ذي قار / حسين العامل
في وقت كشفت فيه محافظة ذي قار عن تسجيل 14 حالة اصابة بالحمى النزفية منها 3 وفيات، اشارت الى نشر 21 فرقة لمكافحة الوسيط الناقل للمرض و41 لجنة توعوية، محذرة من مخاطر الجزر العشوائي وانتشار تربية المواشي والكلاب السائبة في الاحياء السكنية.
وقال مدير المستشفى البيطري في محافظة ذي قار، محمد عزيز في حديث لـ(المدى)، إن “ذي قار سجلت حتى الان 14 اصابة بالحمى النزفية منها 3 وفيات”، مبينا ان “الاصابات المسجلة تتوزع بواقع 7 اصابات في قضاء الشطرة وحالتين في قضاء الرفاعي ومثلها في سوق الشيوخ فيما تم تسجيل حالة اصابة واحدة في كل من مركز الناصرية وكرمة بني سعيد والبطحاء”.
وعن الاجراءات الوقائية قال عزيز ان “العمل يجري على ثلاثة محاور ضمن خطة عمل جرى اعتمادها في العامين الحالي والمنصرم”، واردف ان “المحور الاول يتمثل بالقضاء على حشرة القراد وهي الوسيط الناقل الرئيسي لمرض الحمى النزفية وذلك عبر حملات مجانية لمكافحة الحشرة المذكورة وقد باشرنا فيها منذ الاول من نيسان من هذا العام وتستمر لمدة شهرين قابلة للتجديد”.
وبين ان “الحملة تشتمل على رش الحظائر ورش الابقار والجاموس وتغطيس الاغنام والماعز بمادة (الدلتا مثرين بتركيز 2,5 بالمئة)”، واستطرد انه “في حال ظهور بؤر اصابة يجري رش الحظائر والحيوانات في المنطقة التي تظهر فيها مرة اخرى ناهيك عن عزلها لمدة 14 يوما ومنع دخول وخروج الحيوانات منها ومن ثم معاودة رشها من جديد”.
وتحدث مدير المستشفى البيطري عن نشر 21 فرقة مكافحة لحشرة القراد تتوزع في مختلف مناطق محافظة ذي قار.
واضاف اما “المحور الثاني فيعتمد على نشر التوعية الصحية حول مخاطر المرض وقد تم تشكيل 41 لجنة في مختلف الوحدات الادارية في المحافظة”، لافتا الى ان “الحملة استهدفت طلبة المدارس اثناء فترة الدوام ومربي المواشي والقصابين وربات البيوت لغرض التوعية حول مخاطر المرض والوقاية منه وطرق انتشاره ووسائل وطرق السيطرة عليه”.
ويجد عزيز ان “التقيد بتوصيات الحملة التوعوية من شأنه ان يعزز امكانية السيطرة على المرض بنسبة 75 بالمئة”.
وتابع مدير المستشفى البيطري “اما المحور الثالث فيتعلق بالدوائر ذات العلاقة اكثر من تعلقه بالمستشفى البيطري ويتمثل بمنع الجزر العشوائي ومكافحة تربية المواشي في داخل المدن وكذلك مكافحة الكلاب السائبة كونها تتسبب بنقل القراد الى الاماكن التي يرتادها الانسان والى داخل البيوت وبالتالي انتشار المرض”. وشدد على اهمية “القضاء على الجزر العشوائي عبر تفعيل دور الدوائر ذات العلاقة وتوفير مجازر لحوم نموذجية تتوفر فيها الشروط الصحية والبيئية”، مبينا ان “العمل في هذا المحور مازال ضعيفا جدا وذلك لعدم توفر المجازر النظامية في المحافظة”، مؤكدا حاجة المحافظة الى اكثر من 20 مجزرة جديدة تتوفر فيها الشروط المطلوبة.
وكانت مديرية بيئة ذي قار اعلنت في (مطلع العام الجاري) عن اطلاق حملة توعوية للوقاية من الحمى النزفية تجري بالتنسيق مع شرطة البيئة والشرطة المجتمعية، وبينت ان الحملة تحت عنوان “احمي نفسك من الحمى النزفية”، وبينت انها تستهدف محال القصابة عبر لوحات توعية وارشادية.
وكانت وزارة الصحة، اعلنت في (تشرين الاول 2023) عن تصدر محافظة ذي قار جميع المحافظات العراقية في عدد الاصابات والوفيات بالحمى النزفية وكشف المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر في حينها عن احصائية بالعدد الإجمالي لإصابات ووفيات الحمى النزفية منذ مطلع عام 2023، وحتى تشرين الاول منه وقال إن “محافظة ذي قار، لا تزال للسنة الثانية على التوالي تتصدر الإصابات والوفيات، حيث سجلت 132 إصابة مؤكدة منها 13 حالة وفاة، تليها محافظة البصرة التي سجلت 81 إصابة و11 وفاة، ثم بغداد – الرصافة 53 إصابة و11 وفاة، وميسان 37 إصابة وحالتي وفاة، ثم واسط 36 إصابة وحالتي وفاة، المثنى 34 إصابة و4 حالات وفاة، بغداد الكرخ 32 إصابة و4 حالات وفاة، الديوانية 21 إصابة و4 حالات وفاة، بابل 20 إصابة وحالة وفاة واحدة، النجف الأشرف 17 إصابة وحالتي وفاة، ديالى 17 إصابة و3 حالات وفاة، كركوك 14 إصابة وحالتي وفاة، أربيل 13 إصابة و5 حالات وفاة، صلاح الدين 10 إصابات وحالة وفاة واحدة، نينوى 10 إصابات و3 حالات وفاة، كربلاء المقدسة 9 إصابات وحالتي وفاة، دهوك 4 إصابات وبدون وفيات، والسليمانية 3 إصابات دون وفيات، وأخيراً الأنبار سجلت إصابتين دون وفيات”.
يشار الى ان محافظة ذي قار سجلت في عام 2022 ، (162) حالة اصابة بالحمى النزفية بينها 40 حالة وفاة، فيما بلغ اجمالي حالات الاصابة في عموم البلاد للعام نفسه 380 حالة اصابة من بينها عشرات الوفيات.
ولم تسجل محافظة ذي قار خلال عامي 2019 و2020 والنصف الاول من عام 2021 اية اصابة، اذ تعود اخر اصابة وحالة وفاة مسجلة في السابق الى عام 2018.
ويعود احد اسباب ارتفاع معدلات الاصابة بالحمى النزفية في ذي قار الى انتشار تربية المواشي كالأبقار والأغنام والماعز والجاموس التي تعتبر وسيطاً ناقلاً لمرض الحمى النزفية في معظم المناطق الريفية في المحافظة، فيما تنتشر ظاهرة الجزر العشوائي في مراكز المدن.
وما يفاقم مخاطر الحمى النزفية ان لا لقاح لهذا المرض سواء للإنسان أو الحيوان، أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولاً إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي الى الوفاة، بحسب وزارة الصحة العراقية.
واكتشف الفايروس المسبب للحمى النزفية للمرة الأولى عام 1979 في العراق، وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتقل الفايروس من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط