هل اليسار الاسرائيلي وحيداً

منذ اندلاع التظاهرات الاسرائيلية في الشوارع ديسمبر الماضي على اثر اغلاق كورونا والوضع الاقتصادي المتأزم , لتختتم بقرارات نيتنياهو بما يسمى الاصلاح القضائي ومحاولته تقليص دور المحكمة العليا باشراك البرلمان تارة لتعيين قضاة المحكمة , واخذ دور اكثر للسلطة التنفيذية التي يمتلكها رئيس الوزراء لتحصين نفسه من اجراءات قضائية تحوم حول موضوع قضايا فساد . يجد اليسار الاسرائيلي نفسه وحيداً في الساحة الداخلية والدولية . اذا عرفنا الفاشية تعتبر القوة هي من تفرض القانون وليست الارادة الشعبية للجماهير نعلم مدى ادراك حساسية الفرد الاسرائيلي تجاه توسع السلطة التنفيذية وتحييد القضاء وتدخله بجميع معالم الاقتصاد الذي لايعير اهتماما كبيرا للافراد بل بقيادة الدولة لطبيعة الانتاج . لاينسى اليهودي ما تعرضَ له في اوربا من ويلات تنامي النازية وتبنيها المبدا الفاشي الذي اوجده موسيليني ليحيل الالاف اليهود ضحايا بين قتيل ومهجر ونازح . رغم ان الديمقراطية الاسرائيلية تبتلع حق الفلسطيني وتغتصب ارضه وتقوم على مبدأ الاحتلال بممارسات تناهض حقوق الانسان وتقريرالمصير , إلا ان قرار نيتنياهو بما يسمى الاصلاح القضائي يعطي الحق بشرعنة واضافة سند قانوني آخر لانتزاع الاراضي بالضفة الغربية لصالح اسرائيل . اليسار الاسرائيلي يحمل ذاكرة مؤلمة لتنامي الديكتاتورية وسيطرتها على مقاليد الحكم , ويعلم جيداً صعود هتلر جاء بالانتخابات ليختمها بسيطرة القوى التنفيذية وتبني مبدأ موسليني الذي لا يعير اهمية تذكرللديمقراطية , لا اعتقد ابدا سيرضى بتمدد سلطة الجهاز التنفيذي على حساب المحكمة العليا حسب وجهة نظر نيتنياهو . المحكمة العليا تتعاطف مع الاقليات ضد المصالح السيادية لدولة اسرائيل . حقيقة نيتنياهو تسانده جميع الانظمة اليمينية التي تحابي توجهه وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية , واضح منذ بداية التظاهرات تحاول امريكا التغطية على الموضوع واجراء مباحثات مع نيتنياهو الذي يعتبر هو اساس المشكلة وتتجاهل الجماهير التي خرجت الى الشارع ضد الاصلاحات المزعومة . اليسار الاسرائيلي معزول عن محيطه العربي بسبب واقع الاحتلال وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية كما انه لا يجد تأييداً دولياً في عالم يتسع لمد يميني ويميني متطرف ابتداً من بعض الدول الاسكندنافية الى روسيا التي يحكمها اليمين مروراً بفرنسا وحكومة ماكرون الى بريطانيا المغرقة بتخبطات سياسية وافتصادية ,اخيرا ًوليس اخرالولايات المتحدة الامريكية , بالوقت الذي تستنكر جميع هذه الدول الممارسات التي تمارسها السياسة الاسرائيلية بشكل خجول ضد الفلسطينين بالعلن لكنها تؤيد وترسل المساعدات لحكومات يمنية متطرفة بالعلن ايضا وليس بالخفاء . كما ان القوى اليمنية اليهودية المتطرفة والمتعصبة دينياً واغلبها من اليهود المنحدرين من الدول العربية بالداخل تقف بقوة الى جانب نيتنياهو تسانده وتناصر قراراته لمزيداً من الاستيطان داخل الضفة الغربية . يجد الفرد العربي نفسه بالارض المحتلة مكتوف الايدي ولا يدري هل يناصر هذه التظاهرات ام لا نعم عرب 48 يحملون الجنسية الاسرائيلية, لكن واقعهم عربي والبعض يشارك باحتفالات يوم الارض الفلسطيني ويرون مشاركتهم بالتظاهرات ستكون باهته ولا يلتفت اليها أحد من الاسرائيليين انفسهم, بالرغم من بعض الدعوات التي يطلقها الاسرائيليون ملوحين بالعلم الفلسطيني لكن الواقع هم يركزون على قضاياهم الخاصة ليس إلا .

الحقوقية نيران العبيدي كندا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here