استخدام تجويع المدنيين كسلاح في غزة

بقلم أ.د عبودي جواد حسن \العراق
برفيسور سابق في الترجمة الإعلامية في جامعة عجمان\عجمان \الامارات

طالب بالأمس مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بورريل بعدم استخدام االتجويع كسلاح في الحرب الدائرة في غزة والسماح لوصول شاحنات المعونة عن طريق البر وهو الطريق الاسلم والاصلح لوصول المعونات بعكس ما تدعيه وتطلبه دولة الاحتلال وهي وجهة نظر متطابقة مع ما تذهب اليه الأمم المتحدة وفقا لسكرتيرها العام.
وها هو النتن ياهو يطلق العنان لكلابه المسعورة من جنود جيش الاحتلال لانتهاك ابسط القوانين الدولية بخصوص حماية أرواح المدنيين ومعاملتهم وفق لما ورد في هذه القوانين وكذلك انتهاكه بخصوص الامتناع عن استخدام أسلوب العقاب الجماعي للمدنيين. اذ ما فعله هذا المجرم لا يختلف اطلاقا مع ما قام به القرن الماضي اعتى الطغاة والديكتاتوريين في العالم من أمثال الفهرر هتلر وفظاعاته المعروفة ونهايته المأساوية في أوروبا صاحب محرقة اليهود وبول بوت في آسيا (كمبوديا) الذي اخلى وافرغ المدن تماما من سكانها واجبرهم للعمل في الأرياف في ظروف صعبة جدا ولساعات طوال وحكم عليه بالمؤبد ومات في السجن و لايختلق عن جان كمباندا في افريقيا( رئيس وزراء راوندا حينذاك) من قبيلة الهوتو التي ارتكبت مجازر ضد خصمها قبيلة التوتسي وقد اعترف كمباندا بمسؤوليته عن الجريمة وحكم علية ثلاثين عاما في السجن. ومن المؤمل ان ينتهي نتنياهو نهاية مأساوية ابشع من امثاله في أوروبا واسيا وافريقيا.
واحدث ما ارتكبه جيش الاحتلال اظهره تقرير ل(BBC ) وفيه يظهر طابور طويل للعاملين في القطاع الصحي من الفلسطينيين في غزة جالسين على ركبهم وهم عراة واياديهم خلف رؤوسهم ويحيط بهم جنود إسرائيليون مدججين بالسلاح لاجبارهم على الاعتراف كما يبدو لانتزاع معلومات حول الرهائن الاسرائيلين. ويبدو ان التقرير قد اثار مشاعر الغضب عند بعض السياسيين في الغرب وعدم رضاهم من عمل إسرائيل هذا حيث قال وزير الخارحية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون ان ما تقوم به إسرائيل مقلق ويجب ان تقوم بتسهيل وصول المعونات الى غزة في السبل المناسبة ولكنه في الوقت نفسه اقسد دعوته هذه بالدعوة الى وقف مؤقت للقتال.
فيما صرح الرئيس الأمريكي بادن ان ما يقوم به النتن ياهو يضر بإسرائيل وليس في صالحها فقد دفع شعوب العالم وحكوماتها وهذه هي الحقيقة دفعهم الى جانب الشعب الفلسطيني المناضل الذي تعرض بشكل غير انساني الى سلاح التجويع المتعمد والمحظور دوليا واخطار الأوبئة . هكذا ادرك الغرب وحلفائه عدم صواب مواقفهم وعدم تناغمها مع احرار العالم الذين وقفوا مع مظلومية الشعب الفلسطيني بمحاولة دول الغرب تعديل مواقفهم شيئا ما بعد فوات الاوان وذلك بعد تعالي المطالب والصحيات لمنع تعدي حدود الإبادة الجماعية او ابشع منها.
وسؤالي: الم يؤلم المشاهد العادي مناظر ومشاهد تدافع الأطفال وهم يحملون اواني الطعام في انتظار ححصتهم من قدور الطبخ التبرعية لاطعام الأطفال والنساء وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة ؟ او جري النساء و الشبان وغيرهم للفوز بما يرمى عليهم من أكياس واثقال أخرى من الجو والاخطار المتعلقة بذلك ؟ يا له من عالم حقير
ما اردنا قوله هو وصول دولة الاحتلال وحلفاءها الى مرحلة السقوط الأخلاقي الدنيا واستعمال المحرمات الدولية للوصول الى غاياتهم الشيطانية كارتكاب المجازر الابشع من البشعة ماديا ومعنويا واستخدام كل ما هو محرم دوليا في معاقبة الأبرياء وامام انظار العالم وكذلك معاقبة كل السكان كبير وصغير نساءا ورجالا من اجل استرجاع ما اخذ من هذا الشعب بالقوة و بموافقة القوي الظالم آنذاك في غابر العهود ولكن لابد من نصر باذن الله ولا بد من صحوة وصحوات أخرى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here