الثورة الشعبية ومقومات النجاح الوطني

باسم التميمي

في البدء نحن مع كل تظاهر سلمي عفوي مستقل بعيدا عن الاحزاب والجهات والتخندقات الفئوية واعمال العنف والتخريب، فذلك يكون مطلبا شعبيا وطنيا بحتا بتحقيق المطالب المشروعة بصورة سلمية وقانونية. ولنا اسوة بشعب مصر بدأت تظاهراتهم واسقطت نظامين بعامين ولا نعلم من يقودها ومن ينظمها سوى الشعب فرجعوا الى بيوتهم حاملين النصر بين اكفهم فهنيئا لذاك الشعب الواعي والمتفتح فليكن لشعبنا مثالا صالحا نقتدي به لنيل سعادتنا ….

ثانيا… يجب على المثقفين والعلماء والخطباء حث الناس على التظاهر وبشدة وعلى المرجعية والقيادات الدينية دعمها بعيدا عن الرمزية

وعدم المساومة على حساب المواطن المظلوم الذي انهكته الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على حكم العراق و التي اشتركت بها كل الاحزاب والجهات …. فدعم المرجعية والقيادات الدينية لها عن بعد وعدم التدخل في جزئياتها ودعم عام يراقب عن كثب سير التظاهرات والا فسوف لن يحترم الشعب اي جهة دينية مهما كان حجمها بسبب هذا الاهمال وعدم الاهتمام …

ثالثا… على الشعب ان يتكاتف ويتوحد بعيدا عن الحزبية والقومية والمذهبية والجهوية في سبيل انقاذ نفسه من هذه اللصوص والا فالقادم مظلم وصعب واخشى ان يخرج الامر عن جادته ومسيرته فالجوع يصنع من البشر وحوشا كاسرة لا يلزمها دين او اخلاق ….

رابعا…. لست متشائما ان قلت هذه التظاهرات جاءت متاخرة لقصر عمر هذه الحكومة المنتهية ولايتها فالتظاهر لمطالبتها بالخدمات جاءت متاخره جدا فلا يمكن ان تكون على مستوى الطموح و ستكون ترقيعية وربما ستشن عليهم حملة شعواء لتفريق التظاهرات وضربهم او قتل البعض منهم كما حدث سابقا وكما حدث في البصرة الفيحاء وغيرها …

خامسا… الشعب نفذ صبره واليوم بين خيارين اما القبول بحكومة وطنية بعيدة عن سياسة التوافقات والمحاصصة والمكاسب الحزبية وفق ارادة وخيار الشعب العراقي، او القيام بثورة شعبية عامة في اغلب المحافظات للمطالبة بتحقيق ارادة الشعب وتحقيق المطالب المشروعة والمطروحة منذ امد طويل . واذا لم تغير هذه التظاهرات من موقف الحكومة وإيجاد حلول فورية وناجحة واقعية غير شكلية. على الشعب ان يهب هبة رجل واحد في تظاهرات شعبية غاضبة يتقدمها العلماء والمصلحين والمثقفين وشيوخ العشائر والجيش ومن خلفهم الشعب ليسقطوا راس الفساد ويغيروا هذه الوجوه وتكون ثورة شعبية هادرة تعيد للشعب هيبته وكرامته ولن يحصل اسوء مما حصل ولن تسقط دماء اكثر مما اسقطها الفاسدون في مغامراتهم وحروبهم وصراعاتهم على السلطة . فالخضوع والخنوع والاتباع الأعمى ينتج امعات وهمج رعاع ولن ينتج شعبا ابيا تعلم من علي اللماظة والشهامة والا فيسيء الوضع اكثر فاكثر ولات حين مندم اللهم اشهد اني قد بلغت اللهم فاشهد.

المواطن العراقي

الشيخ باسم التميمي

بغداد

١٠/٧/٢٠١٨

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here