الأستاذ سعد محسن خليل يستعيد ذاكرة بغداد الجميلة وثقافة شعبها ومعارض كتبها!!

الأستاذ سعد محسن خليل يستعيد ذاكرة بغداد الجميلة وثقافة شعبها ومعارض كتبها!!

حامد شهاب

في حوار صباحي جميل، مع قناة هنا بغداد يوم الاثنين الرابع عشر من حزيران ، كان الأستاذ سعد محسن خليل، وهو أحد كوادر نقابة الصحفيين العراقيين المخضرمين منذ عقود ، قد عرض لنا منخلال هذا الحوار معالم بغداد الجميلة في أيام عزها وزهوها، وكيف كان العراقيون،يسيرون في شوارعها بأمن وأمان وفي أوقات متأخرة من الليل ، وكيف كانت عليه شيم هذاالشعب وطيبته وتلاحمه وتآزره في أيام الشدائد والمحن، ووجود علاقات نسيج مجتمعيمتكامل، وعرض في هذا الحوار معالم كثيرة وقد إختفت من حياة البغداديين، وبخاصة خروجعوائلهم الى المتنزهات ودور العرض السينمائية ، والى أوقات متأخرة من الليل، وترىالحياة في السبعينات والثمانينات في أبهى صورها برغم بساطة العيش، لكن العراقيينقد وهبهم الله من فضائل الخلق ومن التعامل السمح وتكريم الضيف وتقديم العون لمنيحتاج، حتى بضمنهم من يعدون شقاوات بغداد وقد كانوا يقدمون المساعدة لمن يحتاج اويتعرض لظلم او اعتداء من مجموعة تريد تعريض أمن المجتمع للخطر!!

وفي برنامج “صباح المحبة ” من قناة هنا بغداد ومقدمتها الحوارية المتمكنة من حرفيتهاومهارتها ، وهي شابة أنيقة، إستطاعت أن تلفت عناية زميلنا الاستاذ سعد محسن الىأهمية الكتاب وما يقام من معارض حاليا وقيام دور نشر بطباعة كتب دون ضوابط ورقيبودون معرفة ما اذا كانت هناك مضامين ومصادر تنسجم مع محتويات الكتاب ، فوجد فيهاالزميل العزيز ( أبو احمد) فرصته للتأكيد لمقدمة الحوار أن للكتاب والكتب بصورة عامة لها أهمية كبيرة لدىالبغداديين والعراقيين في كل محافظاتهم، لافتا الى ان الكتاب كان يعد في مصر ويطبعفي بيروت ويقرأ في العراق، هكذا كان هو السياق المتعارف عن نهم أهل العراق للثقافةوشغفهم بها، وكانت الكتب معروضة بكثرة في شوارع بغداد وبخاصة في شارع المتنبي وبابالمعظم، لكن بدرجة اقل، اما الان فقد اتسعت دائرة عرض الكتب وهناك معارض تقام ودورنشر ومكتبات تعرض كتبها في شارع المتنبي وشوارع اخرى، لكن المشكلة الان هي عدموجود رقيب ينظم تلك العملية، مشيرا الى ان وزارة الثقافة والاعلام السابقة كانتتنظم هذه العملية من خلال دائرة الرقابة، وقد اشار الى ان الامور إختلفت الامور الان،ولم تعد وزارة الثقافة تهتم باصدار نتاجات المثقفين والكتاب الا في مناسبات محدودة، وقد اراد هو اصدار أحد كتبه من خلال دار الشؤون الثقافية الا ان جهوده لاصداركتاب من خلالها باءت بالفشل، واضطر الرجل للذهاب الى دور النشر الاهلية وطبعه منخلاله، ودور النشر لها شروطها من اهمها ان تفرض على معد الكتاب دفع مبالغ خياليةاحيانا، اما اذا قبلت طبعه على نفقتها فلا تمنح للكاتب الا بضعة كتب، وهي من تتحملالترويج للكتاب بعد طباعته!!

حوار كان متعددالمضامين عرض فيها الاستاذ سعد محسن عناوين ومضامين كتبه الاخيرة التي الفها ، وكانآخرها عن ملوك بغداد وقبله صعاليك بغداد، وهي كتب ثقافية تعنى بمضامين حياةالبغداديين الى ما قبل عقود قريبة من السنين وبخاصة في العهد الملكي ، حيث يجهلالكثير من شباب العراق هذه الايام مما كانت عليه حياة أجدادهم وكيف كان يعيشالبغداديون ونظم الحياة المتمدنة والجميلة التي كانوا يعيشونها، وشعورهم بالزهووالفخار ببلدهم وما يمتلكه من تراث ثقافي وتاريخي وفلسفي وحضاري ومعرفي أغنىالبشرية، حيث يعد العراق من اقدم حضارات العالم، وتعد حضارة وادي الرافدين ملهماللعالم اجمع في ان العراق كان مهد تلك الحضارة وموطن حرفها الاول، أما ما يعيشهالان في صور ما يجري من معالم سلوك ونظم حكم فقد وجد شعب العراق انه في وضع يختلفكليا عما كان عليه من وئام وانسجام وتجانس ومحبة، وتعرض السلم الاهلي في العراققبل سنوات وما يزال الى حالات لايرتضيها العراقيون ولم تكن جزءا من منظومتهمالاخلاقية والقيمية، وتغيرات الأحوال كثيرا، ولم تعد معالم الحياة بتلك الجماليةوالشعور بالاطمنان على أواصر الحياة وقيمها كما هي عليها الان، حيث تتعرض هويتهاالى حالات سلوكية غريبة عن روحها وقيمها، وهو مايدعونا الى استلهام حياة الاباءوالاجداد ونظم حياتهم، حتى تكون نبراسا للاجيال للتمثل بتلك القيم والمحافظة عليهاكونها كانت من أكثر ما كان يمتله العراقيون من كنوز!!

وكان الاستاذ سعدمحسن في بداية الحوار مع قناة هنا بغداد الفضائية قد هنأ الأسرة الصحفية بعيد الصحافةالعراقية في ذكراها الثانية والخمسين بعد المائة ، متنميا لهم عيشا كريما يليق بهم، وان تبقى كواردها تنهل منمعالم المعرفة والتطور، ما ينمي قابليات اجيالها الحالية، في الحفاظ على حرفيةالمهنة وقيمها واخلاقياتها، لكي تسير عليها أجيالنا الصحفية ، وتنقل تجربتها المضيئةالى الاجيال المقبلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here