خطبة الجمعة

علاء كرم الله

من المعروف أن يوم الجمعة هو يوم مميز لدى عموم المسلمين وله خصوصيته عند المصلين حيث يحرص الغالبية منهم الذهاب الى المساجد والجوامع والحسينيات لأداء الصلاة لأجرها وثوابها الكبير ومن ثم الأستماع الى خطبة الجمعة بعد أنتهاء الصلاة. نقول شكرا لكل السادة وأئمة وخطباء الجوامع والحسينيات الذين يشاركون الناس آلامهم ومشاعرهم ومعاناتهم وأزماتهم ،التي صارت العنوان الرئيسي لخطبهم وأحاديثم يوم الجمعة وعلى المنابر! . وبأعتبار أن مشاكلنا كلها هي بسبب السياسة السياسيين ، فبالتالي أنجروا سادتنا ومشايخنا في خطبهم الى عالم السياسة الغامض والملوث وهذا ما لا نريده ونتمناه لهم! حفاظا على هيبتهم ومقامهم وصورتهم . فأنه بقدر ما لدينا من مشاكل سياسية وأزمات كبيرة ومعقدة ، ألا أن المشكلة الكبيرة والخطيرة ، التي نعاني منها والتي يجب أن تأخذ أولويتها عند خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات هو موضوع إعادة التربية والأخلاق للمجتمع في خطبهم!! ، نعم علينا أن نعترف جميعا بأننا نعاني من أزمة أخلاق كبيرة ضاعت بها أجيال ، والأجيال القادمة تسير نحو الضياع أن لم نلحق بها!؟ ، فكل شيء مقدور عليه ألا موضوع أنفلات الأخلاق التي جرتنا وستجرنا الى مزيد من المصائب والكوارث . أن مفردة الأخلاق فيها تفاصيل ومعاني كبيرة منها الشرف والنزاهة وغيرها الكثير، كما أن الأخلاق منزلتها كبيرة عند الله ورسوله ، حين خاطب الله عز وعلا الرسول العظيم ص قائلا (وأنك لعلى خلق عظيم) ، ثم جاء حديث الرسول العظيم ليؤكد على موضوع الأخلاق عندما قال ( أنما بعثت لكي أتمم مكارم الأخلاق) . أن القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم وأقوال الأئمة الأطهار والصحابة الكرام ، هي كنز ثمين ونهر خالد فيه الكثير مما نحتاجه في موضوع الأخلاق وكيفية تربية المجتمع وأجياله ، لأن الرسالة المحمدية عندما جاءت لكي تخرج العرب من جاهليتهم الى نور الأسلام ، لم يكن ذلك الا بفضائل الأخلاق وتفاصيلها التي نادت ودعت أليها . لذا أتمنى وأرجو من كل أئمة وخطباء المساجد والحسينيات ، أن يتركوا السياسة للسياسيين! ، وينهضوا برسالة الأخلاق وأعادة تربية المجتمع التي نحن بأمس الحاجة أليها ، خوفا على ديننا الحنيف وحفاظا على هيبة أئمتنا وخطبائنا وساداتنا ومشايخنا من ملوثات السياسة!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here