نحن والرياضة والاستعلاء في الفضائيات الدولية

بقلم أ.د عبودي جواد حسن \العراق
برفيسور في الترجمة الاعلامية

يبدو ان الاعلام المرئي والمسموع في الفضائيات الغربية يتغاضى ان لم نقل الى حد ما يستهين بقدرات الشباب العربي في الميدان الرياضي ويقلل من شأن هذه القدرات وبالخصوص ما يقوم به الإعلام الرياضي الغربي الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من النشرة الإخبارية الرئيسة والذي يتعمد التعتيم على قدرات شبابنا العربي في هذا المجال. فيما نجده يعطي الصدارة لمنجزات وبطولات شباب من شعوب أخرى قي كثير من النشاطات ومنها على وجه الخصوص تلك التي تقام حاليا في اسيا وافريقيا – بطولات كاس اسيا وكاس افريقيا لكرة القدم. ويبدو ذلك جليا قي ظاهرة الاخبار العاجلة وتحديثات النشرة الرئيسة الخاصة بنتائج التصفيات النهائية للبطولات .
بكل سهولة ودون ادنى صعوبة يستطيع المراقب او المتابع للاعلام الرياضي الغربي وخاصة في فضائيات الاخبار الدولية ك (البي بي سي ) و ال (سي ان ان) ان يلمس ان هناك نوع من الاغفال او التعمد في تغييب ذكر مهارات وقدرات رياضينا العرب فيما هناك تركيز على قدرات رياضيين من شعوب وامم اخرى على الكرة الارضية وعرض وتلميع لنشاطات رياضيين غير عرب. في الوقت الذي يلاقي التغييب والتهميش رياضيون عرب- لاعبين أومدربين – في الغرب وهم من كبار المشاهير والعمالقة ومن لهم دور ريادي في التفوق الرياضي على مستوى العالم ويتغنى بتفوقهم المشجعون الأوروبيون وغيرهم.
ومن الأمثلة الواضحة على مجمل ما أقول ما شاهدناه قبل أسابيع على البي بي سي حين كررت مذيعة البي بي سي ما وصلت اليه نتيجة المباراة النهائية لكأس افريقيا لكرة القدم بين ساحل العاج ونيجيريا على راس الساعة وقبل منتصفها فيما لم تفعل المحطة نفسها ذلك مع المباراة النهائية لكأس اسيا بين بلدين عربين مهمين وهما قطر والأردن.
وقد يكون ذلك بمحض الصدفة ولكن هذا المشهد يتكرر في نشطات رياضية كبيرة أخرى غير هذه وخاصة النشاطات العربية الصرفة التي تقام في البلاد العربية والتي تحظى بتغطية عربية وإقليمية شاملة. وسر هذا التغافل على حد علمي هو النظرة الاستعلائية لعدد من هذه المحطات
وكانت مناسبة دورة كأس الخليج 25 التي اقيمت في البصرة في العراق في العام الماضي( 2023) دليل واضح على صحة ما نذهب اليه حيث قلما كان يرد ذكر تفاصيلها في الجزء الرياضي من النشرة اليومية او اي مكان ثان في المحطات الاوروبية او حتى اذا جاء ذكرها دائما يرحل الى ذيل النشرة دون استشهاد مصور وانما خبر عابر وقد يكون مقروء فقط.
وهناك من المتخصصين من يرى ان السبب في ذلك كله قد يكون اختلاف نظرة كبار المشرفين والمتنفذين في هذه المحطات نظرتهم الى شعوب العالم– اختلاف يستند على التقليل من شأن وقدرات بعض الشعوب غير الغربية وتخلفهم في مجالات عدة. وقد اكون مخطئا واتمنى ذلك.
وهذا يذكرنا بالعداء الامريكي المشهور من اصول افريقية (جيسي اونز) الذي شارك في الالمبياد 13 في برلين 1936 والذي تفوق على العدائين الالمان في زمن الحكم االنازي وفاز باربع ميداليات ذهبية وقد عانى ما عانى سياسيا واعلاميا في ذلك الوقت وذلك لشيوع العنصرية وحتى يقال ان هتلر الزعيم النازي لم يهنأه على هذا الفوز وقد خرج الفهرر(الزعيم) من الملعب عند تفوق ذلك الرجل الاسود وخسارة العدائيين الالمان رغم تشجيع الجمهور له.
ما اردنا قوله ان الماضي حافل بالشواهد على الاستعلاء والاستغفال والمفاضلة غير العادلة ولانريد للحاضر و لا للمستقبل ان يكون كذلك فعالم اليوم ليس كما كان ما قبل الحرب العالم الثانية ونتمى ان تتعلم الامم من اخطاءها في عالم جديد وتتجاوز كل انواع التمييز.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here