حكومة العراق ( الآن ) في صالة الخدج !

حكومة العراق ( الآن ) في صالة الخدج !
د . خالد القره غولي :
أخجل ان اقول السلام عليكم .. لانني نسيت السلام !!
السلامُ يُقرؤكم السلام .. وعلى العراق السلام :
لم يكن من قبيل الصدفة أن تحرص الإدارة الأمريكية الجديدة وبدعم قوي من قبل الحكومة الإيرانية على تشكيل حكومة عراقية جديدة نزيهة في بلدي العراق تحت الاحتلال الأمريكي ومن ثم الإيراني ومن ثم اللبناني في العراق ، وتغض النظر كلياً عن ديكتاتوريات متجذرة ومتبحرة في قمعها لشعوبها في معظم الدول العربية الأخرى , فالأهداف الأمريكية بدأت تتكشف في انصع صورها الآن ، بعد تسعة عشرة سنة ويزيد على احتلال العراق , الإصرار الأمريكي القديم على الاستفتاء الشعبي على الدستور العراقي أولا ، وتشكيل حكومة عراقية جديدة وبرلمان عراقي خامس تتمتع بالأغلبية فيه ، لم يكن من منطلق الحرص على الشعب العراقي ، وتمتعه بالحريات ، وتحسين ظروفه المعيشية ، وإنما لجر هذه الحكومة ومن ثم البرلمان ، لتشريع المعاهدة الأمنية ، التي تنص على أقامة قواعد عسكرية أمريكية دائمة في العراق وإحكام سيطرة الشركات الأمريكية على ثروات العراق النفطية ، من خلال القانون الجديد المتعلق بالاستكشافات وعمليات التنقيب عن النفط , الإدارة الأمريكية تريد أن تعقد معاهدة أمنية مع حكومة عراقية منتخبة ، ويصادق عليها برلمان عراقي جديد منتخب ، ولهذا عملت منذ الأشهر الأولي لاحتلالها على التمهيد لهذه الخطوة ، بكل الطرق والوسائل ، وبما يؤدي إلى وصول رجالاتها من العملاء المتواجدين على الساحة السياسية بقوة في العراق الجديد الآن الذين جاءوا مع قواتها من الخارج إلى دائرة صنع القرار , فاللافت أن هذه الإدارة تمسكت بأظافرها وأسنانها بالسيدعاهل العراق الجديد حفظة الله لدولة أمريكا وللجارة العزيزة إيران ورهطه الكرام وحكومته ، رغم إخفاقاتها العديدة في مجالات الأمن وتقديم الخدمات الأساسية والمصالحة الوطنية بين طوائف وأقليات الشعب العراقي وضبط الفساد ؟ ولم أعلق ولم أعقب ولم أكتب شيئاً لأن الهمَّ طوقني وحولَّ حزني إلى كلماتٍ أتركها حزينة بينكم .. المجد للغضب .. وعلى االعراق السلام .. السلامُ يُقرؤنا السلام .. المجدُ للتعساء .. المجدُ لمن يعزفُ مواويلَ حزينةٍ في الصباح .. المجدُ للدراويش وهم يرتلون .. الله حي الله حي الله حي المجدُ للرحيل بعدَ أن أومأَ لأشرعتي الممزقة .. سرابٌ ومرقدٌ قديم ! ينصحني أن أبقى متمركزاً ومعي فوجٌ .. من أيادٍ تبحث .. وعيونٍ ضللها قوسٌ مهووس .. سأبقى متمركزاً .. فوقي تماماً نُصبٌ لليتامى .. فوقي تماماً .. سحابةٌ مريضةٌ أمطرت أناشيد بلون الضباب .. رفعها الضاحكونَ على بكاء الشمس .. لعلها تعثر على مرتزقةٍ ناضجين .. حتى الفقراء جمعوا أدعيتهم .. ووزعوها على نسوةٍ يمضغنَ دموعاُ تلونتْ بدمٍ عتيق .. اليتامى جمعوا سجاداً مريضاً .. وعُمرهم كاد أن يُمسكُ متلبساً .. بجريمة الإحتيال على فجرٍ جميل .. اليوم .. وهو بعدَ كل عيدٍ بيومٍ فارغ !
تُصابُ بلدي العراق بالكسل .. وتمتزج ألوانها بكسلٍ قديم .. لم يتذكرني أحدٌ في اليوم الذي تذكرتُ فيه .. عيد ميلادي ! رشحتُ حزني كي يحتفلَ معي ..
فنزع مني أنيني المعفر بنصفِ قَرنٍ من التفاهم .. ونصف جوعٍ من الأمنيات .. ونصف تكويناتي المبوبة بنوعٍ جديدٍ .. لبساطٍ يحمل مجداً كاذباً ! إرتطمتُ بجدارِ أمي .. وملصقاتٍ تطورت وتحولت .. إلى .. إلى .. إحكومة عراقية في صالة الخدج !
السلامُ يُقرؤكم السلام .. وعلى العراق السلام .. ولله .. الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here