بمناسبة زيارة رئيس الوزراء العراقي للسعودية: الجار في القرآن الكريم (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف

احسان الدول المتجاورة فيما بينها مطلوب كما في حالة العراق والسعودية. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قال الله تعالى “وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُورا” ﴿النساء 36﴾ “وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ” ﴿النساء 36﴾ قرينة المقابلة في الوصف تعطي أن يكون المراد بالجار ذي القربى الجار القريب دارا، وبالجار الجنب وهو الأجنبي الجار البعيد دارا، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله: تحديد الجوار بأربعين ذراعا،: وفي رواية: أربعون دارا، ولعل الروايتين ناظرتان إلى الجار ذي القربى والجار الجنب.

الامام علي عليه السلام كان نموذج يقتدى به من قبل حكام العالم في التعامل مع شعوبهم ومع الدول. لذلك وجب على العراق والسعودية الاقتداء به عليه السلام. جاء في موقع عرفان عن دولة الامام علي عليه السلام: اهتم الإمام علي عليه السلام بكل نواحى الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية والحربية اهتماماً دقيقاً مثلما فعل رسول الله. فتوجه للتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الاسلامى وإلغاء الفوارق الطبقية والقومية والقبلية فأعطى مرتبات مالية لكل أفراد الامة رجالا ونساءاً حتّى المعارضين منهم للحكومة أو الممتنعين عن بيعة الامام مثل عبد الله بن عمر ومحمّد بن مسلمة وصهيب الرومى وعبد الله بن سلام وسعد بن أبى وقاص وأسامة بن زيد. فأصبح الزبير من مطيع للخط النبوي وأهل البيت الى ذنب من أذناب الحزب القرشي، فحارب الامام علياً عليه السلام مطالباً إياه بالمال الجزيل كما كان يعطيه أبو بكر وعمر ولما لم يعطه شارك في حرب الجمل وقتل فيها. ولما وصل الإمام علي عليه السلام الى السلطة كتب إلى الأشعث بن قيس عامل عثمان على آذربيجان: (إنّ عملك ليس لك بطعمة، ولكنّه في عنقك أمانة، وأنت مسترعى لمن فوقك). وقضية المساومة السياسية بين معاوية وابن العاص حول ولاية الأخير مصر مقابل مشاركته في محاربة الإمام علي عليه السلام معروفة، إذ تردد عمرو بن العاص في دعم معاوية. فقال معاوية له: لك مصر طعمة مقابل بيع دينه له فوافق عمرو بن العاص. وهناك نصوص تثبت أقدام الزبير وطلحة على محاربة الإمام علي عليه السلام مقابل عهود من معاوية بتوليتهما سدة الخلافة ليكون الزبير أوّلا وطلحة ثانياً. ففسد العالم الإسلامي بهذه المؤامرة الأمر الذي أوصل معاوية إلى سدة الرئاسة فيه. بينما رفض قيس بن سعد بن عبادة رشوة معاوية في العراقين (الكوفة والبصرة) والحجاز. علي عليه السلام مثل المسيح عليه السلام: شبّه النبي محمد صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام بالمسيح عليه السلام عدّة مرّات. وقال الإمام علي عليه السلام: (ليحبّني قوم حتّى يدخلوا النار في حبّي، وليبغضني قوم حتّى يدخلوا النار في بغضي). وقال النبي صلى الله عليه وآله: (ياعلي، مَثَلَك في أُمّتي مَثَل المسيح عيسى بن مريم ; افترق قومه ثلاث فِرق: فرقة مؤمنون، وهم الحواريون، وفرقة عادوه، وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان. وإنّ أُمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة شيعتك، وهم المؤمنون، وفرقة أعداؤك، وهم الناكثون، وفرقة غَلَوا فيك، وهم الجاحدون السابقون. فأنت ـ ياعلي ـ وشيعتك في الجنّة، ومحبّوا شيعتك في الجنّة، وعدوّك والغالي فيك في النار). وقال الإمام علي عليه السلام: (يهلك فيَّ رجلان: مفرط غال، ومبغضٌ قال). وقال الإمام علي عليه السلام: (سيهلك فيَّ صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ، ومبغضٌ مفرط يذهب به البغض إلى غير الحقّ. وخير الناس فيَّ حالا النمَطُ الأوسط، فالزَمُوه). وقال الإمام علي عليه السلام: (يهلك فيَّ اثنان ولا ذنب لي: محبّ مفرط، ومبغض مفرط. وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممّن يغلو فينا، ويرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى). وقال الإمام علي عليه السلام: (اللهمّ إنّي بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللهمّ اخذلهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً). فهذه الأحاديث النبويّة الشريفة تبيّن مكانة الإمام علي عليه السلام في الأرض والسماء ولكن أبى المنافقون إلاّ دحره ومحاربته. فحاربوه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد شهادته وفي زمن معاوية والآن تجبر الوهابية الناس في العراق على سبه أو القتل سيراً منهم على نظرية معاوية في هذا المجال.

جاء في الموسوعة الحرة عن العلاقات السعودية العراقية: بعد غزو أمريكا للعراق: في عام 2003م أعلن وزير الخارجية السعودية أن السعودية لن تقصف العراق أو تسمح باستخدام قواعدها للهجوم على العراق. مما جعل أمريكا تغلق قواعدها العسكرية وتسحب قواتها الموجودة في السعودية وتنقلها إلى قاعدة العديد في قطر لتكون مقرا للقوات الأمريكية. في عهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم تتغير العلاقات بين العراق والسعودية للأحسن بل زادت سوءًا. اتهم المالكي الحكومة السعودية بانها تدعم الإرهاب وتزعزع الأمن في العراق، وردت السعودية بأن تهميش المالكي للسنة سبب في مشاكل العراق. بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية العراق ساعدت السعودية النازحين العراقيين ب 500 مليون دولار أمريكي ووفرت لهم الأغذية والأدوية والمخيمات. الجدار السعودي العراقي: في نيسان/أبريل سنة 2006، وأثناء الصراع الطائفي في العراق، والمشاكل الطائفية، بدأت السعودية بإجراء مناقصة لبناء حاجز حدودي على شكل جدارأو سور عازل يصل طوله إلى 900 كيلومتر على طول الحدود لمنع دخول المتطرفين و والمقاتلين إلى أرض المملكة العربية السعودية. ولم يتم تنفيذ المقترحات حتى أيلول/سبتمبر 2014، عندما تصاعدت الاضطرابات المسلحة وبزوغ الدولة الإسلامية في العراق والشام واحتلاله لقسم كبير من مناطق العراق، تم بناء الجدار العازل لمنع دخول المتطرفين إلى المملكة العربية السعودية. وهو جدار عازل يحتوي على خمسة طبقات من الأسلاك الشائكة مدعمة ب78 برج مراقبة و سواتر رملية كذلك رادارات وكاميرات مراقبة ترصد الحركة على الحدود ليلا ونهارا، وتشرف عليه 8 مراكز للقيادة والتحكم لكل مركز اتصالات منفصلة، و32 مركز للاستجابة السريعة، وثلاث فرق تدخل سريع، وأجهزة استشعار مدفونة تحت الأرض ترسل إشارات تحذيرية عن أي تحركات مشبوهة، والجدار مزودا بكابل من الألياف الضوئية طوله 1450 ألف متر، ومرتبط مباشرة مع وزارة الداخلية السعودية. و10 مركبات متحركة للمراقبة، وتوزيع أكثر من 30 ألف جندي على طول الشريط الحدودي.

جاء في جريدة الصباح عن السوداني يفتح أبواب العراق للشركات العالميَّة الكبرى: عبَّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن تطلّع العراق للتعاون مع الشركات العالميَّة الكبرى في مجال تقنيَّة وتكنولوجيا المعلومات للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي وتحسين توجيه الاستثمارات، كما عبَّر عن رغبة الحكومة العراقيَّة في التعاون مع شركات التكنولوجيا والاستفادة منها في تطوير القطاع الزراعي في العراق، مبيناً أنَّ الزراعة تشكّل أولويَّة في البرنامج الحكومي. جاء ذلك خلال استقبال السوداني، أمس الأحد، مجموعة من رؤساء الشركات العالمية الكبرى في العاصمة السعودية الرياض، على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي. والتقى رئيس الوزراء في العاصمة السعودية الرياض، وليّ عهد المملكة العربية السعودية، سموّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية توطيدها، واستعراض ملفات التعاون المشترك وتناميه ضمن عمل مجلس التنسيق العراقي السعودي، الذي أثمر تفاهمات عدّة في مجالات مختلفة. وعبّر السوداني عن تطلع العراق إلى تعاون اقتصادي أوسع مع المملكة، يسهم في تعزيز النمو ويتيح فرصاً جديدة في مجالات اقتصادية متنوعة، بما ينعكس على مصالح البلدين الشقيقين وازدهار شعبيهما. من جانبه، رحّب وليّ العهد السعودي برئيس الوزراء، وعبّر عن شكره لتلبية الدعوة والمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، مؤكداً حرص السعودية على تحقيق أفضل العلاقات مع العراق، والارتقاء بمستوى التعاون المتبادل بين البلدين الجارين. وتطرّق اللقاء إلى الأوضاع في غزّة، وما يشهده الشعب الفلسطيني، والتأكيد على ضرورة بذل الجهود الكبيرة من أجل إيقاف الحرب التي انعكست تأثيراتها على الاستقرار الإقليمي والدولي. كما التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في العاصمة السعودية الرياض، أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها والارتقاء بها، بما يعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين، وذلك من خلال استثمار الجوار التاريخي والاجتماعي الذي يربط بين العراق والكويت، والتأكيد على أهمية إدامة علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل. واستقبل السوداني أيضاً، في مقرّ إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، الرئيس الإقليمي لشركة التقنيات الألمانية (SAP) إيمانويل رابتوبولوس والوفد المرافق له، وذلك على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي. وشهد اللقاء بحث سبل التعاون مع شركة (SAP) التي استعرضت تجاربها في شتى أنحاء العالم، إذ تعدّ الأكبر عالمياً في مجال تطوير البرمجيات الكبيرة التي تجمع بين الرؤى الاقتصادية الحكومية وتكنولوجيا المعلومات. وأكد السوداني، إمكانية التعاون مع الشركة من خلال برنامج عمل مشترك، يتضمن الاستفادة من خدماتها في رقمنة الاقتصاد الذي سيساعد في تحقيق الابتكار، وتحسين توجيه الاستثمارات، مبيناً تطلع الحكومة إلى الاستفادة من خدماتها أيضاً في تضمين هذا النوع من البرمجيات في مناهج الكليات المتخصصة، وفي مجال التدريب بحقل البرمجيات المؤسساتية. من جانبه، عبّر رابتوبولوس عن استعداد الشركة للتعاون مع الحكومة العراقية في المجالات التكنولوجية، التي تساعدها على تطبيق رؤيتها وخططها نحو اقتصاد يواكب التطورات التكنولوجية في العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here