الجيش الإسرائيلي ينسحب من مجمع الشفاء بعد حصاره لأسبوعين، ومصادر تفيد بانتشال عشرات الجثث وتحلل أخرى داخل المجمع


مجمع الشفاء بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي

1 أبريل/ نيسان
قال الجيش الإسرائيلي إنه أنهى عمليته في مجمع الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، بعد أسبوعين من الحصار والقصف العنيف.

وقال الجيش في وقت سابق إنه ينفذ عمليات محددة لمواجهة مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن 200 من هؤلاء المقاتلين قتلوا، من بينهم قادة كبار.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي له الأحد في القدس أن الجيش مستمر في عملياته في غزة ولبنان معتبرا ألا انتصار على حماس دون دخول القوات الاسرائيلية إلى رفح.

وأكد نتنياهو أن الضغط العسكري على حماس مهم جدا من أجل إعادة الرهائن الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه يبذل جهودا للتوصل إلى صفقة.

وعن جبهة الشمال قال إنه يريد خلق الظروف المناسبة أمنيا لعودة الإسرائيليين إلى منازلهم معتبرا أن الدبلوماسية هي الحل الأفضل إلا أنه أكد أنه سيتبع طرقا أخرى إذا لم يفلح في ذلك.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش اعتقل أكثر من 500 آخرين، إضافة إلى احتجاز 900 للتحقيق معهم، من بين 6 آلاف فلسطيني حوصروا في المستشفى خلال العملية العسكرية على المجمع.
وكان الجيش قد بدأ عمليته في 18 مارس/ آذار ووصفها بأنها عملية “دقيقة” استهدفت نشطاء حماس الذين اتهمهم بالعمل من المجمع.

ونشر الجيش أيضا لقطات قال إنها تظهر أسلحة وأموالا استولي عليها من المستشفى الذي كانت تستخدمه – بحسب قوله – حركتا حماس والجهاد الإسلامي.

وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت مجمع الشفاء للمرة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني، لكنها قالت إن المسلحين عادوا إليه بعد ذلك.

ونفت حماس العمل من مستشفى الشفاء وغيره من المرافق الصحية.

ويقول شهود عيان فلسطينيون إن المناطق السكنية القريبة سويت بالأرض.

وأضاف الشهود، بحسب ما ذكرته فرانس برس، أن عشرات الغارات الجوية والقذائف ضربت المنطقة المحيطة بالمجمع.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن الضربات الجوية الإسرائيلية وفرت غطاء للمركبات المنسحبة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الاثنين أن الجيش الإسرائيلي سحب الدبابات والمركبات من المجمع الذي يضم مستشفى الشفاء الرئيسي في القطاع المحاصر، بعد أيام من إطلاق عملية واسعة النطاق في الموقع.

وقالت وزارة الصحة في بيان إن عشرات الجثث انتشلت من المكان وإن بعضها تحلل داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه.

وأضافت أن قوات الاحتلال “انسحبت من مجمع الشفاء الطبي بعد إحراق المباني وتعطيله عن العمل بشكل كامل، وأن حجم الدمار داخل المجمع والمباني المحيطة به كبير للغاية”.

ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد صحفييها قوله إن العديد من المباني داخل المجمع تضررت، كما تضررت بعض المناطق بسبب النيران.

وقال طبيب للوكالة إن أكثر من 20 جثة انتشلت وإن بعضها سحقته المركبات المنسحبة.

ومع نزوح مئات الآلاف من سكان غزة بسبب الحرب، لجأ المئات منهم إلى مجمع الشفاء قبل العملية.

وقد توفي 21 مريضا منذ بدء الحصار، بحسب ما قاله رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

وأضاف أنه لم تكن توجد سوى زجاجة مياه واحدة فقط لكل 15 شخصا، وأن الأمراض المعدية تنتشر.

ماذا قال شهود العيان؟
تحدثت بي بي سي مع بعض الشهود في منطقة مجمع الشفاء، من بينهم الدكتور حسين محيسن مدير الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة، الذي قال إنّ “مستشفى الشفاء دمر دمارا كاملا .. وتوقف عن العمل”.

وقال لنا كامل عكيلة وهو أحد المواطنين الذين لجأوا إلى مستشفى الشفاء للاحتماء “رتبنا أمورنا في المكان حتى حل رمضان .. وفجأة اختلف الوضع .. حصار وقصف وضرب .. وقناصة .. الجيش كان يحاصر المربع كله بأكمله .. عشنا ثلاثة أيام بين الحياة والموت .. حتى أخرجنا الجيش .. بدون ملابس .. وتعذيب ولا أكل ولا شرب “.

وتحدثت بي بي سي مع الطبيبة أمينة الصفدي التي كانت داخل المستشفى عند اقتحام الجيش له، ووصفت لنا ما حدث في 18 مارس آذار”الساعة 2:30 بعد منتصف الليل سمعنا أصوات إطلاق نار وقصف وانفجارات .. واقتحمت الدبابات المجمع وأبلغونا بواسطة مكبرات الصوت أن المجمع محاصر ومن يخرج سيعرض نفسه للخطر .. في اليوم الثاني أنزلونا كطاقم طبي إلى الأسفل وأخذوا في فحصنا عبر الليزر في مجموعات من خمسة أفراد .. واحتجزوا بعضنا وأبقوا آخرين منتظرين .. أنا كنت ممن ظلوا منتظرين .. بعد ذلك في نهاية اليوم أعادونا إلى المبنى .. وبعد يومين طلبوا منا أن ننقل المرضى إلى مبنى الأمير نايف .. كان هناك حوالي 16 مريضا كانوا في العناية استشهدوا لأنهم لم يتلقوا الرعاية المطلوبة .. وظلت جثثهم معنا ثلاثة أيام حتى سمح الجيش لنا وأخرجناها ودفناهم .. وبعد ذلك انتقلنا إلى مبنى آخر وسط إطلاق النار وتضررنا كثيرا”

“مناطق إعدام”
ونددت حركة حماس بتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أفادت بإنشاء “مناطق إعدام” في غزة “حيث يتعرض أي شخص ينتقل إلى هناك للقتل دون أي تمييز”.

ووصفت حماس في منشور على تلغرام المناطق المذكورة بأنها “جريمة حرب وحشية وانتهاك لجميع الأعراف وقوانين الحرب، من خلال استهداف المدنيين العزل”.

ودعت الحركة الفلسطينية المجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية إلى “إطلاق تحقيق فوري في هذه الجرائم البشعة وغيرها من الانتهاكات الفاضحة”، ووقف “المجزرة المستمرة وحرب الإبادة التي تشن على المدنيين” في القطاع.

قال شهود عيان إنهم وجدوا عددا كبيرا من الجثث بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
تطورات أخرى
قصفت القوات الإسرائيلية مناطق أخرى في قطاع غزة في وقت مبكر الاثنين، واحتدم القتال في عدة بؤر من القطاع.

وقالت وزارة الصحة الاثنين إن 60 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في غزة خلال الليل.

وكانت الحرب قد اندلعت عندما نفذت حماس هجمات غير مسبوقة على إسرائيل، أسفرت عن مقتل نحو 1160 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدت حملة الرد الإسرائيلية إلى مقتل 32782 شخصا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين مقتل جندي خلال المعارك الدائرة جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 600 منذ بدء الحرب و256 منذ بداية العملية العسكرية البرية على القطاع.

وتمكن مسلحون فلسطينيون خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، من احتجاز حوالي 250 رهينة إسرائيلية وأجنبية.

وتعتقد إسرائيل أن نحو 130 رهينة ما زالوا في غزة، من بينهم 34 يفترض أنهم ماتوا.

وأدت الحرب إلى تدمير معظم أنحاء غزة، بما في ذلك العديد من المرافق الصحية، كما أثارت تحذيرات من حدوث مجاعة بين السكان المدنيين.

وطالب قرار لمجلس الأمن الدولي في 25 مارس/آذار “بوقف فوري لإطلاق النار” والإفراج عن جميع الرهائن الذين يحتجزهم المسلحون، لكن القرار الذي لم يكن ملزما لم يفض إلى إنهاء القتال، حتى داخل المستشفيات أو حولها.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس إن غارة جوية إسرائيلية أصابت يوم الأحد “مخيما” داخل مجمع مستشفى الأقصى في وسط غزة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 آخرين.

ونفى الجيش الإسرائيلي تعرض المستشفى لأضرار، قائلا في موقع إكس أيضا إن إحدى طائراته “قصفت مركز قيادة عمليات الجهاد الإسلامي وإرهابيين متمركزين في باحة مستشفى الأقصى في منطقة دير البلح”.

ولجأ نحو 1.4 مليون شخص فروا من منازلهم في أماكن أخرى من غزة إلى رفح وهو الجزء الوحيد من المنطقة الذي لم تدخله القوات الإسرائيلية بعد.

وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وخاصة بسبب التهديدات الإسرائيلية بإرسال قوات برية إلى مدينة رفح المزدحمة في أقصى جنوب قطاع غزة.

احتجاجات أهالي الرهائن
يواجه نتنياهو، الذي تعهد مرارا وتكرارا بسحق حماس وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن، ضغوطا متزايدة من الإسرائيليين الذين يطالبون بالإفراج عمن اختطفهم المسلحون في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وخرج آلاف الأشخاص إلى شوارع القدس للّيلة الثانية على التوالي الأحد، مطالبين ببذل جهود أكبر لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة والإطاحة بنتنياهو.

وأغلق المتظاهرون طريقا سريعا رئيسيا في المدينة بعد أن احتشدوا في وقت سابق أمام البرلمان الإسرائيلي وأشعلوا النيران ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية.

في الوقت نفسه، وفي محاولة للمساعدة في تخفيف معاناة سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، أبحرت سفينة مساعدات من جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط لجلب 400 طن من المواد الغذائية، كجزء من أسطول صغير.

وكثفت القوى الأجنبية عمليات إسقاط المساعدات جوا، على الرغم من أن وكالات الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية تحذر من أنّ هذا لا يفي بكثير بالحاجة الماسة وتقول إن الشاحنات هي الطريقة الأكثر فعالية لتوصيل المساعدات.

اجتماع إسرائيلي-أمريكي متوقع الاثنين
وذكر موقع أكسيوس الإخباري يوم الأحد نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أنه من المتوقع أن تعقد الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعاً عبر الإنترنت يوم الاثنين لمناقشة اقتراحات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن البديلة للاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here