اثيل النجيفي يستعيد ذكريات سقوط الموصل


نشر محافظ نينوى السابق، اثيل النجيفي، الجمعة، تفاصيل مراسلاته مع وزير الداخلية الاسبق وكالة، عدنان الاسدي، بشأن هجوم عناصر تنظيم داعش على الموصل، وكيفية سقوط المدينة بعد عدم تمكن قطاعات الجيش من صد الارهابيين.

وقال النجيفي، في تدوينة له على صفحته الشخصية عبر فيسبوك، اليوم (11 آب 2017)، “كنت قد نشرت سابقا مراسلاتي مع وزير الداخلية الاسبق وكالة عدنان الاسدي وأعيدها اليوم للتذكرة مع إيضاح التفاصيل”.

ففي يوم 6 حزيران، اتصلت به وأبلغته بدخول الإرهابيين الى منطقة مشيرفة و17 تموز .. فتفاجأ وقال بانه اتصل قبل دقائق بالغراوي وسمع منه بان كل الامور جيدة .



اتصلت به مرة اخرى فأخبرني بان اللواء مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى أكد له بان التعرض بسيط وانه خلال ساعات سيقضي عليه واتفقت معه بانه اذا فشل الغراوي خلال ساعات كما يقول بحسم الموقف فإنني اطلب دخول البيشمركة للمساعدة .

اتصلت بقيادات البيشمركة وقالوا لدينا لواء جاهز في منطقة الشلالات لكننا نحتاج للتنسيق مع قيادة العمليات قبل دخولنا .

وفِي مساء نفس اليوم 6 حزيران، أرسلت لوزير الداخلية اطلب منه ان يتواصل قائد العمليات مع منسق الاقليم لوجود معلومات حول تعزيز الإرهابيين لقواتهم في الجزيرة .

اخبرني الاسدي بان موافقة العمليات المشتركة لم تحصل لدخول البيشمركة مبررا ذلك بانها مسؤوليتهم .

أخبرته بأننا في هذه الحالة سنحتاج الى قوات إضافية لان وضع قيادة العمليات قلق.

اخبرني الاسدي بان كل من عبود كنبر وعلي غيدان في طريقهم الى الموصل وأنهم حركوا قوات مدرعة من مناطق قريبة .

أخبرت الاسدي بان الإرهابيين اسقطوا مقر سرية للشرطة الاتحادية في حي الرسالة واحرقوا المقر وهذه منطقة جديدة يتقدمون اليها ووعد بنقل ذلك الى مكتب القائد العام ووعد ايضا بان هناك قوة اخرى ستنقل الى الموصل .

أخبرته بتفجير جسر الكوير وقطع الطريق الى كركوك كما لم تصل الموصل اي قوة من التي وعدوا بها.

في يوم 7 حزيران

أرسل الاسدي يسألني عن صحة المعلومات التي وردتهم من العسكر بان الوضع مسيطر عليه بعد توجيه ضربة جوية

فأجبته بان الإرهابيين قاموا بعمل متاريس داخل المدينة والجيش متهيئ للهجوم ولكنهم لايقبلون اطلاعنا على خططهم . ولكن داعش تستغل القصف الذي يحصل على المدنيين لكسبهم لصالحهم ويسوقون انفسهم بانهم يهتمون لحياة المدنيين اكثر من الجيش وهذه معضلة كبيرة ستجعلنا نخسر تعاطف الأهالي معنا . ووعد بنقل ذلك للعمليات المشتركة .

أعلمته بأنني سالتقي بقيادة العمليات وسأتحدث معهم عن اهمية كسب المدنيين وحماية ارواحهم في هذه المعركة . ووافقني على ذلك وأكد انها مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية .

أخبرته بعد لقائي مع كنبر وغيدان بانهم لايهتمون لحديثنا بحماية ارواح المدنيين ويتحدثون عن الموصل وكأنها ((ارض محروقة)).

واتصلت في وقت متاخر من يوم 7 حزيران، مع فاروق الاعرجي مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة وأبلغته بحاجتنا الى قوات إضافية والا فان وضع الموصل مهدد … وابلغ المالكي بذلك الا ان المالكي اجابه بان هناك في الموصل قادة عسكريون يستطيعون تقدير الموقف العسكري افضل من المحافظ .

في يوم 8 حزيران، التقيت في اربيل بمبعوث الرئيس الاميركي ( بريت مكغورك ) وطلبت منه اي تدخل عاجل لمنع سقوط المدينة سواء مباشر من الأميركان او عن طريق إقناع المالكي بتغيير أسلوبه وتعامله مع الأزمة . وأكد لي مكغورك بانه يثق بسياسة المالكي وأسلوبه في ادارة هذه الأزمة وعدت الى الموصل عصر 8 من حزيران، وانا يائس تماما .

في يوم 9 حزيران عصرا .. اتصلت مع عدنان الاسدي مرة اخرى وأبلغته بان داعش اقتحمت خط الصد في باب سنجار وقيادة العمليات كأنها لا تعرف او غير مهتمة .. وأخبرني الاسدي بان العمليات المشتركة على علم بالموضوع وأنهم يقومون بالمعالجة ((ولم تكن هناك أية معالجة)).

وأخبرته كذلك ان الشرطة الاتحادية انسحبت من مواقعها بعد ظهر يوم 9 حزيران، دون التنسيق مع الشرطة المحلية وان عناصر من داعش اقتحموا خطوط الفوج الاول من الشرطة الاتحادية دون مقاومة. وطلبت منه التاكيد على عبود كنبر لانه يبدو لي انه المعلومات التي تصله كلها مزيفة وهو يصدق بها ولا يصدق بما نقوله نحن .

في الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم 9 حزيران، انهارت جميع القطعات الامنية في الساحل الأيمن بما فيها قيادة العمليات وفقدت السيطرة على قطعاتها . وانتقلت انا الساعة ١١:٠٠ مساء الى الجانب الأيسر في مفتشية شرطة نينوى وهناك تلقيت اتصال من الاسدي يطلب مني مساعدة البيشمركة لمنع انهيار الجانب الأيمن .

وأخبرته بانهم مستعدون في حالة وجود طلب من بغداد كما أخبرته بان كنبر وحسب لقائي الأخير معه قال بأنني لا أستطيع الاتصال بالإقليم بدون امر مباشر من المالكي .

وبينما كنا في اتصالات حول اصرار الكرد ان يكون الاتصال من المالكي والمالكي يرفض ذلك ويقول ليكون الاتصال مع البارزاني عن طريق احد مساعدي المالكي وليس هو … في تلك الأثناء أرسلت للاسدي رسالتي الاخيرة وأخبرته بان الجيش فر من الساحل الأيسر ايضا وأنتم لا تعلمون .

وبعد رسالتي الاخيرة مع الاسدي انقطعت كل الامال بالقوات المتواجدة في الموصل تحدثت هاتفيا بفاروق الاعرجي وأخرجت من جعبتي اقسى ماتسمح به اخلاقي من كلام بحق عبود كنبر وعلي غيدان والغراوي ومن كان معهم من القادة .. وغادرت موقعي الذي انتشر خبر وجودي فيه الى أكاديمية الشرطة ثم ما لبثت الهاونات تتساقط على أكاديمية الشرطة فغادرتها صباح 10 حزيران باتجاه الحمدانية .

وفيما يلي مجموعة صور للرسائل المتبادلة مع عدنان الاسدي .. وجانب من أفادة فاروق الاعرجي امام اللجنة التحقيقية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here