عن المُفاوضات الأَميركيَّة الإِيرانيَّة المُستمرَّة وأَثرها [الإِيجابي] على الوضعِ في العِراق

نــزار حيدر

مُلاحظتان مُهِمَّتان يلزم أَن لا نغفلَ عنهُما ونحنُ نتحدَّث بهذا الملفِّ؛

١/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ العراق هو الورقَة التَّفاوضيَّة الدَّائِمة على طاولةِ أَيِّ حوارٍ أَميركيٍّ إِيرانيٍّ منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، بسببِ نفوذِ الطَّرفَينِ في عُمقِالعمليَّة السياسيَّة فهُما مُهندِساها خاصَّةً إِذا أَخذنا بنظرِ الإِعتبار أَنَّ نظام ما بعدَ ٢٠٠٣ هو أَميركيٌّ بامتياز هندسهُ الغزُو وأَنَّ أَدواتهِ هُم وُكلاء إِيران بشَكلٍ أَو بآخر،وهذا يُدلِّلُ بشَكلٍ واضحٍ على أَنَّ تخادُماً أَميركيّاً إِيرانيّاً مُستمرّاً في العراق لم ينقطِع منذُ ما قبلَ التَّغيير، تحدَّث عنهُ بإِسهابٍ السَّفير الأَميركي الأَسبق في العِراق [زلمايخليل زاد] في مذكَّراتهِ وكذلكَ الوزير مُحمَّد جَواد ظريف في مُذكَّراتهِ.

قد تتغيَّرُ موازينهُ وأَحجامهُ إِلَّا أَنَّهُ لم ينتهِ أَو يتوقَّف في يومٍ من الأَيَّامِ بسببِ مصالحهِما المُتشابِكة والمُتداخِلة.

٢/ منذُ تشكيل حكُومةِ الإِطار حكُومةِ السيِّد السُّوداني ولحدِّ الآن فإِنَّ الدَّور الأَميركي تمدَّد بشكلٍ واسعٍ مِن خلالِ السَّفيرة رومانوسكي وقد جاءَ في بعضِ مفاصلهِ علىحسابِ الدَّور الإِيراني بغضِّ النَّظرِ عن طبيعتهِ والمناطقِ الرَّخوةِ فيهِ، وذلكَ لأَسبابٍ منها؛

أ/ رغبةُ الإِطاريِّينَ في إِرضاءِ واشُنطن بأَيِّ ثمنٍ مُقابِل السُّلطةِ التي استولَوا عليها بمُساعدتِها على الرَّغمِ من هزيمتهِم في الإِنتخاباتِ النيابيَّةِ الأَخيرةِ، ولذلكَ نُلاحظهُمأَمضَوا على كُلِّ اشتراطاتِها بِلا نِقاشٍ، وهوَ الأَمرُ الذي أَعادَ حقيقة التَّخادُم القديم بينهُم وبينها بكُلِّ تفاصيلهِ.

ويأتي في هذا الإِطار إِصرار رئيس الحكُومة وزُعماء الإِطار على تنفيذِ إِتفاقيَّة الإِطار المُوقَّعة مع الولاياتِ المُتَّحدة عام ٢٠٠٨ بحذافيرِها.

والمُطَّلع على نصوصِ الإِتفاقيَّة يعرف المقصُودُ من هذا الإِصرار!.

ب/ رغبةُ الأَطراف الإِقليميَّة وواشُنطن في تهدئةِ [الصِّراعات] في المنطقةِ وخفضِ مُستوياتِ التَّصعيد في كُلِّ الملفَّاتِ.

الرَّغبة التي أَنتجت التَّطبيع الإِيراني السَّعودي كنمُوذجٍ، والمُفاوضات المُباشِرة الجارِية منذُ أَشهر بينَ طهران وواشُنطن كنمُوذجٍ آخر.

ج/ وللظُّروفِ الإِقتصاديَّة والإِجتماعيَّة والسياسيَِّة التي تمرُّ بها الجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران لأَسبابٍ شتَّى، وكذلكَ لرغبةِ واشُنطن في خفضِ التَّصعيدِ معها لذلكَ فإِنَّسياسة طهران الجَديدة مع ملفِّ العراق تقضي بغضِّ الطَّرفِ عن بعضِ التزاماتِها إِزاءَ وُكلائِها، لصالحِ مكاسِبَ ماليَّةٍ تُحقِّقها في مُفاوضاتِها مع واشُنطن التي لم تتردَّدفي تحقيقِ ما تصبو إِليهِ طهران كثمنٍ لمواقفِها [الإِيجابيَّة] فوافقت لأَوَّل مرَّة أَن تدفعَ لها بغداد بعضَ التزاماتِها الماليَّة بالدُّولار!.

٣/ أَمَّا ملف حصر السِّلاح بيدِ الدَّولة فهذا أَمرٌ تعمل واشُنطن على تحقيقهِ بالتَّعاونِ مع القائد العام للقوَّات المُسلَّحة باعتبارهِ جزءاً من إِلتزاماتهِ الدستوريَّة والقانونيَّة،والذي يرغب هو الآخر في إِنجازهِ ليحمي حكومتهِ وسُلطتهِ من سلاحِ الميليشيات ولتقليمِ أَظافرِ وقلعِ أَسنانِ عددٍ من شُركائهِ الَّذينَ يهدِّدونهُ بسلاحِ الفصائلِ!.

وقد تمَّ مُناقشة هذا الملف في إِجتماعات اللَّجنة العسكريَّة والأَمنيَّة العُليا العراقيَّة الأَميركيَّة المُشتركة التي عقدت إِجتماعاتها في واشُنطن مؤَخَّراً برئاسةِ وزير الدِّفاعالعراقي ونائب وزير الدِّفاع الأَميركي.

وكانَ المتحدِّث باسمِ وزارةِ الخارجيَّةِ الأَميركيَّة [ماثيو ميلر] قد ذكرَ ذلكَ في تصريحٍ لهُ على هامش زيارةِ الوفد العراقي إِلى مبنى وزارةِ الخارجيَّةِ الأَميركيَّة.

٢٠٢٣/٨/١٢

لِلتَّواصُل؛

Instagram; @nazarhaidariq

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

Viber CH; https://invite.viber.com/?g2=AQAH50yHwKvWGlF3NiKuTBXN4cfcZJm1jGzkFU0bzlIanIjLkrUwc6lrqTlj3cHF

*للإِطِّلاع على نصِّ التَّقرير يُرجى زيارةِ الرَّابط التَّالي؛

https://al-aalem.com/news/73249-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A4%D9%84-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here