الانتهازيون في كل عصر وزمان ..!

فراس الغضبان الحمداني

لا نعرف مدى مصداقية تلك الرواية التي تتحدث عن عظمة وضخامة سد مأرب في اليمن السعيد وكيف استطاعت الفئران والجرذان إن تنخر أسسه وأعمدته لتجعله ينهار وتنطلق مياهه ويغرق الأخضر مع اليابس .

 

أتذكر هذه الحكاية وأنا اتأمل المشهد السياسي العراقي وما تعرضه الفضائيات من شخصيات  بعضها لها مناصب رفيعة والبعض الآخر يسمون أنفسهم مستشارين أو محللين سياسيين والعجيب في الأمر إن هذه الوجوه وحسب خبرتنا المتواضعة وما نسمعه من بعض الثقات بان هؤلاء يتلونون في كل عصر وزمان وفي كل مرة يجدون لهم مكانا بين الكبار ومن الطبيعي إن تبدأ محاولاتهما خطوة بعد خطوة ، الأولى رمي الشباك والثانية محاولة التقرب عبر وسطاء والثالثة الاقتراب المباشر من خلال استثمار كل ما يمتلكونه من وسائل إغراء يستطيعون من خلالها النفاذ إلى كبار المسؤولين مستغلين نقاط ضعفهم وعجزهم عن مجابهة مغريات المنافقين والانتهازيين .

 

فمن أراد الليالي الملاح كان له ما يريد ومن أراد المديح كتبوا له القصائد والمقالات ومن أراد الدعاية الانتخابية جعلوه هو المنقذ وسوقوه ونفخوه حتى إننا أصبحنا أمام طلاسم غريبة لا نجد لها حلا ففلان الفلاني الذي له كما يقولون ( صنة ورنة ) في العملية السياسية ومكانة في قائمته وكتلته ولسانا طويلا يمده عبر الفضائيات وهو يتحدث عن النزاهة ومكافحة الإرهاب واجتثاث البعث والبعثيين ولكننا حين نمعن النظر نجد ان صاحبنا مطية يقودها واحدا ليس من البعثيين الكبار بل من أذنابهم الصغار ونرى صاحبنا المسؤول الهمام يمنح هؤلاء المنافقين مستغلا صلاحياته كل ما يشتهون من عقارات ومراكز نفوذ وثروات طائلة على حساب الدم والوطن واستغلالا لغباء وسطحية وسخافة البعض من الذين نسميهم في هذا الزمان قادة أو مسؤولين وبرلمانيين كبار .

 

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here