شعب فلسطين من الحجارة الى الطوفان

علي الخالدي

الكيان الصهيوني الغاصب يستيقظ في فجر السبت المصادف 7 تشرين الاول2023, على طوفان يجتاح الحصون الكونكريتية, والقباب الحديدية التي احصن الكفار خلفها انفسهم.
يعتقد الصهاينة بعد ثمانين عاماً من بناء دولتهم على جماجم الشعوب ولا سيما الشعب الفلسطيني, ومن مص دماء وثروات البلدان الاسلامية, التي رضخت واسلمت قيادتها لبني صهيون, ان ديارهم اضحت في مأمن من خطر الزوال, حيث اسوروا حصونهم بأسلحة ليزرية, واعلوا قلاعهم بالقباب الحديدية, وكنزوا الذهب والمال العالمي في بيوتهم, تحت اسماء وهمية, مثل البنك الفدرالي وصندوق النقد الدولي وغيرها, فباتوا يغوصون في البروج المشيدة, بنوم يحلمون فيه بقضم ما تبقى من الاراضي الرافضة والعصية لوجودهم, معتقدين ان الارض رحبت بهم.
ان المعمورة التي كانت في نوم عميق, بعد ان استسلمت لحبال وقيود الشيطان الاكبر “امريكا” على مدار قرون من الزمن, بدأت تقطعها في بعض اجزاء الارض, خصوصا في المقاطعات التي تختلف ايدلوجياً مع اليهود, مثلا تكسرت قيودهم في اليمن, وفكت في العراق, وسقطت في نايجيريا وافريقيا, وتقطعت حبالهم في بعض اجزاء اسيا, وانفردت خرزات عقدهم في اوربا, فعادت الارض تنهض من جديد, تتطهر من رجس الشيطان, لتستقبل نور ربها, فتتزين اليابسة بالمروج, والسماء بالمصابيح بدل عناكب وخفافيش الشيطان.
استكمالاً لسلسلة النهوض التي بدأت من الجمهورية الاسلامية عام 1979 ميلادية, حيث دمر اعظم حصن يهودي في اسيا, ثم تقدمت اوراق الدومنو الصهيونية تتهاوى في العراق, والتحقت بها اليوم في فلسطين, إذ ان اليهودي الذي كان يبني بلده بهدم بناء المسلمين, لم ينتبه يما الى ان الامر الالهي الذي وعدنا به على اسقاطهم, سيبدأ بالحجارة! والشعب الفلسطيني الابي كان حاملا للأمل الذي اسقط عنه اليأس, حيث ما زال مؤمنا بعقيدة الزوال, فتحمل على مدار ثمان عقود, اجيالا من القتل, وصبر على الجوع والحرمان, ولعق الدماء والجراح, ليصل لما يحلم به الان, وهو طوفان الاقصى.
الطوفان الذي اوقف العالم على “إجل ونص” على قول السيد حسن نصر الله, لن يتوقف, وان توقف سيكون مؤقتا, حيث سيكون هناك طوفاً اكبر ونهائي يكتسح العالم بأسره, على يد الامام المهدي المنتظر عليه السلام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here