وهل من شهامة عشائرية خطف رجل غير مسلح بقوة السلاح ؟

وهل من شهامة عشائرية خطف رجل غير مسلح بقوة السلاح ؟

بقلم مهدي قاسم

لم نركز عبثا في مقالاتنا السابقة على عمليات قتل المتظاهرين من قبل ميليشيات إيرانية و على أنها هي التي تقف خلف هذه الجرائم والمجازرالجماعية التي اُرتكبت بحق المتظاهرين حتى الآن ، فضلا عن جرائم اغتيال وخطف و تغييب ، وليس أشباحا ملثمة أو بعثيين و وهابيين مثلما حاول كّتاب و كتبة ” إسلاميين ” التركيز على ذلك لصرف النظر عن الميليشيات المتورطة بهذه الجرائم المروعة ..

وها هي عملية خطف المتظاهر والناشط سجاد العراقي على أيدي إحدى الميليشيات المتنكرة بمسوح عشائرية و بطريقة بدت في هذه المرة مفضوحة ومكشوفة تماما ، سواء كعناصر أو جهة ميليشياوية أو خليطة ومزيجة مع عناصر عشائرية متداخلة ومتشابكة ، غير أن المهم هو إن الجهة الخاطفة قد أضحت معروفة ليس من قبل بعض المتظاهرين الذين كانوا شهود عيان على عملية الخطف ، إنما إلى درجة أن قائد شرطة ذي قار قد صرّ ح للصحافة والإعلام ما معناه وفحواه :

ــ شيخ عشيرة المتهم بالخطف تعهد لنا بسلامة الناشط سجاد العراقي ” ! ..

و هذا يعني إن المتهم بالخطف قد أصبح معروفا ومشخّصا من قبل قيادة شرطة ذي قار ، و كذلك من خلال ذلك من قبل أجهزة الدولة الأمنية أيضا ، بدليل اعتراف شيخ العشيرة بعملية الخطف و تعهده بضمان سلامة حياة المختطف !!..

و ربما بسبب عملية الكشف هذه عن هوية الخاطف والمكان أو المنطقة التي يتواجد فيها المختطف حاليا ، فقد أرسل الكاظمي قوات عسكرية إلى هناك لغرض تحرير المختطف من قبضة الخاطفين وهو إجراء سريع و يليق بمسؤول دولة يسعى إلى فرض هيبة الدولة على الرغم من وجود مئات من عوائق وعراقيل سياسية وإشكاليات ميليشاوية على حزبية و أجندة إقليمية التي إنه ليس من مصلحتها فرض أية هيبة للدولة العراقية ، لكي تكون مستقلة وذات سيادة معتبرة ..

ولكن مهما كانت نتائج البحث و تحرير المختطف فأن الشارع العراقي ينتظر بنفاد الصبر كشف ليس فقط هوية المتهم بالخطف إنما الجهة الميليشياوية التي تقف خلف عملية الخطف سواء تحريضا أو دعما لوجستيا ..

أما عشيرة العساكرة التي أخذت تتصرف ــ ويبدو من تشجيع وتحريض من بعض المليشيات ــ نقول أخذت تصرف و كأنها فوق القانون مهددة الدولة بتظاهرة مسلحة فعلى الحكومة أن لا تتراجع أمامها وإذا اقتضت الضرورة الأمنية فيجب تأديبها و بقوة الدولة و هيبتها إلى حد استخدام القوة المسلحة الرادعة ..

إذ بات واضحا لغالبية المجتمع العراقي أنه توجد ثمة فئات منفلتة ، مستهترة و مستخفة بوجود الدولة مستفيدة من عملية إضعافها الحالي ، وهي لا تفهم ــ اصلا ــ غير منطق القوة الرادعة لكي تخضع للقانون صاغرة ومطيعة !..

وثمة تجارب سابقة من هذا القبيل أكبردليل على ما نقول ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here