المونيتر: الطارميّة مدينة مغلقة لا تخلو من الهجمات المسلحة

ترجمة/ حامد أحمد

ما تزال منطقة الطارمية الزراعية الواقعة شمالي بغداد هدفاً لهجمات داعش، وتعتبر عملياً منطقة محفوفة بالمخاطر حتى بالنسبة لبعض وجهاء العشائر المهيمنة فيها.
تعرضت الطارمية خلال الاشهر الاخيرة لهجمات متكررة ومحاولات اعتداء. وفي 1 أيار الماضي وخلال هجوم ليلي تبناه داعش قتل أكثر من 20 شخصاً من أفراد عشيرة البو فراج في المدينة.
عشيرة المشاهدة هي العشيرة الأكبر في المنطقة. ويرجع عدة قياديين كبار من تنظيمي القاعدة وداعش لهذه العشيرة.
خالد المشهداني، كان من أكبر قياديي تنظيم القاعدة في العراق عند إلقاء القبض عليه في العام 2007 وتنفيذ حكم الإعدام بحقه في ذلك الوقت.
كما أن الشيخ منصور المشهداني، كان يعد قائداً روحياً لتنظيم القاعدة ولعب دوراً رئيساً في تجنيد المسلحين للتنظيم، ويذكر انه قتل في غارة جوية عام 2006. وكان الجيش الاميركي قد ألقى القبض عليه في تموز عام 2004 لصلته بمجاميع أنصار الإسلام وأنصار السنة المسلحة السلفية ثم أطلق سراحه بعد ذلك.
وأجرى موقع المونيتر الاخباري مقابلة مع أمير قبيلة المشاهدة في العراق، الشيخ سالم شمس حمد الظاهر، في منزله بالعاصمة بغداد. يقول الشيخ سالم ــ وهو مهندس سابق تقلد منصب أمارة القبيلة قبل ثلاثة أشهر عقب وفاة شقيقه ــ إن أكثر من 80% من أهالي الطارمية هم من عشيرة المشاهدة.
ويقول الشيخ سالم”حتى القبائل الأخرى في المنطقة تأتي إلينا في أي وقت تحدث لهم مشكلة”، مشيراً إلى أن”هذا السياق كان معمولاً به منذ العهد العثماني”.
ونفى الأمير معرفته بأي من قياديي تنظيم داعش أو القاعدة من عشيرته وقال انه لا يتحدث بهذه الامور التي يعتبرها أموراً سياسية. رغم ذلك قال إن أي شخص متورط بانضمامه لتنظيمات إرهابية يتم طرده من القبيلة.
يذكر أن انتحاريينِ تم قتلهما على يد القوات الامنية في الطارمية في شهر نيسان الماضي، وتشير المعلومات الى أنهما كانا ينويان تفجير حمولتهما عند ضريح الكاظم الذي يزوره الملايين من العراقيين الاجانب سنويا.
الخبير بالمجاميع المسلحة هاشم الهاشمي يقول إن القياديين في تنظيم القاعدة خالد ومنصور المشهداني كانا بالاصل من مدينة الحرية، مشيرا الى أن كليهما ينتميان الى الحركة السلفية وأن منطقة الطارمية هي مركز التجنيد السلفي لمنطقة بغداد.
وقال أمير قبيلة المشاهدة الشيخ سالم، الذي يعيش قرب مدينة الحرية، انه لا يستطيع زيارة الطارمية إلا تحت الحماية، وإن عدداً قليلاً جدا من الأشخاص على دراية بخططه وذلك لتواصل بقاء المخاطر.
وقال شيخ العشيرة إن سبب استمرار مخاطر الهجمات الإرهابية من الطارمية يرجع لمساحتها الواسعة وكثرة مناطقها الزراعية المفتوحة وانه لا أحد يعرف من الذي ينفذ هذه الهجمات.
وقدّم شيخ العشيرة نفسه على أنه شخص تقدمي منفتح، مشيراً الى أن أولاده المتزوجين الأربعة جميعهم تزوجوا من عشائر أخرى انتقوهم لأنفسهم، وأن بناته وزوجات أولاده منخرطون بوظائف مهنية. وأنه لا هو ولا أولاده متزوج بأكثر من زوجة واحدة.
وقال الأمير انه يشجع أفراد قبيلته على التخلي عن التقليد السائد بتعدد الزوجات، مشدداً على انه بهذا الأسلوب يمكنهم توفير مستقبل أفضل لأولادهم. وقال إن الرجال لايمكنهم تحقيق العدالة في تعاملهم مع أكثر من زوجه وهذا ما يشيرإليه القرآن.
وأشار الى انه رغم ذلك ما يزال رجال ونساء الطارمية يعيشون حياة انعزال وكثير منهم لايذهبون الى الجامعة والوضع مستمر على اختلافه هناك.
عند محاولة مراسلة المونيتر الصحفية، شيلي كيتلسون، زيارة الطارمية تم إيقافها عند نقطة تفتيش قريبة وطالبوها بالحصول الى موافقة قيادة عمليات بغداد وفي اليوم التالي قالت لها قيادة عمليات بغداد بأن الموافقة يجب ان تصدر أولاً من قيادة العمليات المشتركة، ولم تحصل على الموافقة لحد نشر هذا المقال.
أفراد من عشيرة المشاهدة أعربوا عن تخوفهم من المجازفة بأرواحهم عند اصطحابهم لأشخاص أجانب داخل مدينة الطارمية حتى لو تم الحصول على موافقات رسمية بذلك.
أحد شيوخ قبيلة البو فراج من الذين تم استهدافهم في هجوم 1 أيار الماضي قال في لقاء مع المونيتر عند إحدى القرى قرب الطارمية بأن المنطقة لها قوتها الخاصة من عناصر القوات العشائرية ولكنهم لم يتسلموا رواتبهم وهذه تعتبر مشكلة كبيرة.
موقع الطارمية الذي يتوسط الطريقين الخارجيين الرئيسين المتوجهين شمالا من بغداد، أحدهما للموصل والآخر لكركوك وأربيل، يجعل من المنطقة مركز استقطاب للمسلحين الذين يسعون لتجميع صفوفهم في المناطق الزراعية قرب العاصمة.
وما يزال الافتقار إلى الأمن يشكل مصدر قلق مستمر، خصوصاً انه حتى رؤساء العشائر يرتابهم الخوف من زيارة المنطقة. الدخول للطارمية الى الحين ما يزال مقيداً جداً ولكن الهجمات تستمر بالحدوث.

عن: موقع المونيتر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here