إدارة قضاء الجبايش: الأمطار تنعش أكثر من 20 بالمئة من مساحات الأهوار

ذي قار / حسين العامل

كشفت ادارة قضاء الجبايش مركز الاهوار العراقية عن غمر اكثر من 20 بالمئة من مساحات الاهوار اثر موجة الامطار التي شهدتها البلاد مؤخرا، وفيما اشارت الى ارتفاع مناسيب الفرات في مقطع قضاء الجبايش من 50 سم الى اكثر من 80 ، دعت الى استثمار انتعاش الاهوار بإطلاق المزيد من الاصبعيات لغرض تعويض الاهوار عما فقدته من خزينها السمكي ابان حقبة الجفاف.

وقال قائممقام قضاء الجبايش كفاح شناوه الاسدي لـ(المدى) ان “المياه في مناطق اهوار قضاء الجبايش اخذت بالتحسن بعد ارتفاع مناسيب الفرات في القضاء من 50 الى اكثر من 80 سم”، مبينا ان ” ذلك اسهم بغمر جزء من الاراضي التي تصحرت في السابق”.

ويجد الاسدي ان “المنافذ المغذية للأهوار الوسطى وهور الحمار المرتبطة بجانبي نهر الفرات اخذت تغذي الجداول والافرع الرئيسية في مناطق الاهوار وتسهم بإنعاشها”.

واكد قائممقام قضاء الجبايش “انتعاش واعادة غمر اكثر من 20 بالمئة من مناطق الاهوار التي تعرضت للجفاف وهو ما ولد ارتياح لدى السكان المحليين ولاسيما مربي الجاموس الذين لم ينزحوا من مناطقهم على حد تعبيره”، مشيرا الى ان ” الاراضي المرتفعة من مناطق الاهوار لم تغمرها المياه حتى الان”.

واثنى الاسدي على الجهد الالي لوزارة الموارد المائية لقيامها بتطهير وتوسيع الجداول الافرع الرئيسية والبرك لغرض المحافظة على كميات المياه والحيلولة دون تسربها عند انخفاض مناسيب الفرات، لافتا الى ان “ذلك من شأنه ان يولد نوعا من الاستقرار للسكان المحليين”. ودعا قائممقام قضاء الجبايش الى استثمار انتعاش الاهوار بإطلاق المزيد من الاصبعيات لغرض تكاثر الاسماك وتعويض الاهوار عما لحق بها من اضرار وما فقدته من خزينها السمكي نتيجة حقبة الجفاف التي اودت بمعظم الثروة السمكية، لافتا الى ان ” وزارة الزراعة خاطبتنا بتوفير حماية للاصبعيات التي تروم اطلاقها في الاهوار “.

وتحدث الاسدي عن وعود ومبادرات من وزيرة الهجرة والمهجرين اطلقتها خلال زيارتها الاخيرة لمناطق الاهوار لغرض دعم والنازحين المتضررين من الجفاف السابق وذلك عبر التنسيق مع منظمات مجتمعية ودولية تعمل في هذا المجال.

واشار الى “توزيع مواد غذائية ومنظفات وافرشة ومواد اخرى على قسم من الاسر النازحة من قبل وزارة الهجرة والمهجرين “، مؤكدا “شمول ما بين 1500 – 1600 اسرة نازحة بالمواد الاغاثية المذكورة حتى الان”.

وعن عودة النازحين الى مناطقهم في الاهوار قال الاسدي ” للان لم نشهد بوادر لعودة النازحين “. وتطرق الاسدي خلال حديثة الى تبني رئيس اللجنة النيابية فالح الخزعلي طلب لتعويض مربي الجاموس عن الاضرار التي لحقت بهم حيث تم تسجيل نفوق 7 الاف رأس من الجاموس نتيجة الجفاف، منوها الى ان “هذه الارقام مقيدة في بيانات ووثائق رسمية لدى وزارة الزراعة واللجنة النيابية وامانة مجلس الوزراء نسخ منها “.

وشدد قائممقام قضاء الجبايش على اهمية اطلاق التعويض لمربي الجاموس عن الخسائر الفادحة التي لحقت بهم ولاسيما في قضاء الجبايش الذي يعد المركز الرئيس لتربية الجاموس في اهوار العراق .

وتعد مهن صيد الأسماك وتربية قطعان الجاموس والصناعات الحرفية الأخرى المصدر الاقتصادي الرئيس لسكان أهوار الناصرية، وغالباً ما يتعرض العاملون في هذه المهن الى التهديد بمصادر رزقهم والبطالة إثر كل موسم جفاف تمر به مناطق الأهوار.

وكانت دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار كشفت ( اواسط شباط 2024 ) عن تسجيل 10 الاف عائلة نازحة من مناطق الاهوار والمناطق الزراعية والمناطق الاخرى التي تعرضت للجفاف والتصحر والتغيرات المناخية ، مؤكدة تقديم معونات اغاثية لـ 2000 عائلة من العوائل النازحة. وبالتزامن مع الذكرى السنوية السابعة لانضمام الاهوار إلى لائحة التراث العالمي كشف مسؤولون ومنظمات بيئية في ذي قار عن جفاف أكثر من 85% من مساحة الاهوار وانحسار فرص الحياة في تلك المناطق التي كانت توصف بجنة عدن.

وكانت مديرية زراعة ذي قار كشفت قبل اعوام عن حاجة مناطق الأهوار لأكثـر من 50 مليون إصبعية ويرقة أسماك لتعويض ما تعرض له المخزون السمكي من خسائر جسيمة إثر جفاف مناطق الأهوار خلال موسم الصيف، فيما أكدت نفوق أكثـر من 90 بالمئة من الثـروة السمكية في أهوار الناصرية.

وتواجه برامج تنمية الثروة السمكية وخطط زيادة المخزون السمكي جملة من التحديات في مناطق الاهوار ابرزها مخاطر وتداعيات الشحة المائية وانحسار مساحات الاهوار وتلوث المياه وارتفاع معدلات الملوحة ناهيك عن عمليات الصيد الجائر المتمثلة باستخدام السموم والمفرقعات وجهاز الصعق الكهربائي التي تتسبب بهلاك شامل للأحياء المائية وتهدد التنوع الاحيائي.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here