هل سينجح مقتدى الصدر؟؟؟

اعلان السيد مقتدى الصدر عن استعداده للقيام بوساطة بين ايران والسعودية مبادرة مهمة يطلقها في وقت ٍ غاية في الأهمية ، اذ ان المنطقة تمر بمنعطفات خطيرة ، حيث طبول الحرب تسمع بوضوح ، في ظل صراع دولي وإقليمي متصاعد . وظروف داخلية إيرانية سعودية.
و ضربات أمريكية اسرائيلة لسوريا
مع انكسارات كبيرة على الارض السورية لصالح المحور الروسي الايراني التركي.
عوامل مهمة تجعل من هذه الوساطة الصدرية مقبولة وذات حظوظ نجاح كبيرة .
فالدولتان بحاجة لمثل هذا الحراك من طرف ثالث ربما يكون مقبولا من الطرفين .
فالوضع الاقتصادي الايراني المتدهور وضغط الشارع وانهيار كبير للعملة الإيرانية في الايام الاخيرة مع استمرار الضغوطات الامريكية على ايران ، و عدم وجود نهاية قريبة متوقعة للازمة في سوريا واليمن ، بالتوازي مع تدهور العلاقات الروسية الاوربية الحليف القوي لايران التي سينشغل بمشاكله مع الغرب باعتبارها أولوية مقدمة على الوقوف مع ايران في مواجهة امريكا والسعودية، كلها عوامل تجعل ايران في وضع لا يحسد عليه ، فهي ليست بحاجة الى اطالة امد الخصومة بينها وبين السعودية ، وهذا ما نراه واصخاً في برودة الرد الإيراني على التصعيد الاعلامي السعودي المستمر, ومن تابع لقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يوم أمس في البي بي سي يرى بوضح الرغبة الخفية الإيرانية يعدم التصعيد ، لكنها في الوقت نفسه لا تريد تقديم تنازلات مما يظهرها بأنها دولة ضعيفة تستجدي التهدئة مع جارتها وخصمها العنيد السعودية .
من جانب اخر السعودية هي الاخرى. ترغب في إنهاء الازمة مع ايران بما يحفظ لها هيبتها وتصريحاتها الرنانة وتهديداتها الدونكيشوتية .
فهي متورطة باليمن الى الاذقان ، ولم تستطيع ان تحقق نصراً ولو صوريا. على الحوثيين كما لم تستطع ان تقلل او تحد من قوتهم بل على العكس أصبحت الصواريخ اليمنية تصل الرياض. وتهدد المدن السعودية مع علمها بان ايران تقف وراء تطوير قوة اليمنين الصاروخية.
ناهيك عن الوضع الداخلي السعودي
الذي يزداد تأزماً يوماً بعد يوم. . خصوصاً بعد اعتقال الأمراء وزجهم بالسجون، وانقلاب بن سلمان على المؤسسة الدينية ونشوء تيار معارض يغلي في الشارع السعودي من قبل المتشددين ، اذ ان خطوات بن سلمان الأخيرة بإقامة حفلات من النوع الذي لم يعرفه الشارع السعودي من قبل ، باستقدام الراقص الامريكي الشهير جون ترافولتا ومطربين امريكان والسماح للمرأة بحضور مباريات كرة القدم وغيرها من الاختراقات لثوابت المؤسسةًالدينية السعودية والمجتمع السعودي . بالاضافة الى وجود رغبة جارفة أمريكية بامتصاص الأموال بحجة الخطر الايراني وَهذَا ما يعرفه السعوديون تماماً .
بالاضافة الى نقطة مهمة وهي وضع العراق الحالي وتبدل المعادلة السابقة ، فقد اصبح العراق رقماً اساسياًً وليس هامشيا ً مما يعول على الوساطة من جانبه ، فلو دعمت الحكومة العراقية هذه المبادرة و تصرفت بحيادية مع الامر بغض النظر عن عدم تبنيها بشكل رسمي فسيعطيها زخماً قوياً
كل هذه العوامل وغيرها تجعل المبادرة تأتي في الوقت المناسب
وبالاتجاه الصحيح لكن هل ستبقى الظروف كما هي ام انها ستتبدل. وسيتبذل معها كل شي ء .
هذا ما هو متوقع فالأيام حبلى بالمفاجأت .

علاء الخطيب

Sent from my iPhone

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here