(إلى سياسيي العراق … ما عاد هناك تحمل ! ، اتركونا يرحمكم الله)

فلاح الخالدي

…………………………………………..

العراق ومنذ دخول الاحتلال وقع فريسة المؤامرات الخارجية والداخلية ، فأصبح ساحة لتصفية الحسابات بأرضه وبدماء شعبه ،والسبب هو سياسيوه ،ومن تربع على كرسي الحكم من الأحزاب التي استلمت السلطة بعد سقوط النظام السابق .

والمتابع للأحداث وفي جميع الحكومات المتعاقبة على حكمه وبخاصة منذ استلام مجلس الحكم إلى يومنا هذا ، يرى شيئا عجبا عندما ينشب خلاف بين أهله يراهم يهرعون إلى دول الجوار أو إلى الدول الكبرى؛ ليشكوا المشاكل إلى تلك الدول , واللطيف في الأمر مرادهم من تلك الدول أن تحل مشاكلهم ويبحثون الحلول معهم ؟؟؟!!! .

ولو دققنا في أمورنا ومشاكلنا نجد أن البلاء كله يأتي من تلك الدول ومن سياساتها تجاه العراق وشعبه ، حيث نراهم يتآمرون مع جهة دون أخرى ويقدمون لها الدعم، بل وصل الأمر بهم إلى أن يشتروا المناصب في مجلس النواب بآلاف الدولارات :ليكون لهم قدم في أي حكومة تأتي . ولو رجعنا للوراء قليل لو جدنا أن الذي يتبع تلك الدول يعمل لصالحها ويصرح بما تريده ويخدم مصالحها , ونسوا وتناسوا أن هناك دولة وشعبا اسمه العراق ، يبحث عن استقراره وعيون أهله شاخصة إلى من انتخبتهم، ووضعت الثقة بهم أن ينتشلوهم من ضنك العيش ، والحرمان ،ونقص في ابسط مقومات الحياة .

وبسبب الإهمال والتهميش والإقصاء تولدت العصابات المسلحة ، وأصبح منفذا لهم ليطرحوا أفكارهم وإجرامهم فتتقبل الناس منهم وتساندهم؛ ضناً منهم أنهم يعملون لخلاصهم ، أمثال القاعدة من قبل، وداعش اليوم ، وسيبقى وستبقى المعانات والإرهاب متربعا على صدر العراق ما دام أهله يبحثون الحل خارج بيته ومحيطه بعيدين عن أهله .

ومن هنا ننصح كل السياسيين وبالخصوص من استلم زمام الأمور بعد الاحتلال إلى يومنا هذا ، توجهوا إلى شعبكم ،ابحثوا مشاكلكم بين أهلكم، فليتنازل الكل للآخر رحمة وتقديرا لمعاناة الشعب المسكين ،الذي رأى الويلات بسبب تناحركم ، لا تنتظروا الحلول من الخارج ؛ لأَّنَّ كل دول توجهكم وتنصحكم بما يخدم مصلحتها ومصلحة شعبها . ولماذا لم نسمع أن تلك الدول قد أتت إلى أرضكم لتبحث مشاكلها معكم ؟ والسبب بسيط لأنها تعتقد أنها دول لها خصائصها وقرارها ، لماذا لا تصبحون مثلهم وتجمعون شعبكم وتسمعوا لحكمائكم عندما ينصحونكم ولا تتزمتون برأيكم ؟. اتركوا دول الجوار ، اتركوا الدول الكبرى اعقدوا الندوات الصادقة قولا وفعلا ، تصالحوا مع أنفسكم أولا ، وتصالحوا مع شعبكم ، واعلموا أن شعب العراق شعب طيب بسهوله ينسى ويتغاضى عن حقه ،فليكون القرار العراقي بحت لا تتدخل أي دولة بيننا أمورنا في ما بيننا . فلنتصور أننا في بيت وعائلة واحدة ونشب صراع في ما بيننا ،فهل نذهب للجيران ليتدخلوا بيننا أو يحلوا مشاكلنا ، فضلا عن كون الجار طامعا يبحث عن مصلحته ؟!هل تتوقعون أنكم تجدون الحل عنده؟! .

وختاما نقول للسياسيين الموجودين : تجردوا قليلا من الكبرياء ونذكركم بأنكم حكمتم العراق (13) سنة وفشلتم ، وليس عيبا أن تعترفوا إن كنتم مخطئين. جزاكم الله خير الجزاء افسحوا المجال لغيركم ، وإن كنتم متوهمين فيوجد غيركم من الشباب الواعي الذي لديه الحماس بأن يخدم وطنه .اذهبوا عنا ، اتركونا ، نقسم عليكم بمن تعبدون وتحبون وتقدسون أن تتركوننا فما عاد لنا صبر وتحمل اتركونا غفر الله لكم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here