بعد انتهاء مرحلة داعش.. هذه مواقع امريكا الاستيطانية في الأنبار

شوهد الموقع الأحدث للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في معركتها ضد تنظيم داعش، في بقعة بزاوية متربة غربي العراق بالقرب من الحدود السورية. وهنا، يعمل مئات من مشاة البحرية الامريكية بالقرب من جبهة القتال، وهو عامل أساسي في سلسلة الانتصارات الاخيرة، بحسب بيانات وتصريحات المسؤولين الامريكان.

وكان الامريكيون، قد وجهوا القوات العراقية الى انتصارهم الأخير في مدينة القائم ثم رواة. الآن تبدو مهمة المارينز صعبة بنفس القدر المماثل في تطهير مناطق العراق من المتطرفين من آخر معاقلهم التي كان لها امتداد كبير من شمال الصحراء الفارغ لنهر الفرات المجاور للحدود مع سوريا.

وجود القوات الامريكية هناك، امر مثير للجدل، فهناك احتمالية احتكاكهم مع الفصائل المسلحة الشيعية التي زادت من وجودها في المنطقة الحدودية. وبخيمة بلاستيكية، يحاول مشاة البحرية تشغيل اكبر مركز قيادة مشترك على بعد 20 كيلومتراً من الحدود.

وهناك 12 مراقباً جوياً يراقبون تقدم القوات في مدينة القائم. ومن خلال استخدام الاذاعة والمعدات الفضائية، تنقل قوات التحالف والضباط العراقيون في القاعدة المعلومات بين القوات على الارض وقاعدة الأسد الجوية.

وأصبحت الخيم البلاستيكية لمشاة البحرية هناك الأكثر شيوعاً، مما جعل الامريكيون اقرب من اسهل في العمل، اذ يقولون، ان تكتيكهم ساعد على تراجع مسلحي داعش.

وكانت القوات العراقية استعادت السيطرة على مدن كبرى من تنظيم داعش بما فيها القائم الحدودية الممتدة على طول وادي الفرات في العراق. وعلى طول النهر من الجانب السوري، استولت الحكومة السورية وقواتها على مدينة دير الزور.

وأشار قائد قوات المارينز المتواجد هناك سيث دبليو بي فولسوم، قائد فرقة العمل الى معركة القائم قال إنه يتوقع ان تتم إزالة المنطقة التي اعيد السيطرة عليها في الانبار لتصبح مكاناً سهلاً للقوات.

العديد من مناطق الأنبار والحدود العراقية مع سوريا كانت خارج سيطرة الحكومة المركزية لعقود والصحاري بمثابة ملاذاً آمناً للمهربين على مدى عقود.

تحاول الولايات المتحدة من خلال جنودها الموجودين هناك، نشر الكثير من القوات الموالية لها، او على أقل تقدير تقديم الدعم للشرطة المحلية في البلدات والمدن المحررة على طول الطرق الرئيسية. كما عززت فصائل الحشد الشعبي من فرص وجودها على طول الطريق الرابط بين الحدود العراقية السورية.

ويقول الامريكيون المتواجدون هناك الذين يشعرون بإنزعاج من وجود فصائل الحشد الشعبي “هم لا يبذلون اية محاولة لاخفاء عملهم وهو توسيع نفوذهم”. فيما قال فاخر جعفر الحسيني المتحدث بإسم كتائب حزب الله وهي جماعة تابعة لقوات الدفاع الشعبي بأن قواته “أمنت الطريق من ايران الى بيروت”.

وقال “لقد احبطنا المشروع الامريكي وهو التواجد في الانبار والتأثير على مجتمعه لاسباب كثيرة، فهناك حراك امريكي في الانبار للتواجد فيها بعد مرحلة تنظيم داعش، كما نجحنا في تأمين الطريق الذي يربط بين ايران والعراق وسوريا ولبنان”.

وقوات التحالف لا تنسق مع فصائل الحشد الشعبي، لكنها تعتمد على الجيش العراقي لنقل تحركاتهم لتجنب ضرب المقاتلين.

وقال المارينز الامريكي جريج دسترهاوس إن وجود “فصائل الحشد الشعبي يعّقد الاشياء لكنه ليس مصدر قلق، انهم جزء من القوات الموجودة هنا في ساحة المعركة”.

وتحاول قوات التحالف زيادة قواعدها العسكرية في الانبار، رغم تحذيرات الجنود الامريكيان من وجود نقص في المياه ولاسيما بالحمامات في قاعدة الأسد.

وقال الكولونيل فولسوم إن “الانبار هي بعيدة عن العراق، لذلك نعمل علي دمجها واعادتها الى ما كانت عليه”. وتغادر يومياً، قوافل من قاعدة الأسد الى مخفر القائم محملة بالماء والغذاء والذخائر ولوازم البناء. ويسافر الجنود على طول الطرق الصحراوية في رحلة مملة تستغرق سبع ساعات. وتتعرض هذه المواد الغذائية الى العواصف الترابية وهي عبارة عن مسحوق رمل ناعم يحد من الرؤية لساعات.

ويبقى السؤال قائماً، لماذا يتزايد الوجود الامريكي في الانبار تحديداً ولاسيما في المناطق القريبة من تواجد فصائل الحشد الشعبي، هل هي مناطق تعتبر صمام امان العراق، ام انها العمود الفقري لبداية نفوذ جديد في العراق من قبل الامريكان؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here