عملية ” الوعد الصادق ” خطوة ناقصة ولكنها مهمة

عملية ” الوعد الصادق ” خطوة ناقصة ولكنها مهمة

بقلم مهدي قاسم

من جملة السلبيات التي ترافق عملية ” الوعد الصادق ” لفرض الأمن والنظام في محافظة البصرة قد تجسدت في تسرب خبر العملية إلى وسائل الإعلام و صفحات التواصل الاجتماعي ، مرفقة مع بعض التفاصيل ومن ضمنها أن هذه العملية تستهدف الخارجين عن القانون وكذلك عصابات الإجرام و ما شابه ذلك ، الأمر الذي جعل هذه العصابات أن تتخذ هي الأخرى خطوات الاختفاء أو إخفاء وسائل الإجرام و غير ذلك ، بينما كان ينبغي أن تأخذ هذه العملية الأمنية طابع الخفاء والمباغتة الصادمة لتشمل أعدادا أكبر من عصابات الإجرام والخارجين عن القانون ، أما السلبية الثانية فقد ظهرت في عدم استهداف المجاميع و الميليشيات المسلحة والخارجة عن القانون هي الأخرى والتي تتصرف بهمجية في البصرة على طريقة عصابات الكابوي في الغرب الأمريكي في الأزمنة الغابرة ، بينما الشارع العراقي على علم ويقين بوجود أواصر علاقات متداخلة و متشابكة ذات مصالح مشتركة في عملية سطو وسرقات وقتل واغتيال وبلطجة بين هذه العصابات و بعض الميليشيات المسلحة في محافظة البصرة و أن استثناء هذه المليشيات من قبل عملية ” الوعد الصادق ” وعدم إنهاء وجودها الإجرامي و المسلح الابتزازي والترهيب سوف لن يساعد على استتباب النظام والأمن والأمان في البصرة . وبلداتها وقراها ..

ومع ذلك ، و بالرغم من هذه الملاحظات وتشخيص السلبيات ذات مفاصل مهمة ، فإن عملية ” الوعد الصادق ” يجب أن تُعتبر عملية أمنية إيجابية و خطوات تمهيدية افتراضية و جدية لفرض الأمن والنظام مستقبلا أيضا ، ليس في محافظة البصرة فقط وإنما يجبي تعميمها على باقي المحافظات الأخرى ذات المن المنفلت ، و ذلك ضمن خطوات و إجراءات و عمليات أمنية مستقبلية الأكثر سرية و شمولا و ردعا قاصما لتشمل ليس عصابات الإجرام وتجار المخدرات أنما المليشيات المسلحة أيضا والتي ليس فقط تشكل مظلة حماية وتمويه لهذه العصابات إنما تنخرط معها في علاقات مصالح إجرامية مشتركة فضل عن قتل المتظاهرين !! ..

هامش ذات صلة

*( ملاحقة عصابات الخطف والمخدرات في البصرة
العراق يطلق “الوعد الصادق” لنزع السلاح المنفلت

إيلاف من لندن: أطلقت القوات العراقية المشتركة السبت عملية عسكرية واسعة في محافظة البصرة الجنوبية لنزع السلاح المنفلت لدى المليشيات والعشائر وملاحقة واعتقال عصابات الخطف والمخدرات.ــ نقلا عن إيلاف )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here