من القطط إلى الأسود.. موضة البغداديين في تربية الحيوانات

بغداد/ رفل العزيز

في العاصمة بغداد تنمو متاجر بيع وشراء الحيوانات الأليفة والمفترسة بشكل ملحوظ، وفي منطقة الأعظمية

تجد أمامك عدد كبير من المحال الخاصة باستيراد وبيع مختلف الحيوانات, قد تشعر إنك تتجول في حديقة حيوانات مجانية, فهناك من يطعمها وهناك من يلعب معها وآخر حضر لشرائها, حيث لم يعد وجود هذه الحيوانات يقتصر على سوق سوق الغزل الشهير الذي يقع على جانب الرصافة من العاصمة العراقية.

ونظراً لرغبة العراقيين بتربيتها في منازلهم أخذت محال بيع الحيوانات المفترسة تنتشر هي الأخرى في العاصمة إذ لا يقتصر الأمر على تربية الحيوانات الأليفة, والأسود والذئاب والدببة هن واحدة من أشهر أصناف الحيوانات التي تلاقي رواجاً بين العراقيين لترويضهن وتكاثرهن.

تجولنا في مشاتل الأعظمية للإطلاع على أبرز الدوافع التي أدت الى انتشار تربية الحيوانات الى هذا الحد ؟ وما أهم أنواعها التي يتم استيرادها ؟ وكيف ؟ وهل تستطيع الحيوانات التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة التي يشهدها العراق ؟ فضلاً عن كيفية العيش مع حيوان مفترس في البيت ؟ وكيف يتم ترويضها ؟..

يقول مهند المهناوي وهو أحد أشهر التجار المتخصصين باستيراد وبيع الحيوانات منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إن “زيادة سفر العراقيين بعد عام 2003 ونتيجة أطلاعهم على الدول الأخرى التي تمنح بيئة آمنة لتربية مختلف الحيوانات، ساهمت في نشأت الرغبة عند العراقيين بالحصول على حيوانهم المفضل وتربيته في منازلهم”.

القطط للنساء والكلاب للرجال

ويتابع المهناوي بالقول: “أصبح هناك إقبال واسع جداً على الحيوانات حتى أصبحنا نستورد وبكثرة من مختلف الدول كي نسد حاجة الطلب عليها”، مؤكداً إن “القطط هي أكثر الحيوانات التي قمنا ياستيرادها مؤخراً بسبب كثرة الطلب عليها حيث أصبحنا نستورد أربعين قطاً تحت عمر الشهرين أسبوعياً”.

ويشير المهناوي الى أن “النساء هن الأكثر طلباً للقطط, أما الرجال فكلاب الجيرمن شبرد( كلاب الحراسة) هي الأكثر طلباً من قبلهم, والتي تمتاز بالذكاء القوي والوفاء إضافة الى الشكل المميز كما وتعتبر أكثر الحيوانات شعبية وقد تكون ذات شعر طويل أو قصير, وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد القطط في الحيوانات الأكثر استيراداً وطلباً, أما بالنسبة لأكثر الدول التي يتم استيراد الحيوانات منها هي أوكرانيا, بولندا, مصر, سوريا, بلاروسا وروسيا, وذلك حسب شهرة كل بلد بالحيوانات التي توجد فيها”.

وبشأن أكثر الحيوانات الغريبة التي تمّ طلبها وهي الأسود يوضح المهناوي إن “هناك طلباً من قبل العراقيين على شراء الأسود بعمر صغير (شبل) فيقومون بشرائها وترويضها كي تصبح حيوانات أليفة وغير مؤذية شرط أن تكون بعمر صغير كي يتم تدريبها, كذلك قمنا باستيراد الذئاب والضباع, وفي بعض الأحيان تكون هناك ولادات في العراق لهذه الحيوانات المفترسة أما عندما نستوردها فنقوم بذلك بطريقة غير رسمية لأن الحكومة العراقية تمنع استيراد الحيوانات المفترسة لذلك نكون مضطرين لاستيرادها بشكل غير شرعي كي نغطي الطلب عليها”.

وبشأن ارتفاع درجات الحرارة في العراق وكيفية تعامل الحيوانات مع هذا الأمر خصوصا ان الحيوانات بطبيعتها تتنقل من مكان لآخر حسب المناخ يبيّن المهناوي إن “بعض الحيوانات لديها حساسية شديدة تجاه درجات الحرارة وأهمها هو قط الهملايا وكلب باك الذي يختنق بمجرد بقائه دون وسيلة تبريد لمدة نصف ساعة لذلك نقوم بوضعها باقفاص زجاجية مع ضرورة توفر وسيلة تبريد بشكل مستمر دون انقطاع ولهذا ننصح كل من يربي هذه الحيوانات في منزله أن يجعلها بعيدة عن الحرارة قدر الإمكان وكذلك الحال بالنسبة لجميع الحيوانات فدرجات الحرارة المرتفعة في العراق لا يستطيع تحمّلها اي حيوان, أما كلب جيرمن شبر فيعتبر أكثر الحيوانات التي تستطيع التأقلم مع درجات الحرارة في العراق”.

القرود هجرة غير شرعية نحو العراق

أما حسام صاحب أحد المشاتل المتخصصة ببيع وترويض الحيوانات فقد أكد أيضاً إن “هناك حيوانات يتم استيرادها بطريقة غير شرعية وأبرزها القردة, حيث تعتبر من الحيوانات التي يصعب استيرادها للعراق بسبب كونها ناقلة لعدد من الأمراض وكذلك لارتفاع أسعارها إلا أن هناك طلباً كبيراً عليها من قبل العراقيين”, مشيراً إلى أن “القردة يتم استيرادها وبيعها عندما تكون بعمر صغير جداً لأنها عندما تكبر دون ترويضها قد تكون خطرة جداً بسبب قوتها البدنية, إن القردة تعتبر حيوانات سهل التعامل معها فهي مشابهة في صفاتها للإنسان الى حدٍ كبير كما إنها تستطيع التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة و المنخفضة”.

وبشأن اجراءات الوقاية ومنع انتقال العدوى بين الحيوانات أو الى البشر يقول الدكتور بشار القيسي وهو أحد الاخصائيين بالطب البيطري إن “عامل النظافة هو أهم العوامل التي تبعد الحيوانات عن مختلف الامراض وذلك من خلال تنظيفها بشكل مستمر وجعل أماكن تغوّطها بعيدة عن الإنسان, كذلك فأن اللقاحات ضرورية جداً للمحافظة على صحة الحيوانات وإن هذه اللقاحات تختلف من حيوان لأخر كما إنها تختلف عند الحيوان الواحد من عمر لآخر”,

وأكد القيسي على ضرورة مراجعة الطبيب البيطري عند مشاهدة اختلاف في تصرفات الحيوان أو عند انقطاعه على الأكل أو خموله بشكل ملحوظ, لافتاً الى أن “فضلات الحيوانات هو المصدر الرئيس لانتقال الأمراض التي يصاب بها الإنسان لذلك يجب أن يكون في مكان بعيد قدر الإمكان عن البشر ويجب تنظيفه بشكل مستمر”، مطمئناً من أن الحيوانات الأليفة لا يسمح بسفرها وتصديرها الى العراق إلا بعد أن يتم فحصها وتلقيحها لذلك تعتبر حيوانات آمنة صحياً”.

وكانت وزارة البيئة العراقية قد أعنلت مطلع عام 2013 عن استجابة وزارة الداخلية لندائها، بمنع استيراد الحيوانات المفترسة التي يتم إدخالها بطرق غير قانونية عن طريق المنافذ الحدودية مع بعض الدول المجاورة، مؤكدة إتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.

وسبق وإن اتهمت وزارة البيئة العراقية اتهمت إقليم كردستان بالسماح بإدخال حيوانات مفترسة إلى البلاد بطرق غير قانونية، فيما طالبت بمنع استيراد كل أنواع التماسيح والأسود والنسور ومصادرة الموجود منها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here