المالكي يثير جدلاً حول تحركات القوات الأميركية في العراق وسورية

أعاد الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، نوري المالكي الجدل حول التحركات الأخيرة للقوات الأميركية في العراق، متهماً إياها بالسعي إلى إغلاق الحدود مع سورية ومحاصرتها، رغم نفي الأخيرة وجود عمليات انتشار جديدة لها، وتأكيدها أنّ ما حدث خلال الأسابيع الماضية كان “تبديلاً روتينياً” للجنود العاملين بصفة غير قتالية، وللمعدات العسكرية.

وقال المالكي، زعيم حزب “الدعوة الإسلامية”، إحدى أبرز كتل تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم في العراق، إنه “لا يخشى” أي خطوة أميركية ضد بلاده، وإنه “متأكد” من أنّ التحركات العسكرية الأخيرة تهدف لإغلاق الحدود مع سورية، كاشفاً أنّ واشنطن طلبت منه ذلك مراراً عام 2011، لكنه رفض “كي يُنقذ سورية ويمنع إطباق الحصار عليها”، على حدّ تعبيره.

وأضاف المالكي، في حديث متلفز بثته قناة محلية عراقية، أول أمس الاثنين، أنّ “ملف تحرّك القوات الأجنبية سواء كان في العراق أو في الدول المجاورة، يمثّل قلقاً كبيراً خشية عودة تلك الأجواء التي كانت تخيّم على المنطقة، حيث المواجهات وتصفية الحسابات”، مستكملاً حديثه بالقول: “الشيء المؤكد هو محاولة هذه القوات غلق الحدود بين العراق وسورية، أما لماذا هذا الغلق فلم يتضح، لكن إذا ربطنا بها التحركات التي حصلت في الجنوب السوري وتحديداً درعا والسويداء، فربما يمكن القول إنّ أمراً ما يراد تنفيذه في سورية”.

وتابع: “في السابق عندما جرى تطويق سورية براً وبحراً وجواً، لم يبق لديها منفذ غير العراق، ومن هذا المنفذ استطاعت الحكومة السورية (نظام بشار الأسد) أن تقاوم وأن تبقى موجودة، ولذلك فإن هذا الغلق يعني استكمال الحصار على سورية، وتحريك الوضع الداخلي في الجنوب، وهذا ربما يهدف لإسقاط النظام أو تغييره هناك”.

وسبق أن أعلنت قيادة عمليات “العزم الصلب”، وهو الاسم الرسمي للعمليات التي يقودها التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمواجهة تنظيم “داعش” في العراق، أنها تجري تبديلاً روتينياً للجنود العاملين في العراق بصفة غير قتالية تشمل أيضاً استبدال معدات قتالية.

وقالت في بيان إنه “من أجل إعادة انتشار الوحدة التي تنتهي المدة المقررة لانتشارها، يجب أن يكون أفراد الخدمة في الوحدة المقرر لها أن تحل محلها على أهبة الاستعداد والجاهزية لتولي المسؤولية ويشمل ذلك المعدات العائدة للوحدة”، مضيفة أنه خلال عمليات الإحلال والمناوبة لهذه القوات، تجري “تحركات للقوات والعجلات والمعدات داخل العراق وخارجه”.

ورغم التفسيرات الكثيرة التي روجت لها فصائل مسلحة وأخرى منضوية ضمن تحالف قوى “الإطار التنسيقي” في البلاد، وأبرزها “احتلال العراق، وإحلال التغيير في النظام الحالي”، وصدور مجموعة بيانات هجومية ضد الأميركيين، إلا أنّ زعيم مليشيا “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، قال، السبت الماضي، إنّ التحركات تجري بعلم الحكومة العراقية.

وأضاف الخزعلي، في حديثٍ متلفز، أنّ “التواجد العسكري الأميركي هدفه الأول المعلن هو الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي”. وتابع القول: “التبديل كان كبيراً، ولدينا تفصيل كامل عن استبدال القوات الأميركية بوحدات أخرى قتالية بعدد 2500 فرد، مع عدد إضافي بحدود 1500 للذهاب من قاعدة الحرير (في أربيل) إلى سورية”.

من جهته، رأى عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت، أنّ تفسيرات قادة في بعض الأحزاب، وبعض المليشيات والفصائل المسلحة تهدف إلى “الترويج الانتخابي” الذي يبدأ مبكراً، استعداداً للانتخابات المحلية المقبلة، “خصوصاً وأنّ بعض هذه الجهات لا تملك أي رصيد شعبي أو مناهج خدمية واضحة تقدمها للعراقيين”.

وقال وتوت، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، إنّ لجنة الأمن النيابية تتابع كل التطورات الأمنية وكذلك التحركات الأميركية الأخيرة، لافتاً إلى أنها تجري بعلم رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، “وهو إجراء روتيني طبيعي”.

وأضاف: “العراق يتعامل مع قوات التحالف الدولي لغرض الاستشارة وتدريب القوات العراقية، وتبادل الخبرات العسكرية المتطورة، وليس أكثر من ذلك”.

وفي منتصف أغسطس/ آب الجاري، أعلن السوداني أنّ العراق لم يعد بحاجة إلى وجود قوات مقاتلة أجنبية على أراضيه، وذلك في اجتماع مع عدد من قادة الجيش العراقي. وقال: “نجري حوارات متقدمة لتحديد شكل العلاقة المستقبلية والتعاون مع التحالف”.

وكان وفد عسكري عراقي رفيع المستوى قد زار واشنطن، قبل نحو أسبوعين، برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، والعديد من القادة الأمنيين. وأعلن الوفد عن اتفاق مع الجانب الأميركي على تشكيل لجنة عليا مشتركة مع التحالف الدولي للبدء بتنفيذ مخرجات الحوار المشترك الذي جرى بين الطرفين.

من جهته، لفت الخبير المقرب من أجهزة الأمن العراقية فاضل أبو رغيف، إلى أنّ “الولايات المتحدة لا تريد التورط في مشكلات أمنية جديدة، بالتالي فهي لا تسعى إلى وضع عسكري قتالي في العراق أو سورية”.

وأضاف أنّ التفسيرات الأخيرة التي صدرت عن سياسيين، تمثل وجهات نظر وليست معلومات، مبيناً، لـ”العربي الجديد”، أنّ “القوات الأميركية تريد إعادة خريطة وجودها في المنطقة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here