النخب (( العراقية )) الحاكمة فشلت في إقامة نظام سياسي مستقر

د . خالد القره غولي
العراق الآن يقف حاليا إمام مرحلة دموية من الفوضى والتصفيات الطائفية بسبب الفراغ الذي سيتركه تغير الحكم القادم في العراق ، والشعب العراقي يعترف وبصراحة بان النخبة العراقية الحاكمة فشلت في إقامة نظام سياسي مستقر يحقق طموحات الشعب العراقي بسبب خلافاتها الداخلية والشخصية المتفاقمة , السنة الخامسة عشرة جاءت بعد الاحتلال البغيض الملعون , والعراق دون حكومة وطنية تراعى مصالح الشعب , رغم الوساطات والتدخلات الأمريكية التي لم تتوقف ، والبرلمان لم يصدر منه قانون بحق المساكين العراقيين ، القوات الأمريكية انسحبت من العراق وخلفت وراءها أيتامها من عناصر العملاء ، ترى ماذا سيحدث لهؤلاء بعد رحيل كفيلهم الأمريكي والايراني ، وباتوا مثل اللقطاء غير معروفي الأب ، فلا هم من أجهزة العراق الجديد ولا هم قوات مقاومة للاحتلال التي خانوها وتعاونوا مع الاحتلال ضدها ، ولا هم من المواطنين العاديين المغلوبين على أمرهم ، نفهم ، ولا نتفهم ، ان لا يستوعب رجال الخيانة والعمالة والرذالة هؤلاء وزعماؤهم ( خاصة من قادة بعض العشائر ) ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكريا وسياسيا ، الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بان جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيرا حالك السواد ، بعد تخلي المحتلين عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم ان يقع في هذه الخطيئة سياسيون وشيوخ عشائرورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة وخريجو جامعات غربية او حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية , تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد سنوات الغزو , والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين والأمريكيين وثرواتهم في المقابل , يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم بأنهم أطاحوا بنظام صدام حسين حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ، ولكن هناك الملايين من الايتام ، ومليون أرملة ، ومليوناً ومئتي شهيد ، وستة ملايين جريح ، نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة وأربعة ملايين مشرد داخل العراق وخارجه ، علاوة على إن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة إما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل ، وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وطبابة وماء وكهرباء وخدمات عامة للمواطنين ، لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي ، نأمل أن نرى حكومة عراقية حقيقية في أوساط العراقيين في المستقبل القريب ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه ، والعراقيون منهم خصوصا ، إمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ولكننا نخشى من أمر واحد وهو ان تحرمنا الحرب الزاحفة ، وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here