دعم مصري وعربي للمسار السياسي بين الحكومة والمعارضة السورية

القاهرة – ابراهيم محمد شريف

استقبل السيد أحمد أبو الغيط، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء الثاني من يناير 2018 الجاري، الدكتور نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للتفاوض السورية، على رأس وفدٍ من الهيئة ضمَّ أعضاءً من منصات المعارضة المختلفة.

وصرح الوزير مفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن أبو الغيط شددّ خلال اللقاء على دعم الجامعة العربية للمسار الذي تقوده الأمم المتحدة في جنيف، مؤكداً ضرورة تحمل جميع الأطراف لمسئولياتهم الوطنية من أجل إخراج سوريا من هذه الأزمة الطاحنة التي ألمت بها، ومُشيراً إلى أن الجميع مدعوون لتقديم تنازلات صعبة من أجل مستقبل الشعب السوري الذي تعرض لمعاناة تفوق الوصف في السنوات الأخيرة.

وأوضح عفيفي أن أبو الغيط استمع من الدكتور نصر الحريري لتقييم شامل حول جولة جنيف الثامنة من المفاوضات التي عُقدت خلال شهر ديسمبر 2017 الماضي وأسباب فشلها في الوصول إلى حلول وسط بين النظام والمعارضة، مُضيفاً أن الأمين العام نوه برؤية المعارضة وبنجاحها في تشكيل وفدٍ موحد، وكذا بإدراكها لمصلحة الشعب السوري ولعدم وجود بديل حقيقي للمسار السياسي.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الدكتور نصر الحريري طلب من الأمين العام اضطلاع الجامعة العربية بدور اكبر في دعم المسار السياسي بين الحكومة والمعارضة السورية، وقد أكد السيد الأمين العام استعداد الجامعة الكامل للقيام بأي دور يخدم مصلحة الشعب السوري.

وفي ذات السياق التقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2018 بأعضاء المكتب الرئاسي للهيئة العليا للتفاوض السورية، برئاسة نصر الحريري، بحضور أعضاء من مجموعة القاهرة للمعارضة السورية، في اجتماع يعد الأول من نوعه منذ تشكيل الهيئة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، نشره المتحدث باسمها المستشار أحمد أبو زيد، فإن اللقاء كان هدفه الأساسي هو لتباحث حول مستجدات الأزمة السورية، وتنسيق الجهود المبذولة من أجل دعم المسار السياسي لتسوية الأزمة.

وقال أبو زيد في البيان إن الهيئة العليا للتفاوض قدمت الشكر للخارجية المصرية، لدعوتها واستقبالها بالقاهرة، مؤكدين أنهم حرصوا على مشاركة كافة أعضاء المكتب الرئاسي في هذا اللقاء، تقديرا للدور المحوري الذي لعبته مصر في تشكيل وفد تفاوضي موحد من كافة تنظيمات المعارضة السورية.

وحسب البيان، أشاد وفد الهيئة العليا بالدور المصري الهام والمتوازن تجاه الأزمة السورية منذ بدايتها على الصعيدين السياسي والإنساني، فضلا عن المساهمة في إقرار عدد من مناطق خفض التصعيد.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوزير سامح شكري أكد من جانبه على استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سوريا بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري الذي كان ولا زال يعاني من ويلات الاقتتال والدمار.

وشدد شكري على ضرورة استئناف المفاوضات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة بجنيف على أساس مرجعيات الحل السياسي في سوريا وأهمها القرار 2245، مع الترحيب بأية مبادرات أخرى مطروحة طالما تأتي لتعزيز هذا الإطار.

ولفت أبو زيد إلى أن شكري أشاد بجدية وتنظيم وفد المعارضة السورية خلال جولات جنيف الأخيرة بعد توحيد صفوفها، حيث باتت تمثل طيفا أوسع من القوى والتيارات السياسية السورية، كما تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن استحقاقات المرحلة القادمة.

وأكد وزير الخارجية على تطلع مصر لإحراز تقدم في العملية السياسية خلال الفترة المقبلة، مطالبا جميع الأطراف السورية والأطراف الفاعلة في الأزمة بتحمل مسئولياتها في هذا الصدد، ودعم الوفد التفاوضي الموحد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here