آلمني مشهدين…

أ.د عبودي جواد حسن
برفيسور الترجمة الإعلامية

وانا اتباع الوضع في غزة والحرب الظالمة و غير المتكافئة فيها اثار غضبي وحفيظتي مشهادان :
المشهد الأول : مجموعة من المتظاهرين في إسرائيل كما اظهرتها وسائل الاعلام الغربية وهم يحملون الاعلام الإسرائيلية ويصمون بالعار الفلسطينيين المدنيين العزل و المدمرة مساكنهم وبلدهم بالكامل جراء العقاب الجماعي(Collective Punishment ) وقسوة العدو حاملين أطفالهم ومستلزماتهم وهم سائرين على الاقدام او بوسائل نقل تقليدية بسيطة( كالستوتة) باتجاه جنوب غزة طلبا للامان ويردد هؤلاء الشراذم من المتظاهرين متشمتين شعارات بلكنة غير عربية ” هذه هي النكبة الثانية” بالإشارة الى نكبة الأولى في 48 ..في الوقت الذي تدعو وسائل الاعلام الغربية التي نقلت هذا و التي تدعي الحياد تدعوا الى محاربة الكراهية ( Anti-Hate Slogans) . ما هذا التناقض الصارخ عزيزي القاريء الم ينطبق عليه المثل العربي القائل ” يقتل القتيل ويسير في جنازته”
المشهد الثاني : يتعلق بردة فعل وزير الخارجية الإسرائيلية على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني الكارثي و المتدهور في غزة و في كل ساعة ( By the Hour) والعجز الكامل لدور المنظمات الإنسانية ونية الأمين العام لدعوة مجلس الامن للانعقاد ومناقشة الوضع وفقا للمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لتفادي الكوارث الإنسانية الكبرى وانتشار اثار الحروب المدمرة. فجاءه الرد من وزير الخارجية الإسرائيلية وكأنه يتحدث باسم الكوكب كله ويتحدى سكانه قائلا له: لقد خاطرت بمنصبك وعليك تقديم الاستقالة كأنه يقول: انك تجاوزت على إسرائيل وانا اتحدث باسم أمريكا ووعده بالاقالة وذلك امام انظار ومسامع العالم اجمعه. عزيزي القاريء الم يكن هذا قمة الوقاحة والنذالة.دولة مصطنعة تتحكم بمصير الشعوب وتفرض ارائها على المنظمة الدولية وتبين ذلك من خلال نتائج اجتماع مجلس االامن ورفضه قرار ايقاف العمليات العسكرية بفضل حق الفيتو المعطى الى أمريكا,
نعم هذا ن المشهدان من بين مشاهد أخرى في اعتقادي يقف عندها الانسان والمراقب بالذات ويتمعن بما وصل اليه البعض منا وخاصة الأقوياء من الدول والمحتمين بهم بما وصلوا اليه من ظلم وخسة ونذالة وسلب حقوق الاخرين وتحدي للمشاعر. الم يحن الوقت ليقف العالم بأكمله مهما كانت قوة وعظمة بعض دوله ويقول للمعتدي انك مذنب ويجب عليك العقاب ويقول للمعتدى عليه انك صاحب حق ويجب ان يرجع لك حقك وتكافىءويحمى من ظلم الظالمين. ولا يكفي القول وانما التطبيق الفعلي وعدم ضرب القرارات الدولية الملزمة عرض الحائط احتماءا بدول قوية حليفة مؤثرة بالسياسية الدولية. وهذه الأخيرة يتوجب عليها مراعاة العدل والانصاف والاسهام فعليا في آمان وسلام عالمنا هذا وعدم الانجرار وراء انحيازات قومية او دينية وانما تحكيم العقل في اتخاذ القرارات المنصفة الا اذا كانت تدار او تؤثر على قيادتها اطراف من نفس انتماء احد الخصوم او موالية له. لكن إرادة الشعوب الحرة اقوى من كل هذا ولابد له ان تنتصر لان الطبع البشري قادر على التمييز مابين الحق والباطل والعدل والظلم.
ما اردنا قوله ان الانتصارهو لإرادة شعبنا الفلسطيني الحر ولايمنعه من الانتصار مدى تأثير بعض القوى الفاعلة في السياسة الدولية مادام مساند من القوى الخيرة في العالم ولا يهم ما يطلق من تصريحات وشعارات باطلة وظالمة ولابد من حلول يوم النصر العظيم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here