قراءة في كتاب (بعث العراق) للأستاذ طالب الحسن (الحلقة- 2)

محمد قاسم الصالحي

لقد تطرقنا في الحلقة الأولى، الى المنطلقات التي بسببها إرتأينا الخوض في فصول كتاب (بعث العراق من البداية المريبة حتى النهاية الغريبة)، سواءاً المتعلقة بشخصية الكاتب أو مضامين الكتاب التي إنطوت على حقائق قد يعرفها البعض، ألا أن الكثير لا يعلمونها وخاصة تلك المتعلقة بنشوء البعث عموما، وبعث العراق على وجه الخصوص، ومنها المؤسس الحقيقي لبعث العراق، والإندكاك الطائفي الخفي للبعث، ولكن قبل هذا وذاك، نتطرق الى موقف الشاعر المبدع بدر شاكر السياب من البعث.

الشاعر الكبير السياب ما بين الإبداع الشعري والكبوات السياسية!.

أشرت في الحلقة السابقة الى أن أبرز من وقع في مصيدة البعث، معلنا العداء للزعيم عبد الكريم قاسم هو الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، ومن منطلق الموضوعية التي تقتضي تناول الآراء الأخرى في بعث العراق عموما وعفلق على وجه الخصوص، يتناول السيد طالب الحسن بالإيضاح والتفنيد، آراء العديد ممن وقعوا في فخ التمجيد بالبعث وتعظيم قادته، حيث يصف السيد المؤلف طالب الحسن، الكاتب الأردني ليث شبيلات في إصراره على (إسلام عفلق) بأنه “ملكيا أكثر من الملك”، في اشارة الى انه تقييم جاء من خارج قيادة البعث التي للكثير من أعضائها آراء سلبية تجاه مسيرة عفلق، ويعرج السيد المؤلف في هذا السياق على تقييم الشاعر المبالغ به لشخصية عفلق، حيث أضفى أوصاف عملاقة تم بها تتويجه بألقاب شتى على يد السياب ومنها يصف عفلق بـ (“الفيلسوف”) و (“الأديب”) و (“الشاعر الممتاز”)، ويسترسل السياب في إطلاق هذه النعوت الكبيرة عليه، رغم أن عفلق نفسه يتردد من تأكيد هذه النعوت لنفسه، إلا أن السياب يصر على أن المقابل كذلك.

وذلك ما يثير الدهشة لدى الكاتب والقارئ معاً، وفي ذلك يقول مؤلف كتاب بعث العراق، السيد طالب الحسن الذي يصف السياب بـ(“الشاعر المبدع”)…(“لا نعرف سببا لهذا الإصرار الذي يستولي على عقل السيّاب، ويخرجه من حدود الموضوعية والحياد، الذي لا يمكن تفسيره بغير التسرع الشديد والإندفاع العاطفي غير المبرر ومغالاة الشعراء”).

والغريب أن ذات الشاعر المبدع الذي بدأ حياته ماركسيا ثم إنقلب ليكون قوميا، كان يصف الزعيم عبد الكريم قاسم ومؤيديه بـ ( التتار) وقد أورد الكاتب في هذا الصدد في (الملحق 19)، قصيدة للسياب كتبها بتاريخ 8 شباط 1963 في مستشفى سان ماري بلندن، يعبر فيها عن فرحته بمقتل الزعيم عبد الكريم قاسم، نورد بعض من السطور التي جاء فيها :
يا للعراق أكاد ألمح عبر زاخرة البحار
فيه الوجوه الضاحكات تقول، قد هرب التتار
طلع النهار فلا غروب
يا (حفصة) إبتسمي، فثغرك زهرة بين السهوب
الجيش ثار ومات (قاسم)، أي بشرى للشفاء
وكدت من فرحي أقوم، أسير، أعدو دون داء!
(حفصة): فتاة قتلت في أحداث الموصل

نشأة البعث في العراق، فؤاد الركابي ليس مؤسساً!

تناولنا فيما سبق المنحدر الإخلاقي والسياسي الذي رافق مسيرة البعث العفلقي في بداياته بشكل عام على المستوى القومي، وكيف زيف تاريخ وشخوص التأسيس بشكل توّج به ميشيل عفلق مؤسسا، رغم أن زكي الأرسوزي هو المؤسس الحقيقي للبعث حيث النواة الأولى في الإسكندرونة في منتصف الثلاثينات، ومن ثم في إعادة التأسيس في دمشق عام 1940. وفي هذا الصدد يشير الكاتب الى أن الشكوك التي كانت تساور بعض البعثيين، في اليد الخفية التي ساهمت في تأسيس حزبهم، تحولت تدريجيا الى حقائق، حيث الحلفاء وهم يخططون لمرحلة ما بعد النازية وجدوا من المناسب لإستمرار مصالحهم خلق تشكيلات سياسية لركوب الموجة القومية، على سبيل المثال أن البعثي السابق حسن العلوي، الذي إنشق فيما بعد عن الحزب ليلتحق في صف المعارضة، يصف ميشيل عفلق، بالقول (” التلميذ الإستشراقي القادم من باريس ليجيّر حركة الإنبعاث القومي له شخصيا وينجح في ذلك نجاحات هائلة”). وهو ما تؤكده المصادر التاريخية من أن ميشيل عفلق كان قد استولى على فكر الارسوزي الذي إستمد منه آيديولوجيا الحزب، وتفاصيل العمل القومي المنظم، وبذلك يؤكد الكاتب السيد طالب الحسن، على أن بدايات البعث في العراق لم تكن تحمل نتوءات هجينة، إلا بعد دخول ميشيل عفلق على خط الحزب في منتصف الأربعينات، ومن ثم إستحواذه عليه بالكامل عام 1947.

كان ذلك على المستوى القومي، وفي سياق نشأة البعث على المستوى القطري في العراق، نتناول حقيقة أن فؤاد الركابي المنحدر في أصوله الأسرية الى مدينة الناصرية، لم يكن أول مسؤول للبعث في العراق، فإن المكوث الطويل نسبيا، له في موقع المسؤولية الحزبية كان قد أوجد تصورا خاطئا في أذهان الكثيرين، بأنه مؤسس النواة الأولى للبعث في العراق، أو المسؤول الأول لبعث العراق، وفي هذه الصدد تجدر الإشارة الى أن مدينة الأعظمية في بغداد كانت البؤرة الأولى والحاضنة التي نشأ وترعرع فيها بعث العراق ومنها شق طريقه الى أماكن أخرى، بل وفي الأعظمية أيضا عُقد مؤتمر الحزب القطري الأول لبعث العراق أواخر كانون الأول 1955 وتحديدا في دار (فخري ياسين قدوري) الذي كان قد تولى مسؤولية الحزب مسبقا بضعة أشهر (من تموز 1952 الى تشرين الثاني من العام نفسه).

في حقيقة الأمر يذكر السيد المؤلف طالب الحسن بأن طلبة زكي الأرسوزي، المؤسس الحقيقي لحزب البعث وتحديدا (فائز اسماعيل وسليمان العيسى) القادمان من سوريا الى العراق، كانا مساهمَين فاعلين في بدايات بعث العراق، وكان (فائز إسماعيل) هو المسؤول الأول لنواة تنظيم حزب البعث العربي في العراق عام في عام 1944، حيث إختار السكن في بغداد، مدينة الأعظمية، التحق فيما بعد إختبار أجرى له لتحديد مستواه الدراسي، وتم قبوله في الخامس الأدبي في ثانوية الأعظمية، ليتخذ اسماعيل من المجلة الحائطية في الثانوية منبرا للتبشير بأفكار (البعث العربي) الحل القادم من دمشق، وفي تلك الأثناء برز إسم (عبد الرحمن الضامن/ مواليد 1929 بغداد)، وتحديدا خلال فترة الحركة التبشيرية (1944- 1950) التي قام بها فائز إسماعيل. استلم الضامن مسؤولية التنظيم خلفاً لفائز اسماعيل بعد مغادرته العراق عائدا الى سوريا. وبذلك يكون (عبد الرحمن الضامن/ انتقل من الكرخ الى الأعظمية / محلة الشيخ/ رقم الدار 71/ 6 ) أول عراقي يتولى مسؤولية التنظيم في العراق. وبذلك وكما يشير السيد مؤلف الكتاب، إستنادا الى أحد الأطاريح الجامعية في قسم التوثيق الحزبي الى أن (تنظيم البعث إتخذ شكلا هرميا حيث كانت هناك منظمة في القمة مسؤولها عبد الرحمن الضامن وتضم أربعة رفاق هم ، فؤاد أحمد الركابي طالب في كلية الهندسة، فخري قدوري وطه علي الرشيد طالبان في كلية التجارة، أبو القاسم محمد كرو طالب تونسي في دار المعلمين العالية) وتعد هذه المنظمة أول قيادة فرقة في العراق تأسست 1950.

يشير الكاتب السيد الحسن، الى أن الدراسات التي تناولت تاريخ البعث في مرحلة التأسيس الى أن عبد الرحمن الضامن كان قد تخلى عن مسؤولية الحزب في أواخر عام 1950 لأسباب غير معروفة، ليتولى بعده مسؤولية الحزب بالكامل، الطالب التونسي (أبو القاسم محمد كرو)، وقد كان كروّ لاعبا ماهرا في لعبة (الدمينو والشطرنج) سخر موهبته هذه للرهان والإرتزاق على حساب الآخرين كلما زقزقت عصافير معدته، ويطعن الكثير من قيادات الحزب بما فيهم فائز اسماعيل في سلوكيات كروّ، الذي إنتهى مختلسا للإشتراكات المالية الحزبية لائذا بالفرار الى تونس، ويستنكر الكثيرون تولي كروّ لقيادة الحزب، ويعتبر تسلّله الى الموقع الأول مماثلا لوصول صدام الى ما وصل اليه، فصدام أيضاً كان يلقب بـ (السرسري) وهو وصف أطلقه عليه رشيد محسن مدير الأمن عام 1964عندما كان صدام مخبرا للسلطة وأحد العيون السرية لمكتب المدير العام للأمن للإخبار عما يجري في منطقة الكرخ. و(السرسري) مفردة شعبية تركية الأصل تعني (الفاسد وسيئ الخلق) فإن تسلط مثل هذه النماذج (كرو- صدام)، وغيرها من العوامل هي التي وكما يعتقد السيد المؤلف طالب الحسن، كانت قد أسهمت في رسوخ ظاهرة الهيمنة وتسلط الأشقياء والمنحرفين على المواقع المهمة والمسؤوليات في فروع بعث العراق، ولم يكن ذلك لولا الخلل الذي رافق الحزب منذ البدايات الأولى، وجذور النشأة التي تركت بصماتها على السلوك من البداية حتى السقوط، لذلك لم يكن مفاجئا أن تفوق أوهام العظمة فيما بعد لدى صدام مستوىً الأوهام التي غزت عقل هتلر، فإذا كان هتلر قد وصف نفسه بالقول: ” أنا مبعوث القدر وحامل رسالته الى الأمة الألمانية”، فإن صدام يقول : ” إحنا القدر فرض علينا أن نكون مسؤولين ليس عن العراق، وليس عن الأمة فقط، وأنما عن الإنسانية”. ولم يأتي القول مصادفة، حيث يعترف (سامي الجندي) أحد مؤسسي حزب البعث بأن الفكر النازي كان منهلا يستقي منه الكثير من أفكاره، وفي ذلك يقول (الجندي) في وصفه لنشأة البعث ” كنا عرقيين معجبين بالنازية نقرأ كتبها ومنابع فكرها، وكنا أول من فكر بترجمة كتاب (كفاحي/ لهتلر).

وبالعودة الى التسلسل القيادي للبعث في العراق، فبعد فرار كروّ الى تونس 1952، عهدت قيادة الحزب في سوريا مسؤولية البعث في قطر العراق، الى (فخري قدوري) الذي لم يستمر في موقعه سوى بضعة أشهر (تموز 1952 الى تشرين الثاني نفس العام) حتى خسر قدوري موقعه لصالح (فؤاد الركابي)، عندما أعيد تشكيل القيادة القطرية من جديد في بداية عام 1953 نتيجة الصراع بين قدوري والركابي الذي أصبح أمين سر القيادة القطرية للبعث في العراق بعد إزاحة فخري قدوري عنها. وقبل الخوض في في سيرة فؤاد الركابي، تجدر الأشارة الى أن شخصية فخري قدوري الهزيلة كانت قد تمثلت في مواقفه فيما بعد، ففي بدايات الشهر التاسع من عام 1964 وعندما كان البعث يتعرض الى حملة ضارية قادها الرئيس عبدالسلام عارف، إختار قدوري الوقوف على التل محتفظا بخيوط علاقة ضعيفة مع الحزب خشية خسارة وظيفته (رئيس ملاحظين)، وهو ما يعد تنصلا شفويا وتخليا عن رفاقه الذين تعرضوا للسجون على يد عارف، وهو موقف ليس جديدا على قيادات الحزب فقد أشرنا في الحلقة الأولى الى تخاذل ميشيل عفلق مسبقا المتمثل في التخلي عن الحزب في رسالة عفلق التي كتبها من السجن الى حسني الزعيم. فلا غرابة لأن يترك ما حدث من سلوك منحرف على الصعيد القومي صداه القوي على الصعيد القطري للبعث العفلقي يتأكد في التخاذل الذي أتسم به موقف رابع مسؤولي بعث العراق فخري ياسين قدوري.

ومما سبق، يتضح بأن فؤاد الركابي لم يكن المؤسس الأول للبعث في العراق، بل هو خامس من إستلم مسؤولية التنظيم البعثي في العراق، بعد فائز إسماعيل، عبد الرحمن الضامن، أبو القاسم كرو، فخري قدوري، إلا أن ما شكـّل الإنطباع الخاطئ في أذهان الكثيرين عن كونه المسؤول الأول، هو أنه تمتع بأطول فترة في المسؤولية مقارنة بمن سبقوه مجتمعين، عندما أصبح قائدا على مستوى القطر وهو في سن العشرين، وقائدا قوميا على مساحة الوطن العربي وهو في سن الثالثة والعشرين.

الكراهية والإندكاك الطائفي الخفي للبعث

يذكر السيد طالب الحسن الى أن الكراهية في نفوس البعثيين تمتد الى البدايات الأولى التي تلت عملية التأسيس فقد بلغ الكره بين القادة الثلاث (ميشيل عفلق، صلاح الدين البيطار، وأكرم الحوراني) حدّا لا يطاق، وأشرنا الى كيفية انتقال الكراهية من الصعيد القومي الى الصعيد القطري، حيث الصراع بين فخري قدوري و فؤاد الركابي الذي انتهى لصالح الأخير، أما مجزرة القصر الجمهوري 1979 (محمد عايش- عدنان حسين) التي أشرنا لها في الحلقة الأولى وما إرتكبه صدام بحق رفاقه، فهو دليل واضح وجلي. بل يستشهد مؤلف الكتاب بقول للكاتب البعثي السابق حسن العلوي : (” ومازلت أكرر أن البعثي لايحب البعثي، وأن أحدا لا يثق بأحد في الجهاز الحزبي”). دون أدنى شك بأن حركة سياسية تستمد آيدولوجيتها من الفكر النازي كما يذكر القيادي البعثي سامي الجندي فيما سلف، لابد لها أن تكون مستنقع للنزعة الفردية والكراهية. وهذا ماكان عليه البعث وإنتهى إليه.

أما الإندكاك الطائفي الخفي للبعث في العراق، فهو ما يستهجنه ويمقته مؤلف الكتاب السيد طالب الحسن، بل ويحذر من الطائفية كما ورد عنه بالقول (” أنني أنبذ التعصب الطائفي الى حد المقت وبالأخص في دائرة الإسلام، ومن أي فريق يصدر هذا التعصب المنبوذ، لأنه يشكل معول الهدم في صرح الأخوة، لذلك لا يجد مني دعاة القومية أي إحترام في تبنيهم للمشروع الطائفي سرا وعلانية”).

ويأتي قول الكاتب تعقيبا على سلوك محمود الدرة القومي المعروف بتعصبه المذهبي، والذي كان يناصب فؤاد الركابي العداء لأنه ينحدر من أهل الناصرية، المدينة التي يطغى عليها الولاء لأهل البيت، ولكن سرعان ما جرى تحول سريع على سلوك الدرة المناوئ لفؤاد، بل وخفّت لهجته القاسية ضده، وذلك بعدما علم (“أن فؤاد الركابي ليس شيعيا في جذوره المذهبية”).. وأن والد عبد الله الركابي ( رفيق له في الحزب وإبن خاله)، كان مؤذنا في جامع فالح باشا السعدون وهو أكبر جوامع أهل السنة في الناصرية، إن لم يكن الوحيد آنذاك!.

وبخصوص الطائفية الخفية لبعث العراق، يشير حنا بطاطو، في كتابه الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية في الصفحة 459 و284 الى أن نسبة الشيعة في انقلاب 8 شباط عام 1963 كانت تشكل 62% من مجموع أعضاء قيادة قطر العراق، ولكنها تراجعت الى 6% فقط في إنقلاب البعث عام 1968.

لذلك يؤكد السيد المؤلف طالب الحسن، على الاسباب الطائفية الكامنة خلف كبح مسيرة راجلة انطلقت عام 1977 من النجف الى كربلاء، في ذكرى أربعينة الإمام الحسين عليه السلام، فتعاملت معها أجهزة البعث الأمنية بالحديد والنار، وألقت القبض على مئات المشاركين، وتشكلت محكمة خاصة بأمر الرئيس البكر الذي وقّع قرار التشكيل وعزل فيما بعد رئيس المحكمة وآخرين لعدم تبنيهم أحكام مسبقة تقضي بإعدام الجميع.

وما يؤكد على طائفية البعث، ما جاء في كتاب الزلزال/ الفريق الركن نجيب الصالحي، في أشارته الى أن ، “بعد عام 1968 بدأ القبول في الكليات العسكرية حسب ترشيح حزب البعث من كل أنحاء العراق، ألا أن بعد فشل حركة ناظم كزار (المحسوب على الشيعة) عام 1973، ألغيت على إثرها تلك الضوابط وحلت محلها ضوابط سرية تعتمد التمييز الطائفي والمناطقي أساساً في القبول، أما كلية الأمن القومي التي شكلت بإشراف جهاز المخابرات منتصف السبعينات، فكان القبول فيها يتم إنتقاءً من أقضية ونواحي وقرى محددة”.

وقد طفحت الأنفاس الطائفية في بعث العراق الى العلن بعد 2003 ، ففي صحيفة (الأخبار) البيروتية/ مؤسسها جوزيف سماحة، نشرت الصحيفة في العدد ١٦١١ الثلاثاء ١٧ كانون الثاني ٢٠١٢، وبعنوان («ويكيليكس» البعث العراقي: سُنّة الدوري وشيعة الكرافي)، وتشير فيه الصحيفة الى استهجان الكرافي لبيان صدر عن اجتماعا تنظيميا مصغرا لعدد محدود من أعضاء “قيادة قطر العراق” / جناح عزة الدوري يدعو فيه الى . ( “تشكيل قيادة أصلية من الرفاق “السُنة” فقط، وقيادة احتياط من الرفاق “الشيعة” فقط”).

أخيرا وليس آخرا، أن في تاريخ فؤاد الركابي محطات مهمة تطرق لها الأستاذ طالب الحسن مؤلف الكتاب، إحدى الروايات تشير الى أن أمين سر قطر العراق فؤاد الركابي آنذاك هو من رشّح صدام ليكون عضوا في البعث تكريما له لمشاركته في جريمة محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم ولم يخطر ببال الركابي بأن هذا الشاب الدموي (صدام) سيحكم بعد أقل من عقد من الزمن العراق، وأن (فؤاد الركابي) نفسه سيكون من أبرز ضحايا صدام، هذا وأسئلة أخرى، منها كيف إنتشر البعث في المدن العراقية ومنها الناصرية والرمادي والنجف وكربلاء، بل كيف تسلل الى الأهوار في جنوب العراق، هذه الأسئلة وغيرها، سنحاول الإجابة عليها في (الحلقة الثالثة) بإذن الله.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here