العراق ينتظر تحرّكاً سوريّاً متزامناً لإغلاق حدوده بوجه داعش

بغداد/ وائل نعمة

قبل شهر من تحرير الموصل، حين كانت القوات المشتركة تقاتل في المدينة القديمة، طرأ تغير جعل الحشد الشعبي يتخلى عن فكرته بالمضي في تحرير الحدود حتى غرب الانبار.
في ذلك الوقت تسربت معلومات عن خلاف جرى بين الحكومة والحشد، ما دعا المراقبين لترجيح كفة الجيش لإكمال مهمة السيطرة على الحدود، لكن ذلك لم يحدث ايضاَ.

واليوم تنشغل القطعات العسكرية، بالتحضير لعمليات مابعد تحرير الموصل، وهو أمر يعتقد بانه لن يسمح لها بالذهاب الى الحدود.
ويحتاج الشريط الحدودي الطويل مع سوريا الى أعداد كبيرة من القوات والآليات، بحسب مسؤولين.
الحشد ايضاً من جهته منشغل بصد الهجمات المتكررة التي يشنها داعش على نقاط تمركزت على الشريط الحدودي غرب الموصل. كما يتحدث عن “مصاعب فنية” و”الخشية من خسارة مناطق محررة”، أدت كلها الى عرقلة خطته السابقة بالمضي في فرض سيطرته على الحدود.
وتسيطر الآن قوات متعددة على الحدود العراقية- السورية من بينها حرس الحدود، الحشد الشعبي والبيشمركة.
ويمسك الحشد بمسافة تقل عن ربع مساحة الشريط الحدودي الفاصل بين نينوى وسوريا، الذي يمتد على مسافة 180 كم. ويرتبط العراق وسوريا بحدود يبلغ طولها 650 كم، ويسيطر العراق على 120 كم منها ضمن الحدود الادارية لنينوى، ونحو 70 كم مع محافظة الانبار.

التنسيق مع سوريا
ويعتقد النائب محمد الكربولي، عضو لجنة الامن والدفاع، ان التأخر في استعادة الحدود العراقية مع سوريا، يعود الى وجود مناطق غير محررة.
وماتزال “داعش” تسيطر على (القائم، راوة، وعانة) منذ صيف 2014. فيما يقول الكربولي، في تصريح لـ(المدى) امس، “لاأحد يعلم بالتحديد متى ستحرر تلك المناطق”.
وكانت معطيات أشرت مؤخرا سعيا حكوميا لتحرير “تلعفر” ثم الحويجة والشرقاط، قبل استعادة مناطق غرب الانبار.
لكن الكربولي يقول “ليس من الضرورة ان تكون تلك الانباء حقيقية” كاشفا عن “اجتماعات بين قيادة عمليات الجزيرة والبادية مع شيوخ العشائر”، ويؤكد ان “جميع القوات مستنفرة، وقد نشهد اكثر من معركة في آن واحد”.
ويرجح النائب عن الانبار ان “تقدم القوات العراقية باتجاه الحدود يحتاج الى تحرك الجانب السوري الى هناك ايضاً نظرا لوجود داعش على الطرفين”.
ويضيف الكربولي بالقول “في حصيبة التي تحادد سوريا بغرب الانبار، نحتاج الى منطقة حرام بين الجانبين تمتد لمسافة 10 كم لتأمين قواتنا”.
وفي حزيران الماضي وصلت قوات من حرس الحدود لاول مرة منذ عامين الى منفذ الوليد الحدودي غرب الانبار. وفي ذلك الوقت أعلن قائد قوات حرس الحدود الفريق الركن حامد عبدالله عن استعادة اكثر من 60 كم من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وقال عبدالله ان “قوات حرس حدود المنطقة الثانية ولواء المغاوير ولواءي 15 و 4 وقوات الحشد العشائري، تمكنت من استعادة الشريط الحدودي بين العراق وسوريا انطلاقا من مخفر الركبان بمسافة 60 كم باتجاه مدينة القائم”.
وازدادت في الآونة الاخيرة أهمية الحدود مع سوريا، لاسيما مع سيطرة الحشد على جزء من الشريط الحدودي في غرب نينوى، وإعلانه العزم على مواصلة تقدمه لتطهير جميع الشريط الحدودي حتى قضاء القائم.
وتتحدث تسريبات عن مشاركة محدودة لعدد من الفصائل في السيطرة على معبر الوليد منها كتائب حزب الله. وتحدثت التسريبات عن عبور بعض الفصائل و التحاقها مع فصائل عراقية تقاتل على الجانب السوري.
وتشهد منطقة التنف تنافساً محموماً بين النظام السوري وحلفائه، والقوات الاميركية وحلفائها للسيطرة على الشريط الحدودي المحاذي للجانب العراقي.
ومؤخرا، تمركزت قوات أميركية بالاضافة الى قوات دنماركية، واسترالية وحلفاء محليين من كرد سوريا قرب معبر التنف المقابل الى معبر الوليد.
ويقول محمد نوري العبدربه، النائب عن نينوى، ان “تحرير ومسك الحدود يحتاج الى آلاف الآليات واعداد كبيرة من المقاتلين، وهو امر لايمكن تحقيقه الآن”.
ويضيف نوري، في تصريح لـ(المدى) امس، ان “القطعات العسكرية في تحرك مستمر، وهي مشغولة في تحضيرات لحملات عسكرية جديدة”.
ويتابع النائب عن نينوى بالقول ان “البيشمركة تسيطر على منفذ ربيعة، وتقابلها قوات كردية سورية، وهي تمد سيطرتها بشكل افقي”.

ممنوع عبور الحدود
بالمقابل يمسك “الحشد” أجزاءً من الشريط الحدودي المقابل لقضاء البعاج، الذي تحرر في حزيران الماضي.
وكان زعيم منظمة بدر، هادي العامري أعلن، بعد تحرير البعاج، بان قوات الحشد ستستمر في عملية تطهير الحدود مرورا بقضاء القائم وحتى منفذ الوليد، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ويرجح النائب العبدربه ان “يكون رئيس الوزراء قد منع الحشد الشعبي او اي جهة اخرى بالاستمرار بمعركة الحدود، خوفاً من سعي بعض الجهات من عبور الحدود باتجاه سوريا، وهو ما قد يحرج العراق”.
وطالب فصيل “أنصار المرجعية”، المنضوي ضمن الحشد الشعبي مطلع تموز الفائت، من بغداد السماح لها بتجاوز الحدود مع سوريا.
وقال الفصيل، المقرب من مرجعية النجف، في بيان له، إنه “بعد وصولنا إلى الحدود السورية، نواجه هجمة شرسة من خلف الحدود ومن عدة جبهات، لذلك نطلب من القائد العام للقوات المسلحة، الموافقة على دخول الأراضي السورية بعمق 30 كم”.
وكان العبادي قد أكد، في حزيران الماضي، عدم السماح لأي أحد بتجاوز الحدود العراقية السورية، مشددا على عدم رغبة العراق بالدخول في نزاع داخل سوريا.
بدوره يقول هاشم الموسوي، القيادي في الحشد الشعبي، ان “أمورا فنية تؤخر الحشد من الاستمرار بتطهير الحدود مع سوريا حتى منفذ الوليد”.
ويؤكد الموسوي، المتحدث باسم حركة النجاء في اتصال مع (المدى)، “نأخذ بعض الوقت بعد تحرير كل منطقة على الحدود لتأمينها، ولايكفي ان نضع أبراجا للمراقبة فقط”. ويضيف “نحتاج إلى كاميرات وطائرات مسيرة، لمراقبة حركة المسلحين باتجاه الحدود، وهي غير متوفرة لدينا الآن “.
وقتلت قوات اللواء الأول في الحشد الشعبي، امس الاول، عشرة عناصر من داعش، واحرقت ست سيارات تابعة لهم بصد تعرض على الحدود السورية العراقية.
ويقول القيادي في الحشد “هناك ثغرات، ونتعرض لهجمات بين حين وآخر، ولانريد ان نخسر مناطق تم تحريرها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here