البطريرك لويس ساكو: بطريرك كنيسة مسيحية كلدانية. أم فارسية شيعية؟

ما من أدنى شك أن المسيحيين السريان {الآراميون} عاشوا جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين بكل أقسامهم ومذاهبهم. ومعروف أن الكلدان والآشوريين الحاليين ليسوا سكان العراق القدماء بل من المسبيين الإسرائيليين الذين سباهم العراقيين القدماء. وهذا الأمر يؤكده ويفتخر به آباء الكنيستين ومنهم البطريرك لويس ساكو نفسه. وبعد اعتناقهم المسيحية في القرون الأولى خضعوا لكنيسة أنطاكية السريانية. ولأنهم من بني إسرائيل فقد بقيت عندهم النظرة القومية العبرية قوية وكانوا ميالين دائما للانفصال. فتحالفوا مع الدولة الفارسية ضد آبائهم السريان ليقيموا لهم كنيسة وطنية في بلاد فارس. وقاموا بمجازر ينأ لها جبين الإنسانية. حيث ذبحوا سنة 484-496م وبمساندة الفرس 7800 سرياني بينهم جاثليق والمطران برسهدي وتسعون كاهناً واثنا عشر راهباً. وانفصلوا عن أنطاكية السريانية سنة 497م وأقاموا كنيستهم في عاصمة الفرس الذين كانوا أصلاً متعاطفين معهم كيهود قبل أن يعتنقوا المسيحية. وهذا ثابت في التاريخ إذ سمح الفرس بعودة بعض المسبيين وترميم الهيكل في أورشليم.

بعدها أسسوا كنيستهم في المدائن عاصمة الفرس التي سماها الفرس بابل تيمناً بانتصارهم على بابل القديمة. وسميت كنيستهم في التاريخ بالكنيسة الفارسية {ساكو. خلاصة. ص 4. دلي. المؤسسة البطريركية. ص 5. وأنظر أدي شير. تاريخ كلدو وأثور. ج 2 ص 3 من المقدمة. ألبير أبونا. تاريخ الكنيسة ج 1 ص 57. وأدب اللغة الآرامية. ص 213. وأنظر المطران باواي سورو. كنيسة المشرق. ص 21}. وعاشت في عزلة تامة حتى أن تسميتها بكنيسة فارس طغت عليها في بعض العهود. وأساقفتهم يسمونهم أساقفة الفرس. وكثير من آبائهم كتب بالفارسية أو البهلوية وكانوا معتادين عليها {يوسف حبي. كنيسة المشرق الأثورية– الكلدانية. ص 196. مجامع كنيسة المشرق ص 283. 477. 538. 575}. بل أنهم يُسمُّونها الكنيسة الفارسية الوطنية {ألبير أبونا تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية. ج 1 ص 134}. وسمَّوا شعبهم الفارسي {الأسقف النسطوري عمانؤيل يوسف. آشوريين أم كلدان؟ ص131}. ويقول العلامة عبديشوع الصوباوي: إن مار أدي الذي تعتبره كنيسة المشرق رسولها ومبشرها الرئيس أنه رسول بلاد فارس {الصوباوي. طبعة ماي. ص 317. سرياني}. وكثير من قديسيهم وآبائهم لقبهم الفارسي. كافراهاط وماني وهرمز وأيوب وحنانيا وبولس وغيرهم{. وكتاب شهداء المشرق وهو من المهمة اسمه شهداء بلاد فارس. وسمَّوا مدارسهم السريانية كالرها ونصيبين بمدرسة الفرس” الديادسكاليون المسيحي للفرس” {حبي. كنيسة المشرق. تاريخ. عقائد. ص 281. وأدي شير. مدرسة نصيبين ص 6}. وألف مطران حْدَيْثة قرب الموصل يشوع ددناح +853 كتاب اسمه الديورة في مملكتي العرب والفرس. وكثير من أديرتهم بالاسم الفارسي. ولا يزال كُتَّاب الكنيسة النسطورية يُسمُّون أهم دير نسطوري في العراق بدير الربَّان هرمز الفارسي }المطران إيليا أبونا. تاريخ بطاركة البيت الأبوي. ص 23{.

وبقيت هذه الكنيسة إلى العصر الحديث تُسمَّى الكنيسة الفارسية أو الساسانية أو الإيرانية. وألَّفَ الفرنسي ج. لابورت كتاباً مهماً سنة 1904م بالفرنسية سمَّاه المسيحية في الإمبراطورية الفارسية في عهد سلالة الساسانيين. وهكذا يُسمِّيها الكاردينال أوجين تيسران رئيس المجمع الشرقي {خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية. ص10}. وفي الكتاب الذي ألَّفهُ المبشر ويكرام وأهداه إلى البطريرك النسطوري بنامين سنة 1909م. سَمَّاها كنيسة الإمبراطورية الساسانية الفارسية/ انكليزي. وهكذا سَمَّاها Aubrey r. vine مؤلف كتاب لمحة تاريخية موجزة عن الكنيسة النسطورية في آسيا من الانشقاق الفارسي إلى الآشورية الحديثة/ انكليزي وصادق عليه بطريرك كنيسة المشرق النسطورية إيشاي داؤد سنة 1938م. وسَمَّاها آخرون بالكنيسة الإيرانية {جي ب. اسموسن أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة كوبنهاكن. فاتحة انتشار المسيحية في إمبراطورية الإيرانيين. 100-637م. ستوكهولم. 1998م}.

ومنذ أن اخترعت روما اسم الكلدان للسريان الشرقيين النساطرة الذين أصبحوا كاثوليك واخترع الانكليز اسم الآشوريين للذين بقوا نساطرة بدأت النظرة القومية العبرية تعود للسطح فاخترع المطران ادي شير عبارة كلدو – أثور سنة 1912م. ومن يومها بدأ الآشوريين بالعمل السياسي والتحالف مع أية جهة لتحقيق حلمهم وخاصة الانكليز. تاركين كل الأمور الدينية جانباً بمن فيهم رجال الدين. وشعارهم إننا ولدنا آشوريين قبل أن نولد مسيحيين. وأحد شعارات كهنتهم الحالي هو ليتهم ينادونا باسمنا القومي لا الديني. أمَّا الكلدان فكانوا هادئين سياسياً نوعاً ما قياساً بالآشوريين. وبعد سنة 2003م. بدأ الكلدان يتجهون للسياسة أكثر على غرار الآشوريين. ومعروف أن المسيحية تفصل بين الدين والسياسة. وان رجال الدين المسيحيين في العراق كانوا يقفون على مسافة واحدة ممن قضايا إخوانهم في الوطن من المسلمين ومشاكلهم. ولكن لا مانع من تدخل رجال الدين المسيحيين بأمور بسيطة. ومنذ وصول البطريرك ساكو للسلطة الدينية تحول إلى رجل سياسية ما فتئ أن يصرح في كل صغيرة وكبيرة مع أنه لم يستطع أن يؤثر في عدم تغير مدير ناحية القوش رغم سعيه الحثيث متحالفاً ومكوناً صداقات مع المسلمين مع طرف على حساب الآخر. لعله يقيم دولة كلدو – آشور الفارسية. آخرها ظهور السيد عمار الحكيم من على منبر البطريركية الكلدانية للتصريح بأمور سياسية بحتة.

فهل يعيد التاريخ نفسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الشماس بهنام السرياني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here