العقوبات «تشُلّ» ناقلات نفط إيراني في البحر

باريس – رندة تقي الدين |

تواصل الصادرات النفطية الإيرانية انخفاضها منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات تطاول القطاع النفطي الإيراني، خصوصاً مع حض ترامب الدول المستوردة على خفض وارداتها منه إلى الصفر بحلول الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

مصدر مطلع قال لـ «الحياة» إن «السلطات الإيرانية ستنسحب من الاتفاق النووي عندما تصل صادراتها النفطية إلى مليون برميل يومياً»، انخفاضاً من 2.5 مليون برميل يومياً. وأضاف أن انخفاض الصادرات إلى هذا المستوى سيساهم في تقوية الجناح المعارض للاتفاق على حساب فريق الرئيس حسن روحاني المؤيد له.

وتتابع الصادرات النفطية الإيرانية المسار الانحداري منذ أيار (مايو) الماضي، إذ أظهر تقرير لوكالة «رويترز» أمس، وجود ناقلتين حُمِّلتا بنحو 2.4 مليون برميل من مكثفات «بارس الجنوبي» الإيراني، تقفان قبالة السواحل الإماراتية منذ آب (أغسطس).

وأظهرت البيانات أن عدد السفن المحملة نفطاً إيرانياً وترسو قبالة ميناء التحميل في «جزيرة خرج» و «حقل سوروش» النفطي، يرتفع أيضاً مع تراجع عدد مشتري الخام الإيراني.

وتقف ثلاث ناقلات عملاقة قادرة على نقل مليوني برميل منذ عشرة أيام أو أكثر، بينما تنتظر أربع أخرى منذ أقل من أسبوع.

وتعتبر هذه البيانات مؤشراً إلى مزيد من الخفوضات في الصادرات النفطية الإيرانية، خصوصاً مع خفض الشركات الأوروبية والصينية والهندية والكورية الجنوبية مشترياتها خوفاً من العقوبات الأميركية.

وأوقفت «توتال» الفرنسية مشترياتها من النفط الإيراني منذ حزيران (يونيو)، وهي حال شركات معظم الدول الأوروبية، باستثناء اليونان وتركيا، ليصل حجم الصادرات إلى أوروبا إلى 300 ألف برميل يومياً بعدما كان معدله 800 ألف برميل يومياً.

وتراهن طهران على واردات النفط الصينية التي تُشكل 26 في المئة من الصادرات الإيرانية.

وساهمت تداعيات التوتر مع إيران، بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج الفنزويلي إلى مستويات قياسية، في وصول برميل النفط إلى عتبة 80 دولاراً في الأيام الماضية.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقراً، أن تتجاوز أسعار برميل النفط هذه العتبة في الربع الأخير من السنة، بسبب انخفاض صادرات إيران وفنزويلا.

ولفتت الوكالة إلى أن نمو الطلب على النفط سيصل إلى 1.4 مليون برميل يومياً في الربع الأخير من السنة، و1.5 مليون برميل العام المقبل. وأشار تقرير الوكالة، إلى دخول الأسواق «مرحلة حساسة»، إذ قد تشهد بعض التوتر نتيجة نقص المعروض، على رغم زيادة الإنتاج من دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الشهر الماضي، ليصل إلى 32.63 مليون برميل يومياً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here