الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !

بغداد/ تميم الحسن

في وقت كان فيه محمد السوداني، رئيس الحكومة، ينفي من واشنطن مبررات بقاء قوات التحالف، سقط اكثر من صاروخ على مقر للحشد، جنوب بغداد، احدها احدث حفرة بعرض 10 أمتار.

الهجوم تسبب بمقتل واصابة 9 من عناصر الحشد، وجندي في الجيش بحسب الرواية الرسمية، فيما لم تحدد القيادة العسكرية الجهة وراء الحادث، حتى الان.

وجاء الهجوم الذي تعرض له مقر الحشد بعد وقت قصير من انباء عن استهداف اسرائيل لمنشأة نووية في اصفهان، شمالي ايران.

وحذرت وزارة الخارجية العراقية، الجمعة، من مخاطر التصعيد العسكري، بعد القصف الاسرائيلي على ايران.

في الاثناء يقول مثال الالوسي النائب السابق لـ(المدى) ان “بعض الاطراف السياسية ورطت العراق في الحرب، واسرائيل كانت ستختار أهدافا في الداخل لترد على إيران”.

وكان رئيس الوزراء قد نفى علم حكومته بإطلاق صواريخ من الاراضي العراقية في الهجوم الإيراني الاخير.

لكن إسرائيل قالت إن بعض الصواريخ الإيرانية انطلقت من العراق في الهجوم الذي حدث الاسبوع الماضي بالتزامن مع وصول السوداني الى واشنطن.

وقالت خلية الإعلام الأمني، في بيان امس، إنه “في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس ، حدث انفجار وحريق داخل (معسكر كالسو) شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، مما أدى إلى استشهاد احد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة (8) آخرين بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة”.

والمعسكر، حسب مصادر محلية تحدث لـ(المدى) :”يضم مقر اركان الحشد الشعبي، والدروع”، وان حرائق حدثت بسبب وجود عتاد وذخيرة في المقر انفجرت بعد سقوط 4 صواريخ. و “كالسو” هو التسمية الامريكية للمعسكر الذي أخلاه أواخر 2011، ويقع بالقرب من جرف الصخر، جنوب بغداد، والتي تقع تحت سيطرة كتائب حزب الله. وأوضحت خلية الاعلام أنه “تم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث”.

وأضاف بيان الخلية: “ومن خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل”. وكانت منصات تابعة للفصائل، قد نشرت على “تلغرام” قبل ساعات من الحادث، أنباء عن وجود طيران مكثف في مناطق وسط وشرقي البلاد. وأكد تقرير قيادة الدفاع الجوي، وفق بيان خلية الاعلام، انه من خلال الجهد الفني والكشف الراداري تبين “عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار”. وفيما نفت الخلية روايات القصف، أشارت إلى أنها ستنشر “التفاصيل لاحقًا في حال اكتمال عملية التحليل والتحقيق لمعرفة ملابسات هذا الحادث”. وفي ساعات متأخرة من ليلة الجمعة/السبت، أصدر مكتب الحشد الشعبي في بابل بيانًا رسميًا اتهم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بالمسؤولية عن القصف، وقد استهدفت “مديرية الدروع وسرايا الجهاد والنخبة”، كما نفى وجود إصابات أو قتلى لدى المنتسبين. وظهر في وقت مبكر من صباح امس، عبد العزيز المحمداوي (ابو فدك)، رئيس اركان الحشد، وهو في موقع الحادث.

ونقلت صور عن وجود اضرار في بعض المخازن، وحفرة احدثها احد الصورايخ، قدرت بـعمق 5 متر وعرض 10 امتار.

ونشرت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، بعد الانفجار، بيانًا أكدت فيه علمها بالتقارير التي تتهمها بقصف قاعدة الحشد، لكنها قالت إن “التقارير غير صحيحة. ولم تقم الولايات المتحدة بشن غارات جوية في العراق اليوم”.

الى ذلك قال التحالف الدولي في بيان مقتضب، إنّ قواته “لم تشارك أو تضرب مواقع في العراق. نحن نراقب التقارير حول وقوع حادث في جرف الصخر ونظل على استعداد لدعم شركائنا العراقيين”. لاحقًا، حذف مكتب الحشد في بابل بيانه الذي اتهم فيه القوات الأمريكية بالقصف، ونشرت هيئة الحشد الشعبي بيانًا يتحدث عن “انفجار” فقط.

وقال البيان اللاحق “وقع انفجار في مقر للحشد الشعبي في قاعدة كالسو العسكرية في ناحية المشروع طريق المرور السريع شمال محافظة بابل، وقد وصل فريق تحقيقي على الفور الى المكان، وتسبب الانفجار بوقوع خسائر مادية وإصابات وسنوافيكم بالتفاصيل في حال انتهاء التحقيق الأولي”.

في الأثناء، أعلنت جماعة تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية في العراق”، فجر السبت، ضرب “هدف حيوي” للاحتلال الإسرائيلي في إيلات، وقالت إنّ الهجوم جاء ردًا على قصف مقر معسكرات الحشد الشعبي، وذلك بعد الانفجارات التي وقعت في معسكر “كالسو” في بابل. والهجوم الاخير هو الاول منذ الهدنة “غير المعلنة” بين الفصائل والقوات الامريكية في شباط الماضي، والتي اوقفت الهجمات الصاروخية بين الطرفين.

وجاء الحادث في الساعات الاخيرة من زيارة السوداني الى الولايات المتحدة التي استمرت نحو اسبوع، وجرت في ظروف دقيقة مع ضرب ايران لاسرائيل لاول مرة.

ودافع السوداني قبل اختتام الزيارة عن حق العراق في استخدام الطرق القانونية والدبلوماسية لـ”حماية أراضينا من أي اعتداء”. وقال السوداني للصحفيين في واشنطن ان “العراق ليس بلداً مفتوحاً لكل من هبّ ودبّ”. واضاف أن “التحالف الدولي لم يعد له مبرر بعدما تمكّن العراق من هزيمة التنظيم الذي لم يعد يملك متراً واحداً في العراق”. وفي رده على الهجمات المسلحة التي تقوم بها “كتائب حزب الله” بالعراق، قال السوداني إنه يرفض أي اعتداءات مسلحة في المناطق التي يوجد فيها المستشارون، ولا يسمح لأية مجموعة مسلحة بالعبث بالأمن والاستقرار. في تلك الاثناء، توعد زعيم احد الفصائل، المسؤول على الهجوم في بابل بـ”دفع الثمن”، ملمحا الى عدم التزام تلك الجماعات بقرارات الحكومة او الهدنة.

وقال ابو آلاء الولائي، الامين العام لكتائب سيد الشهداء، في تغريدة عن منصة اكس “بإختصار شديد وبوضوح تام، سيتم الرد على من يقف خلف هذا الاعتداء الآثم على موقع للحشد الشعبي كائنا من يكون”.

واضاف: “ومن يثبت تورطه بهذه الجريمة النكراء بعد اكمال التحقيقات اللازمة فسيدفع الثمن، واذا كان العدو يراهن على ان الحشد الشعبي مكبلة يداه بالاوامر الرسمية فلا يتوقع منه رداً ، فالمقاومة ليست كذلك”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here