لطخة جديدة في جبين القضاء

لطخة جديدة في جبين القضاء

بمزيد من سخط و استنكار و استهجان استقبل الشارع العراقي خبر تبرئة ساحة صباح البزوني من تهم الفساد الموجهة ضده ، بالرغم من إدانته من قبل المحكمة الابتدائية و من من ثم من قبل محكمة الطعن و الاستئناف أيضا ـــ أن صح الخبر ــ غير أنه عاد و استئنف للمرة الثانية ليحصل على صك البراءة !! ــ وهو أمر الذي لا يجوز قانونا ــ ربما بالتوازي مع ممارسة ضغوط سياسية على القضاء بهدف تبرئة ساحته ، و هذا ما تم فعلا أخيرا ــ وفقا للأخبارة المنتشرة ــ ، علما بأنه لا يجوز الاستئناف مرة ثانية في حالة إقرار و إثبات حكم المحكمة الابتدائية من قبل محكمة الاستئناف ، فهذا ما هو معمول به في أغلب محاكم العالم و أجهزته القضائية ..
إذن فما حدا مما بدا يا ترى ؟..
فمن المؤكد أن جهاز القضاء قد تعرض لضغوط وابتزازات سياسية مباشرة ..
من يعلم ربما لتهديد حزبي و عشائري مبطن أيضا ..
مثلما هو الأمر الشائع والقائم حاليا في العراق ” الجديد ” حيث حكم العشائر المباشر في المدن والمحافظات و البلدات الريفية وكذلك في بعض أحياء بغداد أيضا ..
على أية حال :
فإدانة صباح البزوني من قبل المحكمةالابتدائية و من ثم إقراره من قبل محكمةالاستئناف لدليل على نزاهة على عديد من قضاة و على مسلكهم المهني ، غير أن قذارة و انحطاط المناخ السياسي المحيط بجهاز القضاء العراقي ــ بفضل ساسة فاسدين وفاشلين من سياسيي الصدف اللعينة و مخربي البلد ــ و كذلك المخاطر الفعلية التي تهدد حياة القضاة وتعرضهم الدائم والمباشر لضغوط و ابتزازات سياسية وعشائرية ، تجعل بعضهم أن ينحني ــ مضطرا و مجبرا ــ أمام هذه الضغوط و العواصف السياسية الشرسة و القاهرة الخانقة ، و ذلك صونا للسلامة الشخصية و العائلية أولا، وكذلك حرصا على الوظيفة و لقمة الخبز ثانيا ..
ومع ذلك فإن عملية الإقدام على تبرئة صباح البزوني ــ أن صح الخبرــ ستبقى هي الأخرى لطخة عار في جبين القضاء العراقي ، جنبا إلى جنب ، مع لطخات عار أخرى من سلسلة تبرئة مفتعلة لأمثال مشعان الجبوري و عبد الفلاح السوداني و محمد الدايني و أحمد الجبوري و إلى آخر القائمة من تبرئة الساسة والمسئولين الفاسدين بالعشرات !!..
غير أن المسؤولية الأكبر و الأعظم ستبقى واقعة على عاتق ساسة ومسئولين متنفذين فاسدين ممن سعوا ــ ولا زالوا ـــ إلى استغلال جهاز القضاء لأهدافهم السياسية والحزبية المباشرة بعدما صادروا استقلالية القضاء بالتهديد والوعيد تارة و بالإغراء و الترغيب تارة أخرى..

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here