طوفان الاقصى انقذ السويس وطريق الحرير

علي الخالدي

تعد زلازل معارك طوفان الاقصى، هي الاكبر من نوعها، في تاريخ سلاسل حروب المقاومة الاسلامية، لإسقاط محمية بني الكيان الصهيوني المُزال.
إن الكيان الصهيوني المؤقت، كان يسعى لإنقاذ اقتصاده الذي يحنو إلى قعر الهاوية، ولكن التقارير المعلنة حول نتائج التدمير الكبيرة، التي ما يزال طوفان الاقصى يوجه ضرباتها، لمعسكرات العدو تقر عيون المؤمنين وترفع هامات رؤوسهم، ولا سيما منها النفسية والعسكرية، ناهيك عن الجوانب الاقتصادية، التي ما عادت الصهيونية تحتمل الصبر في اربعين يوم عليها، فكيف بها لبضع شهور قادمة، وهو يسجل الآن خسائر مالية تتراوح بين العشرين والخمسين بالمئة، في نتاج صادراته, بعد ارتفاع منسوب البطالة، لتعطل الكثير من المعامل والشركات، وتوقف الدوائر الخدمية.
حيث كان العدو الصهيوني يفكر ويسعى لتدمير قناة السويس المصرية، ومصر تعتبر اول بلد صديق للكيان الصهيوني، واول من طبع معه 1979 والسويس تعد اهم مصادر التمويل للموازنة المصرية، بتقدير 9-10 مليار دولار سنوياً، إذ اراد العدو شق قناة بحرية منافسة لقناة السويس، تسمى ” بن غوريون” على اسم رئيس الكيان المزعوم “ديفد بن غوريون” الهالك 1962 تمتد من خليج إيلات الصهيوني إلى خليج العقبة، عند جزيرة تيران والصنافير، والتي تنازل عنها الرئيس المصري السيسي “يهودي الأصل” للجانب السعودي في عام 2017، لكن طوفان الاقصى اوقف هذه الغاية، بعد ما وصلت صواريخ محور المقاومة الإسلامية وطائراته المسيرة، إلى قلب هذا المشروع وهددته أمنياً، مما جعل الشركات ترفض التنفيذ والعمل لخطورة الموقف.
قبل شهرين وتحديداً بشهر ايلول الماضي 2023 عقدت قمة العشرين في نيو دلهمي – الهند، وكان من مخرجاتها اتفاق سعودي امريكي، على انشاء ما يسمى ب”الممر الهندي” وهو طريق سككي يربط القارة الهندية بدول اوربا، ينطلق من شمال غزة والاراضي المحتلة وصولاً بدول التطبيع (الاردن والسعودية والإمارات) كخط ناقل ينافس طريق الحرير الصيني، يهدف لإيقاف مشروع الأخير ويقوضه في المنطقة، وهذا هو الصراع العالمي بين امريكا والصين، الذي احد مواقع صدامه غرب آسيا “طريق الحرير” والممر الهندي لا يمكن لهم الشروع به، إلا إذا ما سيطر الاحتلال على قطاع غزة بأكمله، لذلك يسعى العدو بكل قواه، لتحطيم غزة الصامدة وتسويتها مع الأرض، حتى يتمكن من تنفيذ ممره نحو الخليج العربي المطبع معه.
استنتاجاً مما تقدم، يمكن القول ان طوفان الاقصى، استطاع حماية المصدر الوحيد للاقتصاد المصري، بإيقاف القناة المائية اليهودية “بن غوريون” وعمل على إنقاذ طريق الحرير، الذي هو ليس فقط ممراً اقتصاداً، بل معبراً لتلاقي شبكة محور المقاومة الاسلامية، في غرب آسيا، ويبدو ان الدعم المالي والعسكري من المعسكر الشرقي من حلفاء الصين منظمة “شنغاي” و “بريكس” حاضرا في معركة الطوفان، لتبديد حلم الصهاينة، التي تنوب عن عدوه اللدود امريكا، الرامية لهدم نفوذه عالميا.
إن في طوفان الاقصى كنوزاً اقتصادية كبيرة، سيجني المحور المقاوم ثمارها قريباً، فضلا عن القطاف السياسة والعسكرية، التي حصدها على ارض الواقع مؤخرا.

https://t.me/Alialkhaldi313/2050

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here