بلاغ للنائب العام ضد رئيس اتحاد الكرة المصري لتأخره في حل أزمة صلاح
القاهرة – – مصطفى عمارة
تقدم أحد المحامين المصريين ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق ضد هاني ابو ريدة رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم لاستخدامه صورة اللاعب المصري الدولي محمد صلاح فى الدعاية لاحدى شركات المحمول وهو مالم يتعاقد عليه عبرالشركات المختصة بإدارة الحقوق التسويقية للصورة، حيث يشارك اللاعب في اعلان لشبكة محمول منافسة ووضع صورة اللاعب على طائرة المنتخب فى الدعاية للشركة المذكورة ما اثار غضبه وحفيظته واضاف البلاغ ان التصرف الذي بدر من اتحاد الكرة يشكل اساءة بالغة للدولة المصرية.
فيما اعترف الدكتور كرم كردي عضو مجلس بانّ الاتحاد تاخر فى حل أزمة صلاح ،واضاف انه التقى بصلاح مرتين وشعر من خلال كلامه معه انه يشعر بعدم الاهتمام من جانب اتحاد بعد ازمته، فالازمة كانت نفسية بشكل اكبر.
فى الوقت نفسه طالب بعض لاعبي المنتخب الوطني بالحصول على مقابل مادي نظير استغلال صورهم اعلانيا من قبل الشركة الراعية لاتحاد الكرة اسوة بما تمّ مع محمد صلاح. واكدت مصادر مطلعة ان وكلاء اللاعبين فى مصر وراء اشتعال الازمة بعدما طالبوا لاعبيهم بالسيرعلى خطى محمد صلاح والحفاظ على حقوقهم الاعلانية او الحصول على مقابل مادي من الشركة الراعية لاتحاد الكرة. من ناحية اخرى أكدت د/ غادة والي وزير التضامن ان 40% من الشباب تجاوبوا مع الحملة التي قادها محمد صلاح لدعوة الشباب للاقلاع عن المخدرات .
بيانات اشادة من المسؤولين، اعلانات صاخبة وحملة لمكافحة المخدرات… أصبح المصري محمد صلاح، بالتوازي مع أدائه اللافت مع ناديه ليفربول الانكليزي، محط أنظار في بلاده حيث يحاول الكل الاستفادة من لاعب كرة قدم شاب بات وجها دوليا لامعا.
في القاهرة، لا تخفي السلطات رغبتها في الاستفادة من نجوميته. وعلى رغم حرص اللاعب البالغ 25 عاما على الابتعاد عن السياسة، لم يتردد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في وصفه بأنه «رمز القوة الناعمة لمصر». أتى تصريح المسؤول المصري عبر «تويتر»، بعد الأداء المبهر لصلاح في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي ضد ناديه السابق روما، حين سجل هدفين ومرر كرتين حاسمتين، ليقود «الحمر» الى الفوز 5-2، واكتساب أفضلية كبيرة لبلوغ المباراة النهائية، قبل مباراة الاياب في العاصمة الايطالية غدا الأربعاء. لم يقتصر التنويه بصلاح على المتحدث باسم الخارجية، بل وصل أيضا الى تعبير الرئيس عبد الفتاح السيسي عن «فخره» بصلاح و «بكل مصري يرفع اسم مصر عاليا»، في أعقاب مباراة الأسبوع الماضي.
«وجه دولي»
وفي بلد تدهورت صورته منذ ثورة 2011 وما تلاها من اضطرابات سياسية واقتصادية، تعد نجاحات محمد صلاح فرصة ذهبية.
ويقول مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس باسكال بونيفاس لوكالة فرانس برس «عندما يتمكن رياضي بهذا المستوى من ان يخترق الجدار الاعلامي ويصبح وجها دوليا، فإن هذا ينعكس بالضرورة (…) على بلده الاصلي». واكتسب صلاح، إبن قرية نجريج بدلتا النيل، شهرة كبيرة منذ وصوله الى انكلترا الصيف الماضي قادما من روما في صفقة وصلت قيمتها الى 42 مليون يورو، إضافة الى ثمانية ملايين من الحوافز والمكافآت. وبرز صلاح بشكل لافت، اذ يتصدر ترتيب هدافي الدوري الانكليزي، واختير أفضل لاعب فيه هذا الموسم بحسب تصويت اللاعبين. ودفع أداؤه بالعديد من المعلقين الى الحديث عن انه بات منافسا جديا هذا الموسم على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، والتي يهيمن عليها الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو منذ عشرة أعوام. وأتى تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانكليزي، بعد أشهر من اختياره في كانون الثاني/يناير الماضي كأفضل لاعب افريقي لعام 2017. وإضافة الى أدائه على صعيد الأندية، ساهم صلاح بشكل أساسي في تأهل المنتخب المصري الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وذلك للمرة الأولى منذ 28 عاما.
وفي ظل كل هذه النجاحات، يبقى بونيفاس الذي أصدر مؤلفات عن الجغرافيا السياسية للرياضة، مشككا في مدى نجاح محاولات الاستفادة سياسيا «على الصعيد الدولي» من صلاح، فهي، برأيه، محاولة «مكشوفة للغاية» وشبيهة بوسائل الدعاية القديمة التي عفى عنها الزمن.
في المقابل، يمكن لنجاح النجم ان يكون له مردود ايجابي على «الشعور بالذات الوطنية»، بحسب بونيفاس. في مصر، تصعب منافسة الرئيس السيسي في ما يتعلق بانتشار الصور، لاسيما في 2018، العام الذي شهد إعادة انتخابه لولاية جديدة. الا ان صلاح يحضر في كل مناحي حياة المصريين اليومية: لافتات دعائية ضخمة، شاشات التلفزيون، والصفحات الأولى للصحف… وحيدا او الى جوار زملائه، بات صلاح وجها إعلانيا للمشروبات الغازية، لأحد المصارف، أو لإحدى شركات الاتصالات الخليوية.
وعلى الصعيد «الرسمي»، يساند صلاح حملة وزارة التضامن الاجتماعي لمكافحة المخدرات بعنوان «انت اقوى من المخدرات»، ويظهر في فيديو تبثه محطات التلفزيون المحلية لتحذير الشباب من هذه الآفة.
وبحسب الوزارة، أدى فيديو صلاح الى زيادة كبيرة في عدد المكالمات للجهاز المسؤول على المساعدة على الاقلاع عن المخدرات.
رمز أم كلثوم
وبحسب الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية جمال عبد الجواد، فإن محاولة تحويل نجم كبير الى رمز للقوة الناعمة ليس جديدا في مصر.
وتبقى «كوكب الشرق» أم كلثوم، «أكبر رمز لقوة مصر الناعمة» بعد أربعة عقود على رحيلها، بحسب عبد الجواد الذي يرى انه قبل كرة القدم، «كان الفن هو المجال الاساسي للقوة الناعمة المصرية».
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط