الكاردينال لويس ساكو: مخاوف المسيحيين والأقليات ما تزال باقية بعد سبع سنوات من غزو داعش

ترجمة / حامد أحمد

بالنسبة للعراقيين، خصوصا المسيحيين والايزيديين منهم، سيبقى الأسبوع الأول من آب عام 2014 عالقا في ذاكرتهم كأحد أسوأ حوادث الاضطهاد والابادة الدينية والعرقية لم تشهدمثيلها البلاد وذلك بعد اجتياح تنظيم داعش منطقة سهل نينوى.

مئات الآلاف من المسيحيين والايزيديين وحتى المسلمين اضطروا لترك بيوتهم واملاكهم وقراهم للنجاة بأرواحهم، وخلال حكم داعش الذي استمر لثلاث سنوات تم قتل المئات من الذين رفضوا الانصياع لأوامرهم مع نهب وسرقة بيوت لمسيحيين وايزيديين وتدمير كنائس وحرقها.

الكاردينال لويس ساكو، قال في بيان له امس مستذكرا تلك الاحداث “بعد مرور سنوات على انتهاء هذا الكابوس، ومع حماس العراقيين ومساعدة المجتمع الدولي، ما يزال المسيحيون يستعيدون هذه الذكرى بألم ومرارة. انه استقراء لحقيقة الوضع بإظهار مخاوف الأقليات والبحث عن الامل بالتشبث بالأرض والجذور”. مشيرا الى انه حتى بعد مرور سبعة أعوام على اجتياح داعش لمناطقهم، ما تزال تلك المخاوف باقية لديهم.

وأضاف ساكو بقوله “المسيحيون يواجهون خوفا وقلقا من المستقبل، خصوصا مع وجود مؤشرات مريبة، هناك محاولات تغيير ديموغرافي في مناطقهم، وفشل الحكومات المتعاقبة في معالجة البنى التحتية المدمرة رغم توفر الأموال، هي من بين تلك المؤشرات”. كنائس ومدارس وبيوت وممتلكات أخرى ما تزال مدمرة مع انتشار البطالة، والعديد من الناس غير قادرين على توفير متطلبات أساسية.

وناشد ساكو الحكومة المركزية بان تفكر بجدية فيما اذا انها بالفعل تريد من المسيحيين والأقليات الأخرى البقاء في العراق، اذ بقي الوضع الحالي على ما عليه عقدا من الزمان تقريبا. وقال انه اذا كانت الحكومة تريد من المسيحيين البقاء فعليها ان تثبت ذلك من خلال الأفعال وليس الخطابات فقط، وحث القادة العراقيين على التحرك لإرجاع حقوق واملاك أبناء الأقليات، مشيرا الى انه لو بقي الوضع على ما هو عليه فان مستقبلهم سيكون تجاه الهجرة. عندما قام البابا فرانسيس بزيارته التاريخية للعراق للفترة من 5 الى 8 آذار كانت بمثابة مؤشر قوي للطائفة المسيحية المحلية وفرصة أمل بالنسبة لهم. خطوات مهمة عديدة اتخذتها الحكومة خلال الزيارة وما قبلها من استعدادات لتلك الرحلة لإثبات أهمية المسيحيين والأقليات العرقية الأخرى بكونهم جزءا مهما من نسيج المجتمع العراقي مثل اعتبار أعياد الميلاد كعطلة سنوية للبلاد.

وخلال زيارة البابا فرانسيس، اعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم 6 آذار اليوم الذي التقى فيه البابا مع المرجع الديني الأعلى علي السيستاني كيوم وطني للتسامح والتعايش. وفي الأيام التي أعقبت زيارة البابا، صادق الرئيس العراقي برهم صالح على قانون جديد يصب في مصلحة الناجين الايزيديين من المجزرة التي تعرضوا لها على يد داعش. مع ذلك ورغم التطمينات التي منحتها زيارة البابا، فان مشاكل أبناء الأقليات ما تزال قائمة، وما تزال أسئلة تراودهم فيما اذا بقي لهم مستقبل في العراق او ان الوقت قد حان للرحيل.

وطرح الكاردينال ساكو عدة مقترحات يرى بانها ستساعد في ضمان بقاء العراق كبلد للجميع وخصوصا لأبنائه من الأقليات. ودعى ساكو في بيانه الى تأسيس دولة حقيقية قوية تميزها عوامل مركزية مثل سلطة القانون واحترام المال العام وتطوير مؤسسات الدولة والعمل الجاد لتحقيق الرفاهية. وحث ساكو أعضاء البرلمان على العمل باتجاه تحقيق دولة المواطنة التي يجري فيها القانون على الجميع بدون استثناء واحترام كل مواطن لما يستحقه بغض النظر عن دينه او طائفته او عرقه بل مجرد لانه مواطن عراقي.

ويقول ساكو انه “من العوامل الرئيسة الأخرى لتأسيس دولة حقيقية هو تشكيل جيش قوي موحد يعمل تحت قيادة موحدة ولا يكون ولاؤه لطائفة أو دين او عرق دون آخر بل للعراق والعراقيين”. مشيرا الى ان هذا يعتبر من “أكبر التحديات”.

وقال ان النظام القضائي للعراق يجب ان يتعزز أكثر ويزداد قوة ليتمكن من محاسبة الفاسد بغض النظر عن رتبته ومنصبه وان بتم استرداد الأموال المنهوبة جراء الفساد.

واضاف ساكو انه يجب ان تكون هناك جهود دولية لمحاربة التطرف والإرهاب ومحاسبة الذين يروجون لخطاب الكراهية وتجديد المناهج الدراسية ونشر ثقافة الحرية من خلال العمل الميداني على الأرض.

وأشار ساكو في حديثه الى ان مناشدته هي ليست للمسؤولين العراقيين فقط بل انه يناشد المحافل الدولية باعتباره كاردينال على امل ان يصغي المجتمع الدولي لمشاكل العراق ويساعد في تحقيق الاستقرار لمواطني البلد الذين هم بأمس الحاجة له.

عن موقع Crux الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here