بصمات الفصائل في هجوم كورمور والتحقيقات بلا نتائج

بغداد/ تميم الحسن

في وقت تحاول فيه الحكومة الحفاظ على التهدئة في الداخل وضبط ايقاع الفصائل، و”تصفير المشاكل” مع كردستان تستهدف صواريخ حقل للغاز في الإقليم، للمرة الثانية خلال هذا العام. وفي آخر عامين تعرض الحقل الذي تديره شركة اماراتية الى 8 هجمات، اغلبها بهجمات صاروخية، اخرها ادى الى مقتل 4 عمال يمنيين.

وشكلت الحكومة في بغداد لجنتين تحقيقيتين منذ مطلع العام الحالي، بسبب الخروقات في موقع الحقل، فيما لم يعلن عن نتائج التحقيق الاول حتى اللحظة.

ويأمل العراق، بحسب محمد السوداني رئيس الحكومة، ان يدخل سوق الغاز العالمي خلال السنوات الثلاثة المقبلة، ويتوقف عن استيراد مشتقات النفط، والتي أغلبها تأتي من ايران.

بصمات الفصائل

ليلة الجمعة الاخيرة، هاجمت طائرة مسيرة حقل كورمور في قرية قادر كرم بمحافظة السليمانية، بحسب بيان من القيادة العسكرية.

وأعلن المتحدث باسم حكومة الإقليم بيشوا هوراماني في بيان “مقتل أربعة عمّال يمنيين وتعرض الحقل لأضرار بالغة، مما سيؤثر على إمدادات الكهرباء”.

وقال مستشار لرئيس وزراء حكومة كردستان ومصدر سياسي كردي كبير، لوكالة رويترز، إنه تقرر وقف إنتاج الحقل أيضاً. وقال مسؤولون محليون ان هناك 3 آخرين مصابين بالهجوم. بالمقابل اكد هوراماني، أن الحادث تسبب بانخفاض إنتاج الكهرباء بمقدار 2500 ميغا واط.

نيجيرفان بارزاني رئيس الاقليم، دعا الحكومة الاتحادية الى “منع وقوع مثل هذه الهجمات” و”القبض على المنفذين”. كما أدانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم، وقال المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، في بيان إن مثل هذه الهجمات تشكل “إهانة لسيادة” العراق. ونفذ الهجوم، بحسب ما أورده بيان قيادة العمليات المشتركة، بطائرة مسيرة، وهو خلاف الهجمات السابقة، لكنه مشابه لطبيعة الهجمات الاخيرة.

يقول احسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي لـ(المدى) ان “الهجوم يحمل نفس بصمات الجهات التي قصفت اربيل في المرات السابقة”.

وغالبا ما تهاجم فصائل، كردستان مستهدفة مواقع امريكية او ماتعتبره مراكز اسرائيلية، فيما لا يعرف حتى الان أسباب قصف حقل الغاز!

في حزيران 2022، استهدف “كورمور” مرتين في 48 ساعة، وبعدها بشهر واحد سقطت صواريخ على نفس الموقع. يقول وزير الخارجية الأسبق، هوشيار زيباري، إن الهجوم على حقل كورمور هو “استهدافٌ ممنهج لاقتصاد إقليم كردستان”. والحقل الذي تبلغ مساحته 135 كيلو مترا مربعا، وتديره حكومة كردستان تقدر احتياطاته بـ 8 تريليون و200 مليار قدم مكعب من الغاز. ويرى زيباري في تغريدة على منصة إكس، تلك الهجمات تؤكّد مجدداً بأن “سياسة الاسترضاء والمهادنة مع القوى الميلشياوية لا تجد نفعاً”، داعياً إلى “وحدة الصف والموقف”.

واضاف أن إقليم كردستان “مستهدفٌ بغض النظر التحالفات البائسة للبعض”. وقبل نهاية 2022، تم استهداف الحقل مجددا بالصواريخ، ثم مرتين في 2023، واعلن السوداني مطلع العام الحالي، كما هذه المرة، التحقيق بالحوادث ولم تعرف النتائج حتى الان.وفي اذار 2021، عرضت السلطات في إقليم كردستان، اعترافات مصورة لشخص قُدم على أنه أحد منفذي الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل الشهر الماضي.

وظهر الشخص، ويدعى حيدر حمزة البياتي (37 عاما) ويتحدر من قرية قرداغ في الحمدانية بالموصل، وهو يدلي باعترافاته خلال مقطع فيديو نشره جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.

ووفقا للبياتي، تم تنفيذ الهجوم بناء على توجيهات من كتائب سيد الشهداء بزعامة أبو آلاء الولائي.

دعاية معاكسة

ويشير احسان الشمري الى ان الهجوم على حقل كرمور، يبدو تنفيذ لأجندة خارجية بـ”أدوات داخلية”، خصوصا وان العراق قريب من ان يعلن بشكل رسمي خلال اليومين المقبلين إنتاج الغاز.

ويضيف :”تبدو هذه رسائل الى الشركات الاستثمارية بأن العراق وكردستان ليست منطقة آمنة للعمل، رغم الإعلان الحكومي الذي يشير الى عكس ذلك”.

ويشرف على الحقل في السليمانية، شركتي دانة غاز والهلال الإماراتيتين، وينتج أكثر من 450 مليون قدم مكعب من الغاز و22 ألف برميل من النفط يومياً. كما ينتج الحقل 4200 ميغاواط من الكهرباء يومياً، منها 2800 ميغاواط ترسل إلى إقليم كردستان والباقي إلى محافظتي كركوك والموصل.

ينقل حقل كورمور الغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى محطتي توليد كهرباء جمجمال وأربيل، ويوفر 67 % من كهرباء إقليم كردستان.

ويختم الشمري قوله: “نتبين بما لايقبل الشك ان هناك جهات غير راغبة بما قد يتحقق من إنتاج الغاز وتصديره من العراق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here