لكي تخون عليك أن تنتمي أولا

امجد العسكري

تتباين اراء الشعب العراقي بصورة موازية للاحداث التي تدور داخل الساحة السياسية، فبين مؤيد لنفصال الاقليم ومعارض، تجد الافكار العنصرية والتنظير الخاطئ، تزيح بعض الرؤى الدخيلة على الوطنية اللثام عن جوهر الفرد العراقي بأعتقاد ان انفصال اقليم الكردي سيخفف من كاهل الموازنة ربما، او قد يتيح فرصة اكثر للتشغيل الايدي العاملة بعد طرد موظفي القومية الكردية، متناسين بذلك ارض العراق والوحدة التي عمل على ابقائها اناس قدموا دماء نحورهم لاجلها.

يقع الشعب بين الحين والاخر اسير لافكار بلورة بصورة فرعونية، داعية الشعب الى عبادة العنصرية والانتماء الطائفي والديني، وكأن الوطنية هي اخر همومهم، فتنطلق أيادي خفية تعتاش على الحروب الاهلية والطائفية، فالخلافات والتناحرات بين الطيف العراقي، يعتبر وجبة دسمة لهؤلاء المطبلين للتفكيك وحدة الصف العراقي.

لطالما قاتل العرب والكرد في خندق واحد لتحرير اراضيهم من الاحتلال العثماني والانكليزي والسلطات الدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق، فأمتزجت دمائهم على تراب لم يميز قدم الكردي عن العربي، مترحمة على ارواح ابنائه الوطنيين، حيث توحد هدفهم وانسجمت افكارهم فكانوا يدا ضاربة على الايادي المغتصبة لارضهم وحقوقهم.

هناك دائما مرة اولى لكل شيء، بعد نجاح المعارضة الكردية ابان حكم الصدامي، عادت لتعيد الكرة مرة اخرى، ولكن بنظرة اوسع، وتطلعات اكبر، وشخوص سياسية كردية، انتهزت الوضع الامني والسياسي المرهق داخل العراق، مطالبة بالاستقلال ومعلنة عن استفتاء اعلان دولة كردية، مقسمة الاراضي العراقية، تحت رعاية اسرائيلة وان يكن الاخير لم يعترف به كدولة الى الان.

ان وحدة الاراضي العراقية، امر مرهون على عاتق العراقين ككل بلا استثناءات، فالمطامع الفردية، والمصالح الشخصية، لاهم لها سوى تصدر الصفحة الاولى من المجالات الاخبار المحلية والعالمية، لكل فعل رد فعل، كما يقال عند علماء الفيزياء، حيث وقفت المرجعية الدينية وبعض ابناء الوطن السياسيين، موقف الضد من هذا المشروع الماسوني، وفتحت باب الحوار، لحل التأزم السياسي والخروج بالوحدة الوطنية الى بر الامان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here