مثلث برمودا في الطارمية يعود لإخفاء المسلحين بعد 24 عملية عسكرية لتطهير القضاء!

بغداد/ تميم الحسن

عاد “مثلث برمودا” في الطارمية، شمال بغداد، لاخفاء المسلحين بعد سنوات من اعلان الحكومة تطهيره.

مستنقع كبير يقع بين البلدة وحدود صلاح الدين، مثل رعبا لسنوات الى سكان الطارمية، بينما دارت حوله قصص غريبة. “برمودا” يعتقد انه المكان الذي انطلق منه المسلحون مساء الجمعة وقتلوا واصابوا 11 من عناصر الحشد في هجوم استمر لأكثر من 10 ساعات! حدث كل ذلك بينما كانت 7 تشكيلات عسكرية وامنية بحجم فرقة عسكرية تتواجد في الطارمية لتنفيذ حملة عسكرية منذ أيام. ومنذ مطلع العام الحالي نفذت القيادة العسكرية اربع عمليات لتطهير الطارمية التي تبعد بحدود 25 كم شمال العاصمة.

آخر تلك الحملات كان قبل اسبوع، والمدينة تعيش في شبه اغلاق وسط أجواء غير مريحة بسبب مشاركة بعض الفصائل المسلحة بالحملة.

تلك الفصائل كان لها تاريخ مقلق مع السكان، حيث صرحت اكثر من مرة على ان الحل في الطارمية يكون باستنساخ تجربة جرف الصخر.

ومعروف ان “الجرف” وهي بلدة تقع في جنوب بغداد، منع سكنها منذ 7 سنوات من العودة بسبب رفض بعض الفصائل.

مساء الجمعة

الحملة الاخيرة في الطارمية كانت قد وصلت الى نتائج ايجابية بحسب البيانات العسكرية حتى مساء الجمعة.

يقول مسؤول محلي في المدينة في اتصال مع (المدى) “بعد الساعة التاسعة من مساء الجمعة انفجرت عبوة ناسفة على عجلة تابعة لفصيل النجباء في منطقة تبعد اكثر من 20 كم عن مركز القضاء”. ويبدو ان الانفجار كان كمينا، حيث قام مسلحون يعتقد انهم تابعين لتنظيم “داعش” باطلاق الرصاص من بنادق قنص على عناصر الفصيل الذين جاءوا لتفقد زملائهم في العجلة.

ويضيف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه :”استشهد 3 من الحشد واصيب 8 آخرين في تلك الاشتباكات التي استمرت حتى الساعة الخامسة من فجر أمس السبت”.

واستخدم الفصيل المسلح التابع للحشد “بشكل مفرط”، بحسب المصدر، الهاونات في الرد على الهجوم حتى بعضها سقطت على مشروع ماء في الطارمية.

كذلك ينقل المسؤول عن شهود عيان، قيام بعض أفراد الفصيل بأعمال انتقامية من السكان، مثل قتل جرحى بعد انزالهم من سيارة اسعاف كانت نقلتهم من مكان الاشتباك، دون التأكد من هوياتهم.

تفجير منازل

كما يفسر السكان، بحسب ما قاله المسؤول، تفجير 5 منازل في نهار اليوم الذي تلا الهجوم، بانه ضمن العمليات الانتقامية، بينما بيانات للحشد وصفت التفجير بانه ضمن العملية العسكرية.

وأعلنت هيئة الحشد الشعبي، امس السبت تفجير 5 منازل ومضافتين لتنظيم داعش في قضاء الطارمية.

وذكرت الهيئة، في بيان أن “مفارز مكافحة المتفجرات في هيئة الحشد الشعبي، فجرت خمسة منازل ومضافتين لداعش في الطارمية شمالي بغداد”.

وأضافت، ان “قوة من قيادة عمليات بغداد متمثلة باللواء 12 بالحشد الشعبي ومكافحة المتفجرات كشفت ان هذه المنازل التي نصبت كمينا للقوات التي تعمل لليوم الثامن على التوالي على تطهير قضاء الطارمية”.

وأردفت، ان “مفارز المكافحة باشرت بتفجير تلك المنازل عن بعد ومن دون تسجيل أي خسائر”.

ويطلق الحشد اسم “محرم الحرام” على العملية العسكرية التي تجري منذ نحو 8 أيام في الطارمية، بينما لا توجد هذه التسمية في البيانات الصادرة من الحكومة.

ومن المفترض ان الحشد يشارك ضمن احد التشكيلات المتعددة التي تقوم بالحملة العسكرية في القضاء.

وبدأ الحشد بحسب المصادر، عقب الحادث، بارسال تعزيزات ضخمة الى القضاء في اشارة الى توسيع الحملة.

بالمقابل تسربت وثيقة صادرة من قيادة عمليات بغداد الى القطاعات المشاركة في الحملة بالانسحاب فورا من الطارمية، ولا يعرف دور الحشد الان في القضاء.

والتشكيلات المشاركة في الحملة هي : اللواء ٢٢، اللواء ٥٩، اللواء ٥٤ وهي الوية تابعة للجيش، اضافة الى الشرطة الاتحادية، استخبارات، حشد شعبي، والحشد العشائري الوحيد في الطارمية بقيادة ابراهيم العبدو.

رأس الفتنة

ولا ينظر السكان بارتياح الى وجود الفصائل في الطارمية، خصوصا مع دعوات “نزع السكان” التي تتبناها بعض الأطراف المقربة من الحشد، للقضاء على العنف في القضاء.

او كما يصفها محمود الربيعي عضو الهيئة السياسية في عصائب اهل الحق، بـ”رأس الفتنة” في تعليقه على ماحدث مساء الجمعة في الطارمية.

ويضيف الربيعي في تغريدة على “تويتر” “اقطعوا رأسها لنحفظ رؤوس رجالنا ونأمن مفخخاتها.. كفاكم سكوتاً عن أفعى الطارمية ففي بساتينها غدد سرطانية تأكل شبابنا”.

وكان الهجوم قد وقع في منطقة “طاس تل” 25 كم شمال غرب الطارمية باتجاه صلاح الدين، وفيها مستنقع كبير يطلق عليه “الهورة” ويعرف شعبيا بـ”مثلث برمودا”. وكانت (المدى) قد كشفت في 2019، عقب عمليات نفذتها حكومتا حيدر العبادي وبعده عادل عبد المهدي، وصل عددها الى نحو 20 عملية، عن تطهير “المثلث”.

والمكان نفسه كان قد قتل فيه في شباط الماضي شكر ساهي المشهداني، القيادي في “داعش” بعد ان نفذت طائرات الـ”اف 16″، 10 هجمات على الموقع.

الى ذلك يستغرب رزاق الفراجي وهو زعيم عشائري في الطارمية استهداف الحشد بينما كانت الجيش والشرطة منذ ايام في القضاء ولم يتعرض الى حادث.

ولا يملك الفراجي اجابة على ذلك التساؤل لكنه يؤكد في اتصال مع (المدى) بان “الطارمية لايوجد فيها مسلحون، واغلب الحملات العسكرية تنتهي بعدم العثور على احد”.

الفراجي كشف ان قوة بحجم “لواء عسكري” من أبناء الطارمية كانت قد قدمت اسماء عناصرها الى وزارة الدفاع قبل الهجوم بعدة ساعات فقط.

ومنذ سنوات يطالب سكان الطارمية بتطويع ابنائهم في الجيش وتشكيل قوة خاصة لحماية القضاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here