هي بقيت على كرامة شرطي المرور : هيبة الدولة برمتها مسحوقة و منتهكة باستهتار و قسوة !

هي بقيت على كرامة شرطي المرور : هيبة الدولة برمتها مسحوقة و منتهكة باستهتار و قسوة !

بقلم مهدي قاسم

الضجة الكبيرة التي أثارتها عملية اعتداء امرأتين ( من حبايب جماعة عميد الساسة الفاسدين نوري المالكي ) ، على شرطي المرور لكونه قد قام بواجبه المهني المطلوب ، حينما أقدم على حجز سيارتهما المخالفِة لأنظمة وقواعد المرور، حيث أقدمتا على شتمه و إهانته ، بل حتى ضربه بهستيرية عجيبة و كأنه قاتل والدهما !، و عندما اتخذ هو إجراءات توقيف ضدهّن ، حضر أحد النواب ــ مع حراسه ــ المحسوبين على كتلة حزب الدعوة ، لإخراجهما بالقوة ،مستغلا موقعه النيابي ، الأمر الذي أثار سخطا و استنكارا واسعين من قبل الشارع العراقي ضد سلوك المرأتين العدواني واستغلالهن لعلاقتهما ” الأنثوية ” مع رجال ومسؤولي الحكومة و الدولة بهدف الاعتداء على هيبة الدولة و تاليا التملص من مغبة وطائلة التجاوزات القانونية أو الاستخفاف بها..
ومما زاد الطين بلة هو تدخل النائب الدعوي وتجاوزه الفظ على طبيعة وسياقات الإجراءات القانونية، وهو التدخل المستهتر والذي يذكر المرء بأفلام الغرب الأمريكي المتوحش في قرون غابرة حينما كانت عصابات الكابوي المنفلتة تعتقل عمدة بلدة وتقوم بإطلاق سراح عناصرها المسجونة لأسباب جرمية…
علما إن عملية هذا الاعتداء السافر على شرطي المرور من قبل زوجات أو صديقات أو عشيقات المسؤولين الكبار في الدولة ليس الأول من نوعها ، بالطبع ولن تكون الأخيرة ، و ذلك ليس فقط لعدم وجود هيبة للدولة و إنما الدولة العراقية نفسها قد أضحت شبه بدولة هزيلة وفي حالة ضياع بطيء وشبهة ” بجمهوريات الموز ” في أمريكا اللاتينية سابقا ، بالأحرى ، مثل سفينة جانحة أو عائمة فوق مستنقعات عديدة من سلسلة دويلات عميقة تتحكم بها عصابات لصوصية للإجرام المنظم تحت مسوح دينية ومذهبية ، فضلا عن سطوة ميليشيات مسلحة ، التي في نفس الوقت هي صاحبة أمر و نهي حقيقية في العراق كأمر واقع قائم ، رغما على أنف الدولة العراقية ، من حيث التحكم بمنافذ الحدود الجمركية و مشاركة مقاولات وهمية أو شكلية لسرقة المال العام بشكل مشرعن ــ رسميا و فقهيا بحجة أن المال العام” صاحبه مجهول “..
وكأنما الشعب العراقي مجرد ناطر خضرة عند هذه الأحزاب الفاسدة وليس هو الصاحب والمالك الحقيقي لثروات الدولة العراقية ..
هذا ……………
إضافة إلى خروج ميليشيات ، بين حين وآخر ، باستعراضات عضلات قوة عسكرية مدججة داخل العاصمة أو في محافظات أخرى ، في أكبر تحد بل واستخفاف ب” هيبة ” الدولة العراقية الضعيفة والهزيلة ..
إذ ……………..
في وقتنا الحالي حتى بعض السذج أخذوا يدركون أنه تحت ظل سيادة الدولة و مؤسساتها القانونية و الدستورية الحقة والمطبقة جيدا على الجميع ، فلا يمكن لأية مجموعات أو ميليشيات مسلحة تنشط خارج إطار مؤسسة القوات المسلحة والأمنية وقوات حفظ النظام الأخرى ..
إذن …………
فإن عمليات الاعتداء المتكررة على شرطي المرور هي جزء من امتداد بديهي للاعتداء الأكبر على هيبة الدولة برمتها ، والمنتهكة ــ أصلا ــ بكل قسوة وغلاظة ، منذ سنوات طويلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here