي
أخرس ! ، أنا لستُ سيد أحد ، مهمتي فقط أن احرر اسم الله من أفواهكم القذرة التي تتشدق باسمه رياء و تدليسا .و نفاقا و كذبا ، لقد أسأتم إلى أسمه بما فيه كفاية !… خلاص !..
***
ـ
ــ 2 ــ أبعدونا عن هذا المستنقع المقرف رحمة بالرب !

صاحت أحدهّن محتجة متأففة بلطف و لكن بنبرة طرافة :
ـــ رحمة بالسماء دعونا من السياسة أيها السادة لقد بدأنا نشعر بالغثيان .. أوف !..
ـــ كيف نترك السياسة إذا هي تلاحقنا لحد جيوبنا أيضا ..
فأشعر بها جيدا و بالأخص عندما أشتري خبزا ، حليبا ، فاكهة ، لحما ، تبغا ، خضروات ،كتبا ، قهوة ، تذكرة مسارح وسينما و وصالات موسيقى ؟! ،
لا يا سيدتي سوف لن اترك السياسة ولا الحديث ــ حتى ولو عن أسعار بطاطس أيضا ، طالما السياسة تلاحقني وهي متشبثة بجيبي بشدة عاشق ولهان هههه ..
***

ــ 3 ــ

هاتي البندقية

ضرب همنغواي الطاولة بقبضة يده الجريحة المشدودة وصاح غاضبا مدمدما بنبرة شاكية و متظلمة
ــ يا لهذه الكهولة اللعينة وهي تخنقني خنقا رهيبا كمالوكنت مشلولا بانحطاط قواي ونضوب شغفي ..
لا هي بحياة ممتعة ولا بموت سريع. و عاجل .. فإلى الجحيم بكل هذا الحماقة والهراء المقيتين !..
بعد لحظة من الصمت :
ــ كفى حقا .. أين هي البندقية !..هاتي لي البندقية رجاء.!
****

ـــ 4 ــ لحظات ماضية كموجة متلاشية

يقول الرجل الثمانيني ــ لاهثا ــ بعدما قطع عدة كيلومترات ركضا ــ لشاب كسول وسمين ، نصحه بالراحة والمكوث في البيت :

ــ إنني ممتن لكل لحظة من لحظات حياتي التي عشتها وأعيشها بامتلاء واكتناز بمتعة جسدية وروحية في آن .. لأنني كلما فتحت عيني على وسعهما اكتشف جمالا جديدا حولي هنا وهناك ..فأمتلأ طاقة وشغفا ..فالجمال موجود في كل مكان ، فما علينا إلا أن نفتح عيوننا جيدا فقط لكي نستمتع ونتمتع مبهورين بجمالات الطبيعة الخلاقة العظيمة ، حيث كل لحظة من وقتنا ، هي كأنما موجة عابرة ومتلاشية و إلى الأبد ، فمن الغبن بحق أنفسنا أن نهدر هذه اللحظات الثمينة هباء في كسل وانتظار مضجر ..

ثم يقوم الرجل الثمانيني ــ كأنما تأكيدا على صحة تفكيره ــ بحركة راقصة رشيقة يؤديها بمهارة ملفتة تحاكي رقصة فلامنكو البارعة !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here